فى لحظة ما قد تشعر أن الحياة لا تستحق أن تعاش، وأنك تسير بقوة رد الفعل كونك دمية تحركك أشياء أنت تجهلها، فتشعر معها بفقد هويتك عندما لا تجد أى أمل أمام عينيك ولا تجد تفسيرا لما يحدث لك فترى الأشياء عكس ما كان يجب أن تكون عليها فقد لا ترى إلا الظلمة التى بداخلك حينما ترى الحق يتبدل إلى باطل والباطل إلى حق ولا تملك الشجاعة الكافية لتحقيق العدالة، بل ترى النور الساطع ولا يستطيع أن يخترق عتمة ما بداخلك حينما يتساوى بها الفرح والحزن وتزهد بكل طقوس الحياة، بل قد تفقد التعايش مع من حولك وسنين عمرك باقية وترى أمام عينيك فجاجة الواقع والحياة التى لا تحتمل، وأن تفقد فى الحياة مكانك وأن تشعر بأن الزمان ليس زمانك.
قال محمود أغيورلى "بعض النباتات تخترق الأرصفة بإصرار.. تخرج من قوارع الطُرق بكلِ استكبار.. تقول للناظر.. "يا فتى برعمٌ صغيرٌ نال من الأحجار.. فكيف أنت إن هب لك ضرٌ تناثرت خوفًا كالصغار.. يا فتى ما خُلقت الحياة إلا لمُصرٍ أراد العُلى بكل افتخار.. فهلم هلم كفاك اندثار" .
مهما كانت الحياة مخيفة ومرعبة فلا تجعلها تمزقنا من الداخل وتفقدنا اليقين والإيمان بثوابت الكون فكم من نهايات كانت بدايات لحياة أخرى لم تكن فى الحسبان، فالحياة جديرة بغموضها، فهناك لحظة فاصلة بين الحياة والموت تستطيع أن تدرك فيها قيمة ومعنى وجودك، لحظة يصعب وصفها، فقط يستشعرها من يدركها ولا يخف من مباغتة الأقدار فكم فيها من الأسرار واللطف فيها، فالحياة بدون ما هى عليها من عنفوان لا تكون بلا معنى لهذا أتت لنكتشف فيها أدق تفاصيل التفاصيل، ابحث عن وجودك فى أبسط الأشياء وأفعل ما يجب عليك فعله ولا تقف فى الحياة متفرجًا بل افعل أى شىء على قدر استطاعتك ولا تحاول فهمها أكثر مما يجب عليك أن تعرفه فيها مما يجعلك تفقدها بل عش الحياة واجعلها تعش فيك، فليس هناك شىء بعينه يفسر لك ما أنت عليه هل هو خير من الذى سيأتى، فنحن ما أتينا إلى الحياة لنشقى فكن ممتنًا لكل ما يمر عليك ويحدث لك وفوض أمرك لخالق الخلق.
قال واسينى الأعرج "من جهتى لا أفعل شيئاً مدهشاً ولكنى أحاول وسط هذه العزلة أن أجعل الحياة ممكنة التحمل".
صورة أرشيفية