وتزايدت حوادث الاعتداءات والعمليات الإرهابية فى ألمانيا، بعد انتهاج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سياسة "الحضن الدافئ" لللاجئين، واستقبلت فى العامين الأخيرين أكثر من مليون لاجئ حتى اليوم، بحسب إحصاءات رسمية، بالإضافة إلى أن 4 ملايين مسلم يعيشون فى ألمانيا، قد يضعها فى مرمى نيران الأحزاب اليمينية المعارضة لتلك السياسة لاسيما أن بعض الألمان بدأ ينظر إلى الأمر بتخوف من تغيير وجه ألمانيا الديموجرافى.
ودافعت المستشارة الألمانية الأشهر الماضية عن قرارها بإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة رغم تدفق المهاجرين، وقد تزيد الهجمات الإرهابية من الانتقادات الموجهة إليها، لاسيما أن أحد الأحزاب التى نافستها فى الانتخابات الإقليمية حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليمينى عارض بشدة سياسة اللاجئين والهجرة التى تنتهجها ميركل، والتى قالت عنه إنه يثير التعصب والاستقطاب.
ومشروع المستشارة الألمانية الذى تعهدت فيه بطرح حكومتها تشريعات وقوانين جديدة للمساعدة فى اندماج اللاجئين فى المجتمع الألمانى أصبح مهدد بعد سلسلة الاعتداءات التى شهدتها ألمانيا وتشهدها أوروبا ككل، وقد تسهم أيضا تلك الاعتداءات فى انتشار ظاهرة كراهية الإسلام وبالتالى معاداة أشخاص ينتمون إلى هذا الدين يعيشون فى ألمانيا منذ 20 أو 30 أو حتى 40 عاما.
ولم تنكر المستشارة الألمانية وأقرت بتسلل أعداد من الإرهابيين إلى أوروبا وسط موجة المهاجرين الفاريين من ويلات الحروب لكنها لم تضع حلولا لهذه المعضلة، وقالت فى تصريح شهير "إن الجماعات المتشددة تقوم بتهريب بعض أفرادها إلى أوروبا وسط موجة المهاجرين الفارين من سوريا.. نوعا ما استخدم تدفق اللاجئين لتهريب إرهابيين."
وضحايا الذئاب المنفردة فى قلب أوروبا لاسيما ألمانيا، لم ولن تكون تلك الضحايا التى تسال دماؤها فى الهجمات أو التى تصاب بأعيرة نارية سواء، بل سيدفع اللاجئين ثمن تلك الأفعال دون أدنى ذنب، لاسيما اللاجئين السوريين الذين فروا من ويلات الحروب فى بلادهم، إلى مجتمعات ربما تغيير نظرتها إلى وجودهم ودمجهم فى البلاد مع السكان الأصليين.
3 عمليات فى ألمانيا فى أقل من أسبوع
وشهدت ألمانيا مساء أمس الاثنين اعتدائين، أولها كان هجوم إرهابى من لاجئ سورى فى الـ27 من عمره استهدف مهرجانا موسيقيا بمدينة أنسباخ بجنوب ألمانيا، وقال وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يواخيم هيرمان اليوم الاثنين إن المهاجر السورى الذى فجر نفسه وأصاب 12 شخصا فى مدينة أنسباخ بالولاية، إرهابى متشدد.
وأضاف هيرمان فى تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) رأيى الشخصى أننى للأسف أعتقد أنه من المرجح للغاية أن يكون ذلك هجوما انتحاريا إرهابيا".
وفجر المهاجر السورى، البالغ من العمر 27 عاما والذى فضت السلطات طلب لجوء تقدم به، نفسه بعد انتهاء مهرجان موسيقى فى الهواء الطلق. وأضاف أن السلطات رفضت طلب لجوء تقدم به قبل عام، لكن سمح له بالبقاء فى ألمانيا بسبب الصراع فى سوريا.
وقال هيرمان إن الرجل الذى لم يكشف عن اسمه خضع للعلاج النفسى مرارا وحاول الانتحار من قبل.
وبسؤاله عما إذا كان الانتحارى على صلة بتنظيم داعش، قال هيرمان إنه لا يمكن استبعاد ذلك، رغم أنه لا يوجد دليل ملموس على هذا حتى الآن، "النية الواضحة لقتل كثير من الأشخاص يدل على وجود اتصال بالإرهابيين"، وفقا لهيرمان.
كان مايكل شروتبيرجر المتحدث باسم مكتب المدعى العام فى مدينة أنسباخ، قال فى وقت سابق إن دوافع المهاجم غير واضحة.
وأضاف ربط المهاجم بإرهابيين أم لا تكهنات محضة فى هذه المرحلة.
من جانبه قال رومان فرتينغر نائب قائد الشرطة فى نورنبرغ، إنه كان من المرجح سقوط وجود مزيد من الضحايا إذا تمكن الرجل من الدخول إلى مكان الحفل. وأعلنت السلطات أن حالة ثلاثة من المصابين حرجة.
وأعلنت السلطات أن حالة ثلاثة من المصابين حرجة. جاء الانفجار فى وقت تواجه فيه ألمانيا، وولاية بافاريا بشكل خاص، أزمة كبيرة. فقبل يومين فقط، أطلق مراهق فى مركز تجارى بمدينة ميونيخ النار على عدة أشخاص، ما أسفر عن مقتل تسعة وإصابة العشرات.
كما أسفر هجوم طالب لجوء أفغانى بفأس على ركاب قطار قرب مدينة فورتسبورغ يوم الاثنين الماضى عن إصابة خمسة أشخاص. وقتل طالب اللجوء، البالغ من العمر 17 عاما، على يد الشرطة خلال فراره من مكان الحادث.
لاجئ يقتل سيدة بساطور
وهاجم مسلحا مجهولا بساطور مجموعة من الأشخاص فى مدينة رويتلينجن الألمانية، ما أدى لمقتل سيدة بولندية وإصابة شخصين. واعتقلته الشرطة الألمانية وتبين أنه لاجئ سورى، فيما لا تزال أسباب الهجوم مجهولة.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية البولندية الاثنين أن القتيلة فى الهجوم الذى نفذه لاجئ سورى بالساطور جنوب ألمانيا، مواطنة بولندية.
وأصدرت وزارة الخارجية البولندية بيان أكدت فيه أن الضحية امرأة بولندية، وكانت حاملا أثناء الهجوم، الذى نفذه اللاجئ مستخدما ساطورا فى بلدة ريوتلنغن جنوب ألمانيا.
ونشرت وسائل الإعلام الألمانية تقارير ذكرت أن الدافع وراء الهجوم غير واضح، لكن المهاجم والضحية عملا فى نفس مطعم للوجبات الخفيفة، وتم الإبلاغ عن أنه كان لديه خلاف مع المرأة قبل أن يقتلها.
ولم تتوقف الاعتداءات عند ألمانيا، بل أخلت قوات الأمن البريطانية صباح اليوم محطة مترو أنفاق فى العاصمة لندن بسبب إنذار أمنى، وقامت الشرطة بتفتش سيارة مركونة مشبوهة قرب محطة مترو فى لندن.
وأوضح مصدر فى الشرطة أن قوات الأمن عثرت على سيارة مشبوهة فى الساعة السابعة صباح الاثنين وحاولت البحث عن صاحبها واتخاذ إجراءات وقائية والبحث عن أى أشياء مشبوهة فى المنطقة.
هجوم مسلح فى ملهى ليلى فى أمريكا
فيما لقى شخصان على الأقل حتفهما وأصيب 15 آخرون فى هجوم مسلح بملهى ليلى بولاية فلوريدا الأمريكية.
وذكرت شبكة "ان بى سى" الأمريكية أن قوات الشرطة تمكنت من اعتقال شخص يشتبه بعلاقته بالهجوم.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع حصيلة هجوم مسلح بملهى ليلى بفلوريدا الأمريكية لـ 17 قتيلا وجريحا