"إن لم تستح فافعل ما شئت".. هذا المثال أفضل وصف لما أصدرته مجلة الإيكونوميست البريطانية، من تقرير مسيس يفرض إملاءات خارجية على الشعب المصرى بعنوان "تدمير مصر".
التقرير الذى أصدرته مجلة تحمل جنسية دولة تحتضن جماعة الإخوان وتكن العداء للمصريين، زعم أن النظام المصرى مُفلس، وطالب الدول الغربية بوقف تسليح الجيش، وأوصها بربط المعونات والقروض بتعويم العملة، وتسريح موظفى الحكومة، وإلغاء الدعم، كما دعا إلى عدم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى لولاية ثانية، وهو ما يثير عدة تساؤلات: هل يُقلق السيسى الغرب؟، وما الهدف من إصدار ذلك التقرير فى هذا الوقت؟، وهل للإخوان علاقة بإصداره؟.
تقرير "الإيكونوميست" يوضح أن التآمر على مصر أصبح "عينيى عينك".. فكيف لمجلة أن تتجاهل لغة الأرقام عند الحديث عن الأوضاع الاقتصادية وتتحدث عن السياسة، وتتطاول على الرئيس المنتخب فى أعقاب ثورة شعبية كبيرة.
وبالنظر إلى التقرير، نجد أنه طالب الدول الغربية بمنع إمداد القوات المسلحة المصرية بالأسلحة والعتاد العسكرى، مثل طائرات "إف 16" وحاملات المروحيات "ميسترال"، ونسى أن الدولة المصرية تخوض حرباً شرسة ضد الجماعات الإرهابية، وتواجه تهديدات أمنية كبيرة فى ظل تفكك دول المنطقة ووصول الأعمال الإرهابية لقلب أوروبا.
وزعم التقرير أن النظام المصرى مُفلس، وهذا ما تنفيه الوقائع بلغة الأرقام، حيث خصصت الدولة 1.2 مليار متر أراضى لإنشاء المدن الجديدة، وتخطط لإنشاء 4 مدن جديدة فى الصعيد، فضلاً عن بدء أعمال الإنشاءات فى العاصمة الإدارية الجديدة، وسيتم الانتهاء من بناء 800 ألف شقة فى أنحاء الجمهورية منتصف 2018 بخلاف ما تم بناؤه، فضلاً عن إنشاء أكبر مزارع أسماك وحيوانات بالمنطقة، بالإضافة إلى مشروعات الإسكان الاجتماعى، والطرق، واستصلاح 1.5 مليون فدان، وحفر قناة السويس الجديدة.
واتهم التقرير المشبوه النظام بأنه غير كفء فى إدارة الدولة ويقودها نحو الانهيار، وطالب الغرب بربط تقديم المساعدات لمصر برفع الدعم، وتسريح الموظفين الحكوميين، وتعويم الجنيه، وبالنظر إلى الثلاثة مطالب، نجد أن التقرير هو من يقود الدولة نحو الانهيار وليس النظام، وأن المجلة هى من تريد "تخريب مصر".
وخلص تقرير "الإيكونوميست" فى نهاية تقريره المشبوه الذى يحمل نكهة الإخوان عند تحدثهم عن الأوضاع الاقتصادية، إلى المطالبة بعدم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى لولاية ثانية.
ويمكننا قراءة ما بين سطور ذلك التقرير المشبوه فى النقاط التالية:
•• المطالب بعدم ترشح الرئيس السيسى لولاية ثانية تعنى أنه يسير فى الاتجاه الصحيح، وأن هناك من يريد عرقلة بقاء السيسى فى السلطة لولاية الثانية، لأن بقاءه يعنى فشل كل مخططات تقسم المنطقة.
•• المطالبة بوقف تسليح الجيش المصرى، يؤكد أن هناك من يريد أن تبقى مصر ضعيفة وفى حاجة إلى الحماية، وأن صفقات تسليح الجيش تزعج البعض.
•• التقرير يأتى فى إطار الحرب النفسية على مصر، من أجل تقليب الرأى العام فى ظل توجه الدولة لاتخاذ إجراءات صعبة لتحسين كفاءة الاقتصاد المصرى.
•• التقرير كتب بنكهة الإخوان، ومازال هناك تأثير قوى للجماعة الإرهابية على الإعلام الغربى الذى لا يحمل الخير لمصر.
واستنادًا إلى المعلومات السابقة يمكن وصف تقرير "الإيكونوميست" بأنه عمد إلى تجنب أى مظهر من مظاهر التحليل الموضوعى، واهتم بتوجيه انتقادات لشخص الرئيس وهذا ما أكده المتحدث باسم الخارجية فى مقال له نشره مؤخرًا بشأن تقرير المجلة الإنجليزية.