بخطوات بسيط تبعد عن حديقة الفسطاط بمنطقة مصر القديمة تجد نفسك أمام "قرية الفخار" تلك القرية التى خصصتها الدولة لتعمل على تطوير مهنة صناعة الفخار، والحفاظ على الصناعة من الاندثار.
"المنطقة دى كانت عشوائية الأول قبل قرار الدولة بإنشاء قرية لتضم كل الحرفيين والصناعية والبائعين للفخار بمصر القديمة، إحنا استلمنا القرية منذ 2006 وهى ما زالت تحت الإنشاء حتى وقتنا هذا وكل يوم يمر تزداد القرية سوء بسبب الإهمال وعدم متابعة الحكومة للقرية بهذه الكلمات"، بدأ حسن عبد الله خريجى تجارة إنجليزى، والذى يعمل بائع أوانى فخارية بقرية الفخار.
وتابع: "لا يوجد بالقرية كهرباء ولا مياه منذ تأسيسها حتى الآن ولا تستطيع هذه الصناعة أن تواصل من غير كهرباء ومياه لأن أساس المهن الفخارية هى الاعتماد الكامل على المياه والكهرباء، قائلا: "بعد الساعة 8 بالليل تتحول القرية إلى بيت للاشباح، بسبب الظلام".
وأضاف قوله: "حركة البيع قلت كتير عن الأول، ويحدث نزاعات وخناقات كبيرة بين البائعين علشان يفرشوا خارج القرية لأن ما فيش بيع داخل القرية.. تقريبا داخل القرية حوالى 160 فردا وللأسف مستقبلنا وحياتنا بتضيع، بسبب إهمال المسؤولين لينا، والصنايعية والعمال والبائعين مش عارفين يعملوا إيه، والحكومة عارفة إن الحياة بقت صعبة والأسعار فى صعود مستمر، نعيش إزاى وإحنا مش عارفين نشتغل ولا نبيع".
والتقط أطراف الحديث فراج عبد الهادى، عامل وبائع أوانى فخرية بالقرية، قائلا: "أنا استملت المكان المخصص ليا من غير صرف صحى، ولا مياه ولا كهرباء، والمكان مليان كلاب وقمامة وطفح مجارى فى معظم الأماكن وريحة المكان صعبة، مين إللى هيجى يشترى أو حتى يشتغل هنا؟!".
أما عم زايد تمّام، فقال "كان عندى 7 صنايعية دلوقتى بكتفى بواحد أو بشتغل بنفسى لأن الحالة واقفة وما فيش بيع تماما وعلى فكرة أنا هنا من بداية استلام القرية، بندفع الكهرباء هنا بشكل ممارسات وجالى الشهر إللى فات 120 ألف جنيه قسط الكهرباء فى شهر، كان فى الأول بيكون قيمة الايصال الشهرى لا يتعدى الألفين، والحكومة قالت لينا انها هتطور القرية، وعلشان تدخل الغاز عايزين مننا 36 ألف جنيه، وزيهم للكهرباء، وللمياه 7 آلاف.. هو ليه الحكومة بتتعامل معانا كده وبتقتل ليه أحلامنا".
وعن حلم عم زايد تمام قال "أنا حلمى فى الدنيا إن القرية دى تكون منافس قوى للدول الأخرى مصر فيها صنايعية وعمال درجة أولى مش موجودين فى أى دولة تانية فى العالم، لازم الدولة تهتم بيهم وترعاهم وتنقذ الصناعة من الإندثار".