كتاب اختراع العزلة.. "بول أوستر" يروى قصة أسرته البخيلة والمجرمة

الخميس، 11 أغسطس 2016 06:00 ص
كتاب اختراع العزلة..  "بول أوستر" يروى قصة أسرته البخيلة والمجرمة غلاف كتاب اختراع العزلة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استعد فى بحثك عن الحقيقة لما قد يباغتك فهى صعبة المنال، وبمجرّد أن تقبض عليها، ستقف ناظرًا إليها وهى تنسرب من بين أصابعك، هكذا استعان بول أوستر بكلمة للفليسوف هيراقليطس ليبدأ كتابه "اختراع العزلة".

كتاب "اختراع العزلة" مذكرات عن والد الكاتب بول أوستر الذى توفى بشكل غير متوقع، كما يرى الروائى الأمريكى، فضلاً عن أن الكتاب هو فى الوقت ذاته تأمل شخصى فى طبيعة الذاكرة والخسارة حيث قال عنه أوستر:" إنه، بشكل أو بآخر، جوهر أعمالى كلها"، فعلى حد قوله "قد لا تكون "اختراع العزلة" رواية غير أنى أظن بأنها تناقش العديد من الأسئلة التى أطرحها عادة فى أعمالى الروائية".

هذا الكتاب عند صدوره اعتبرته عائلة أوستر اليهودية، فضيحة حتى أنهم صرحوا فى الجرائد والمجلات بأنه يكذب وأنه اخترع تفاصيل هذا الكتاب من خياله، وهو ما أشار إليه مترجم الكتاب أحمد العلى.

وقال "العلى" إن ما همنى فى الكتاب هو الشجاعة، شجاعة الفضح النبيل، فضح العائلة، تلك الحيوات التى لها فى جسدك عرق ما.

وينقسم الكتاب لقسمين الأول عن الأب والعائلة بصفة عامة بعنوان "بورتريه لرجل غير مرئى" والثانى بـ"كتاب الذاكرة: مطولات مقتطفة".

ويستهل أوستر الجزء الأول بقوله "لا شىء أكثر رهبة من مواجهة أغراض رجل مات، الأشياء تهمد أيضًا، فمعناها كامن فى دورها خلال حياة صاحبها وحسب، وعندنا تتوقف تلك الحياة، يجرى داخل الأغراض تحول ما، حتى بدت باقية كما كانت، إنها هناك فى مكانها وفى نفس الوقت ليست هناك، إنها أشباح ملموسة، ومحكومة بالبقاء على قيد الحياة فى عالم لا تنتمى إليه".

ويصف أيضًا أوستر حاله بعد وفاة والده بالمريبة فيقول: "أتذكر أننى لم أذرف دمعا ولم أشعر بالعالم يتهاوى من حولى، ويا للغرابة، لقد كنت مستعدا، بشكل لافت لتقبل الموت على الرغم من بغتته".

الجملة الأخيرة بمثابة المفتاح لكشف أسباب هذه التعرية القاسية التى أقدم عليها أوستر، وظهرت بمثابة محاكمة لكن بين طرفين أحدهما حى والآخر ميت، حيث يصف أوستر الأب بتفاصيل كثيرة كالبخل، كما ظهر فى مواقف الأب من مساومته للباعة، وعدم الذهاب إلى السينما بسبب أن الأفلام ستعرض فى التلفزيون بعد عام أو عامين، وكذلك ذوقه فى الملابس الذى كان متأخّرًا عشرين سنة، أو حتى اعتزاله الناس واحتفاظه بأشياء فى منزله تنم عن إنسانٍ حريص إلى حدّ البخل والتقشف الشّديدين، إلى الهجوم على ما خلقه فى نفس أبنائه من خذلان وكسر لهمة الابن، ويصفه بأنّه «شخصية خيالية، رجل ذو ماضٍ مُظلمٍ، أما حياته الحاضرة فلم تكن سوى محطة وقوف فقط».

يتحامل الابنُ على الأب وَيُنقِّب فى ذاكرته عن المرّات التى خذله فيها، ولم يقدّم له الدعم الذى كان يحتاجه طفل فى سنه. ويتقاسم الابن مَشاعر الافتقاد هو وأخته أولفيا التى وُلدت عندما كان فى الثالثة والنصف مِن عُمره، ونظرًا إلى حساسيتها الشَّديدة كان تأثير مُفارقات زواج الوالدين وخلافاتهما مِن تداعيات كبيرة، فقد رَاحَ إحساسها بعدم الأمان يتضخمُ.

يُولى الكاتب صفحات طوالا من كتابه لمتابعة تاريخ هذه العائلة التى ينحدر منها أبوه مُتتبعًا حالة الغموض التى واكبت سيرة موت جده، فيصل إلى حقائق مُفزعة قادته إليها الصدفة التى دفعت بأحد جيران العائلة إلى أنْ يُرسل لابنة عمّه التى التقاها مُصادفة على رحلة طائرة، الصُّحف التى تابعت الحادثة وقتها، يكشف عبر هذه الوثائق الحقيقة التى كانت غائبة عن الجميع، وكيف مات الأب هارى أوستر، بعد أن قتلته الزوجة آنا أوستر، ومحاولتها الانتحار مرة، ومرة أخرى محاولة سامويل أوستر قتل أرملة أخيه، بعد حالة التشوش التى أصابته بعدما رفضت وصايته على الأطفال، مُدعيًّا أن هذه المرأة دمرت عائلته، لكنها نجت من الرصاصات التى أطلقها عليها وهى بجوار البقالة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة