بالفيديو والصور.. بطلة أولمبية خرجت من قرية بلا خدمات.."الهوانية" تستعد لاستقبال سارة بحفل شعبى.. وشقيقها: تخطت طموحنا.. والأم: فوزها أول فرحة بعد وفاة والدها.. ونائب يطلب إطلاق اسمها على منشأة رياضية

الجمعة، 12 أغسطس 2016 03:18 م
بالفيديو والصور.. بطلة أولمبية خرجت من قرية بلا خدمات.."الهوانية" تستعد لاستقبال سارة بحفل شعبى.. وشقيقها: تخطت طموحنا.. والأم: فوزها أول فرحة بعد وفاة والدها.. ونائب يطلب إطلاق اسمها على منشأة رياضية
الإسماعيلية محمد عوض - جمال حراجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحولت الحياة فى قرية "الهوانية" إلى حالة من الاستنفار لاستقبال بطلتها، سارة سمير التى منحت مصر أولى ميدالياتها  فى دورة الألعاب الأولمبية بريو دى جانيرو.

 

 

وحصلت  سارة  سمير على الميدالية البرونزية فى رفع الأثقال  لوزن 68 كجم، فى دورة الألعاب الأولمبية المقامة  بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية، مساء الأربعاء الماضى  لتصبح أصغر بطلة  أولمبية مصرية وأول لاعبة ترفع العلم المصرى على منصة التتويج الأولمبية.

ولدت  سارة سمير فى قرية صغيرة بالإسماعيلية  تسمى  "الهوانية" عام 1998، وهى الأبنة الوسطى لأسرة مكونة من خمسة أبناء وأم  تعيش لتأمين أبنائها بعد رحيل الأب فى ربيع العام الماضى، وتعيش  فى قرية  تعانى  من ضعف الخدمات الأساسية حتى أنها  بدون مركز شباب مجهز  للتدريب فيه.

سمر الشقيقة الكبرى  لسارة  تقول عنها: من يومها بطلة وتتعامل مع اللعبة  بجدية، وتركز حياتها  للرياضة بشكل أثر على التعليم.

 وتراجعت وزارة التربية والتعليم عن  قراراها برسوب سارة  للتغيب عن أداء الامتحانات،  لإنشغالها  للتدريب للبطولة، وقررت تحديد موعد  لامتحانها  لشهادة الثانوية العامة مع احتفاظها  بحقها  فى  درجاتها  كاملة، بحسب  بيان  رسمى  للوزارة، يوم الخميس.

قرية "الهوانية" -40 كيلو متر تقريبا – من  مدينة الإسماعيلية هى  إحدى  قرى  مدينة القصاصين الجديدة، وتعانى من نقص الخدمات الأساسية كالصرف الصحى  وضعف  شبكات الكهرباء ومياه الشرب وفقر الوحدة الصحية، والطرق الممهدة، الطريق الرئيسى الرابط  بين القرى  هو الوحيد الممهد بالأسفلت،  ومدخل القرية حتى  المنزل الذى  تسكنه أسرة  سارة، طريق  ترابى غير ممهد عشوائى فى مساره مثل  بقية  قرى القصاصين.

المشهد اختلف داخل  منزل أسرة البطلة الأولمبية، فبرغم الأثاث البسيط فالمنزل لا  يفتقر  للنظافة  بعكس الشارع  المترب بالخارج، وخصصت الأسرة صالة واسعة لاستقبال الضيوف بمقاعد  إسفنجية واسعة، وحوائط فارغة إلى من  صورة كبيرة  للأب الراحل وجهاز  تلفاز كبير ظهرت على  شاشته  بطلة المنزل  فى تسجيل  لمباراة حصلت  فيها على  الميدالية الأولمبية.  

القرية الفقيرة فى بنيتها التحتية وخدماتها، لم تكن  بخيلة فى تجهيز رياضيين  متميزين، حيث  يسكن فيها  محمد فتحى لاعب  دولى  بمنتخب مصر  لكرة القدم والنادى الإسماعيلى  وأيضا محمد البعلى  مدافع النادى الإسماعيلى السابق، بالإضافة سارة سمير أول مصرية تصعد لمنصة تتويج أولمبية.

ورثت سارة من والدتها ملامحها الطيبة والابتسامة الهادئة القلقة التى ظهرت عليها فى تسلم الجائزة، التى  قال عنها الكاتب عمر طاهر فى تدوينة له، إنها عادة الست المصرية وقت الفرح فى القلق وقت الفرح وقول "اللهم اجعله خير".

الأم بررت قلق نجلتها وملامحها المرهقة بأنها تعانى من إصابة فى ركبتها تحاملت على نفسها، لإكمال المباراة، برغم من  نصائح الأم لها  بان  لا تجهد  ركبتها  وترفع أكثر من طاقتها.

قالت الأم "لا  أستطيع  وصف سعادتى بفوز ابنتى الأمهات  فقط  يمكنها تفسير  إحساسى  بالسعادة".

 وتضيف الأم "أطلقت الزغاريد وأنا  أبكى، كانت المرة الأولى التى أفرح فيها  بهذا الشكل منذ رحيل زوجى، ولكنى  لم أتمالك نفسى من الفخر بسارة  لأنها  تعبت  كثيرا  لتحقيق ذاتها".

ملامح الرضا الواضحة على وجه الأم تبدلت لقلق وحزن عند الحديث عن شهادة الثانوية العامة لأبنتها وتشير  للرسوب  بدون  درجات، ولكن قرار الوزارة الأخير هدأ من قلقها،  لتضمن مستقبل تعليمى لبطلتها الصغيرة.

"نعم أستطيع أن أحصد ميدالية أولمبية فى ريو دى جانيرو، لكن أحتاج للاهتمام"، جملة قالتها سارة سمير قبل عامين بعد  تحقيقها  ذهبية أولميباد الشباب فى الصين عام 2014، واشتكت من قلة الاهتمام المسئولين، حتى أنها  لا  تجد مكانا  مناسبا للتدريب  فيه  خلال  وجودها  بالقرية لأن  مركز الشباب الوحيد هو مجرد  مبنى  إدارى  لا  يفتح عادة إلا  فى مناسبات العزاء.

 شقيق سارة الأكبر  محمد سمير كان  لاعبا لرفع الأثقال  أيضا، وهو السبب فى شغف  سارة باللعبة،  ساعدها  فى  تخصيص  غرفة للتدريب على  سطح المنزل داخل  شقة تحت التجهيز  لتكون منزلا  لزواجه، وضع فى  وسط الغرفة إطارات حديدية بوزن 100 كيلو جرام  تقريبا وماسورة  للرفع  "بار"  علاه الصدأ فى  بعض  أجزائه، ولكنه كان كافيا  لإعداد بطلة أولمبية.

  يقول محمد سمير:  سارة  بدأت الشغف  باللعبة عندما  كانت  تشاهدنى  ألعب  قبل 6 أعوام، وبدأت التعلم  معى  كيف  ترفع الثقل والتحكم  فيه، ثم انضمت  للعب  بنادى المؤسسة العسكرية  بعدها".

 يبتسم محمد وهو  يقول: فى الحقيقة  سارة تخطت كل  طموحى  فى اللعبة وحققت أكبر من توقعاتنا، لكنها  طوال الوقت مؤمنة بما  تفعله وكان والدى رحمه الله عليه مشجعا لها بشدة".

  محمد سمير مارس رفع الأثقال لعامين فقط بحسب  قوله  وشارك فى بطولات على  مستوى الجمهورية وكأس مصر، ولكنه لن يسبق له أن انضم لصفوف المنتخب، ولكنه حاليا تخرج قبل شهر  من كلية التربية الرياضية كأول  دفعته، ويطمح للعمل كأديمى ومعيد بالكلية، قبل أن يتجه للتدريب فى  رفع الأثقال.

يقول محمد: سارة  كانت  تتدرب  بشكل  بسيط فى المنزل فى  فترات  وجوده  بالقرية لأن  مركز الشباب غير مجهز  لأى شىء وتقريبا  لا  نراه  يفتح لأى  نشاط، وأقرب مركز  شباب به تجهيز  لرفع الأثقال  يبعد 20 كيلو تقريا من قريتنا، وكان صعبا على سارة الانتقال  للتدريب به.

محمد طلب من جيرانه المهنئين بفوز سارة أن يكون أحدهما دليلا  لطريق لمركز الشباب، ليشير  أحمد حجازى معيد بجامعة قناة السويس لمبنى من دورين ببوابة مغلقة بالجنازير، عليها  لافتة ممزقة بأنه مركز الشباب المغلق دائما.

واستغل شباب القرية وجود أحمد بدران البعلى، عضو مجلس النواب  بالقرية، لتهئنة أسرة سارة بطلب تدخله  لتغيير  مجلس إدارة المركز واستعادة النشاط، وخاصة المشاركة فى  دورى  مراكز الشباب التى أقصى  منها  الفريق الموسم الماضى بخطأ إدارى.

بدران البعلى عضو  مجلس النواب، قال، "بعد هذا الإنجاز العالمى الذى  حققته  سارة  باسم مصر، نستطيع أن  نجدد طلب  تحويل معسكر القرش للوفود الشبابية لمدينة رياضية  متكاملة يخصص بها  صالة خاصة للألعاب وخاصة رفع الأثقال لتحمل اسم سارة سمير".

 
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة