"تهدف الزيارة إلى استقطاب حلفاء جدد لوقف الإدانات الإفريقية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلى فى الأرضى العربية المحتلة " هكذا يحللها السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، مضيفاً أن ذلك يأتى من خلال خلق تحالفات جديدة واستقطاب دول إفريقية تقف ضدها، مضيفاً نجاح الدول العربية الإفريقية فى خلق قرار دولى وأممى إفريقى يزعج القيادات الإسرائيلية وهو ما تسعى إسرائيل إلى وقفه.
ويكمل بيومى قائلاً فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، "على الرغم من أن التحركات الإسرائيلية لا تزعج مصر وغير موجهة ضد المصالح المصرية، لكن يجب أن تسبق الخطوات المصرية الخطوات الإسرائيلية فى إفريقيا"، مضيفاً أن إسرائيل دولة غير مستثمرة فى إفريقيا كما يحاول تصويرها الإعلام المصرى.
أما الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى العلاقات الدولية، يرى أن الزيارة غير بريئة، موضحاً أن إسرائيل تعتبر العدو الكلاسيكى للعرب فهى تسعى لإحداث القلاقل فى كل المناطق التى تهم الدول العربية وتعتبرها جزء من أمنها القومى، مشيراً إلى أن تخصيص الزيارة لدول حوض النيل ليس من قبيل المصادفة ولكنه تشجيع لها للوقوف فى وجه المصالح المصرية، وخاصة فى ظل التوتر بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة، موضحاً أن الدراسات الفنية والتمويلات اللازمة لبناء السد الإثيوبى قادمة من تل ابيب وحلفائها.
وأضاف اللاوندى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، "تحاول إسرائيل استهداف المفاوضات المصرية الإثيوبية وتعقيدها، كورقة ضغط على الجانب المصرى، مشيراً إلى أن الدولة العبرية تضغط للحصول على عضوية دول حوض النيل، وخاصة بعد فشلها فى الحصول على مياه النيل عن طريق الحدود البرية التى تربطها بمصر.
وشدد اللاوندى على أن سد النهضة ليس فقط هو محور الزيارة لكن قادة إسرائيل يريدون تدشين تحالف إسرائيلى إفريقى لمواجهة الإدانات الدولية لممارسات قوات الاحتلال فى الأراضى الفلسطينية فى المحافل الدولية والتى بدأتها فرنسا بالتصويت لصالح مشروع القرار الفلسطينى للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تخشاه إسرائيل من احتمالية اتساع دائرة التعاطف مع الفلسطينيين وهو ما يدعوها إلى بناء حلف جديد من الدول الإفريقية للتصويت لصالحها.
ويضيف اللاوندى أن ذلك يتضح فى أن الصحف الإسرائيلية اهتمت بالحديث حول أن إفريقيا تضم 54 دولة، يمثلون بـ54 صوتاً فى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أنه وفقاً لتكهنات الأمم المتحدة سيبلغ عدد سكان إفريقيا خلال العقود المقبلة 2.5 مليار نسمة، وهو ما يعنى ربع سكان العالم وهو ما لا ينبغى تجاهله.
ويتابع تأتى التحركات الإسرائيلية بالتوغل فى قلب القارة الإفريقية واستضافة وفود إفريقية بتل أبيب للحد من التحركات المصرية فى إفريقيا التى بدأت فى أعقاب ثورة 25 يناير وتنامت بعد 30 يونيو، لكن الدولة العبرية تريد إيصال رسالة إلى إفريقيا نحن أقرب إليكم من القاهرة، وهو ما يظهر من حرصها على تجديد طلب الانضمام كعضو مراقب فى الاتحاد الإفريقى.
ويرفض اللاوندى ما تحاول وسائل الاعلام الإسرائيلى ترويجه بأن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى للدول الإفريقية الأربعة تأتى بعد قطيعة إسرائيلية لإفريقيا منذ ما يقرب من ربع قرن، موضحاً أن مسئولى إسرائيل دائمى الزيارات للدول الإفريقية والتى كان من بينها قبل سنوات زيارة وزير الدفاع ليبرمان، وأيضا فإن الاستثمارات الإسرائيلية تنشر فى معظم دول القارة .
وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى وصف الزيارة بـ"التاريخية" وبعد غياب طويل، خاصةً وأن زيارة نتنياهو هذه هى الزيارة الرسمية الأولى لرئيس وزراء إسرائيلى إلى إفريقيا منذ 1994.
ويذكر أن العلاقات بين إسرائيل وإفريقيا تضررت بعد حرب 1967، وقطعت دول إفريقية علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل وبسبب الضغط العربى وصل عدد المقاطعين لإسرائيل نحو 35 دولة إفريقية.
موضوعات متعلقة...
- أهداف خبيثة لزيارة رئيس حكومة تل أبيب لأفريقيا.. نتنياهو يبرم اتفاقيات حول الزراعة ومكافحة الإرهاب بكينيا.. و"كينيتا" يعلن: سنسعى لضم تل أبيب للاتحاد الأفريقى.. وخبراء: التحالف ضد مصر بات علنيا