طارق سويدان أشهر مطرب سورى بالإسكندرية.. قصة كفاح من سوريا بطلها الأمل والحلم.. وصل للعالمية فى الإنشاد الدينى والحرب تنهى أحلامه.. عمل حارس عقار وبائع مفروشات عقب وصوله مصر.. ويؤكد: "الشغل مش عيب"

الإثنين، 04 يوليو 2016 10:46 م
طارق سويدان أشهر مطرب سورى بالإسكندرية.. قصة كفاح من سوريا بطلها الأمل والحلم.. وصل للعالمية فى الإنشاد الدينى والحرب تنهى أحلامه.. عمل حارس عقار وبائع مفروشات عقب وصوله مصر.. ويؤكد: "الشغل مش عيب" الشاب السوري
الإسكندرية – أسماء على بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك قصص كفاح لدى اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب بسوريا إلى مصر ليعيشوا فى أمان وتنعم عائلاتهم بالاستقرار، وأصبح العديد منهم قدوة لدى الشباب المصرى، منهم من قرر فتح مشروعات تجارية ربحية ليبدأوا حياتهم من جديد، ومنهم من قرر أن يفكر بطريقة جديدة بعيدا عن الأفكار التقليدية وقرر أن يغير مفهوم اللاجئ السورى عن طريق ثقافة متحضرة وهى الفن، هكذا فعل الفنان طارق سويدان، مطرب ومنشد سورى وهو يعد الأشهر على مستوى الإسكندرية فى إحياء الحفلات الفنية والإنشاد الصوفى، فاستطاع عبر غنائه أن يصل إلى قلوب المصريين ويُعيد مفهوم كلمة "سورى" يعيش فى بلد شقيقة وينشر ثقافات الشام بعاداته وتقاليده عبر نوت موسيقية وإيقاعات فنية وصوت نقى.

هو طارق درغام سويدان، من مواليد مدينة درعا السورية تخرج من كلية الهندسة الزراعية ثم حصل على بكالوريوس إدارة الإعلام بجامعة تورنتو الكندرية، وشهادة من معهد إعداد المعلمين بسوريا، اكتشف والده الفنان السورى موهبته منذ صغره عمل بالإنشاد الدينى حتى أصبح من أهم المنشدين الدينيين بسوريا، وحصل على البطاقة الذهبية من وزارة الأوقاف السورية من الفئة الأولى، بالإضافة إلى العديد من الجوائز فى الإنشاد ومنها جائزة الصوفية على مستوى العالم.

ولكن بعد عام 2011 وقفت الحرب أمام أحلامه ودمرت جميع الخطوات التى بدأها لتحقيق أحلامه كأهم المنشدين الدينيين بسوريا والشام، وقرر أن يغادر سوريا ويبحث عن الأمل من جديد، وكان هدفه هو مصر الأكثر أماناً وترحاباً بالسوريين.

ويقول سويدان "وقفت الحرب أمام أحلامى ودمرت على شىء بعد مرحلة انطلاقى كأشهر منشد دينى وحصلت على جوائز عالمية، ثم توقفت تماماً عن الغناء والإنشاد بسبب حزنى على سوريا ودمارها، غادرت إلى مصر وكانت لدى رغبة فى الاستقرار والأمان فقط لم تكن فى مخيلتى أن أستكمل مشروع الإنشاد والغناء".

وأضاف "فور استقرارى بمصر عملت فى أكثر من مجال مثلا حارس عقار وأمن فى إحدى شركات الحراسة وبائع فى معرض مفروشات، إلى مدرس علوم، ولم أخجل من عملى رغم شهاداتى العليا التى حصلت عليها ومكانتى الكبيرة التى وصلت إليها فى سوريا فى مجال الغناء والإنشاد الصوفى، والظروف هى التى دفعتنى للعمل فى أكثر من مجال لإيمانى أنه لابد من وجود استراتيجية للخروج من الأزمة مهما كانت تداعياتها ".

الحرب أنهت أحلام طارق سويدان بعد وصوله للعالمية


واستكمل "انعزلت عن الغناء لمدة تقرب من العامين بسبب الحرب فى سوريا وحزنى على ما يجرى لأهلى وأشقائى الذين يتواجدون بسوريا وقلقى عليهم، إلى أن التقيت بمؤسسة مركز سوريانا ومفوضية اللاجئين بالإسكندرية، وعلموا بموهبتى وبدأت قصة كفاحى وانتشار جديدة من محافظة الإسكندرية".

واستطرد طارق سويدان حديثه عن بداية مشواره الفنى بالإسكندرية من خلال إقامة حفلات وإقامة ورش تعليم المقامات والغناء والنوت الموسيقية للأطفال والشباب واكتشاف مواهب فنية جديدة من الأجيال الجديدة، واستطعنا تخريج 3 دفعات من الشباب لديهم مواهب فنية حقيقية لمساعدتهم لاستكمال حياتهم ومنحهم أملا جديدا فى الحياة.


"سويدان" يحكى حسن استقبال الحكومة المصرية للسوريين


وصمت "سويدان" قليلاً ونظر إلى شاطئ البحر وقال "مصر هى البلد العربى الوحيد الذى استقبل السوريين أفضل استقبال ولم تقم لهم مخيمات، واعتبرهم أشقاء لا فرق بينهم وبين المواطن المصرى فى الحياة والتعليم، فأولادى تعلموا فى مدارس حكومية مصرية وهى أفضل من المدارس الخاصة، مصر بها مميزات كثيرة منها الهواء النقى الذى يأتى عبر المتوسط لسواحل الإسكندرية وينقل نسائم الهواء من سوريا حاملاً الأمل فى عودتنا إليها من جديد".

وأشار أنه من حبه فى مصر قرر أن يؤدى أغنية وطنية تعبيرا عن تقارب الشعبيين المصرى والسورى بعنوان "مصر يا أمنا"، والتى لاقت نجاحا كبيرا ويغنيها فى جميع حفلاته.

وأضاف "أتمنى أن أزور جميع السوريين فى بلاد اللجوء وأعقد لقاءات وندوات لكى أعرفهم بنماذج السوريين الذين نجحوا فى مصر وأعطى درسا للحكومات الأخرى التى تعاملت مع السوريين بسوء وأقول لهم إن مصر تعاملت بمحبة، ولو تعاملتم مع السوريين بهذه الطريقة ستجدون نماذج ناجحة فى مجتمعاتكم مثل النماذج الناجحة الموجودة بمصر".

ورش تنمية المواهب منعت أحد الشباب من الهجرة غير الشرعية


واستكمل "ورش العمل التى تُعقد مع الشباب لتنمية مواهبهم هدفها إعادة تأهيلهم من جديد وإعادة تأهيلهم نفسياً للاستمرار فى الحياة ودفعهم نحو الأمل من جديد، وإيصال الصورة الصحيحة عن الشعب السورى بعيداً عن التجاذبات السياسية، لأن المواطن السورى ليس من مصلحته الدخول فى صراعات سياسية ولديه شهداء ومعتقلون فى بلده، فهو يريد العيش آمنا مع أولاده والبعد عن الأحزان".

ويذكر "سويدان" أن أهم عوامل النجاح التى قام بها ويشعر بالفخر من تحقيقها هو منعه لأحد الشباب الذين كانوا يريدون الهجرة إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل ومن خلال ورش العمل الفنية واكتشاف موهبتهم، وأقنعه بأن السفر والهجرة لا يأتى بالنفع والاستقرار، فى مصر هو أفضل طريق لهم عن المخاطرة عبر البحر إلى مصير مجهول".

وأشار أنه عُرض عليه إعادة التوطين من جديد بكندا أو ألمانيا، ولكنه رفض وقرر الاستقرار بمصر وخاصة بمدينة الإسكندرية التى تعتبر الأقرب إلى قلبه لتشابه الأجواء والعادات والتقاليد بأجواء سوريا.

وعن أهم المنشدين الذين يعتبرهم قدوة هو النقشبندى ويسير على خطاه، ويتمنى إقامة حفلات مشتركة مع وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية وغنائه يصل إلى جميع المصريين .

وفى نهاية حديثه تمنى "سويدان" أن يقيم حفلة إنشاد بدار الأوبرا بسوريا وإعادة إعمارها بطموح وأمل الشباب السورى وأن يعم السلام والمحبة بين الشعوب الحربية .




طارق سويدان أشهر مطرب سورى بالإسكندرية (1)
الشاب السورى


طارق سويدان أشهر مطرب سورى بالإسكندرية (2)
الشاب السورى متحدثا


طارق سويدان أشهر مطرب سورى بالإسكندرية (3)
أثناء إحدى الحفلات


طارق سويدان أشهر مطرب سورى بالإسكندرية (4)
منشدا










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة