بما أن الخيال لا يمكن ضبطه وإحضاره، فقد تخيلنا وجود برنامج لأخصائية العلاقات الجنسية الأكثر جدلا وجرأة هبة قطب، فى السبعينيات تقدمه على الشاشة بنفسها، وحاولنا تخيل ما يمكن أن تواجهه من أسئلة وموضوعات فى إطار هذه العلاقات.. مع الوضع فى الحسبان أنه كان لا يوجد سوى التلفزيون المصرى فقط ولا توجد الحرية التى تتيحها الفضائيات حاليا لمقدمى برامجها، ولا يوجد فى الأستوديو تليفون لاستقبال المكالمات بل تقرأ خطابات الجمهور على الهواء والمرسلة عبر البريد فى برنامجها وليكن مثلا "ما يطلبه المتزوجون".. على غرار أشهر برنامج فى هذا الوقت ما يطلبه المستمعون..فهل فى ذلك الوقت كنا سنجد أسئلة مثلا من نوعية أسئلة الألفية الثالثة التى نسمعها فى البرامج التى تظهر فيها دكتورة هبه حاليا مثل: "كيف أمارس العلاقة مع زوجى بطريقة تشبع رغباتى"؟.. أو "كيف أعرف زوجتى إذا كانت عذراء أم لا فى ليلة الدخلة"؟.. و"هل عندى شره جنسى"؟.. و"كيف أخبر زوجتى أنى أريد معاشرتها"؟.
بالطبع مجتمع السبعينيات الذى كان يعيش على أغانى العندليب وليلى مراد وقصص حب رشدى أباظة وشادية.. كانت الرومانسية بالنسبة لهم أهم بكثير من الجنس، حيث كانوا يتمتعون بقدر من النضج الثقافى والاجتماعى، لكن تعالوا نتخيل أسئلة القراء فى ذلك الزمن وأسئلتهم لهبة قطب.. فى أستوديو محاط بصور كلاسيكية، تجلس هبة على مقعد المذيع وبصوت حنون ترحب بجمهورها "مساء الخير أهلا بكم فى برنامجكم ما يطلبه المتزوجون، بصراحة قبل الحلقة كنت قاعدة بقرأ رسايلكم رسالة رسالة، ومستغربتش لما لقيت أحد أصدقاء البرنامج باعت بيسألنى عن أفضل مكان يقدر يقضى فيه شهر عسل رومانسى مع زوجته الحبيبة" طبعا أقوله عليك وعلى شاطئ البوريفاج حيث الرملة وأشعة الشمس الدافئة أفضل جو تقدر تعيش فيه لحظات سعيدة فى بداية حياتك الزوجية...وكل المطلوب شمسية للوقاية من الشمس ومخدة ومرتبة "اسفنج" وشغل أغنية أم كلثوم "الأطلال" عند المقطع اللى بيقول :"هل رأى الحب سكارى مثلنا".
تضع هبة الخطاب الأول وتفتح خطابا آخر، ثم تبتسم وتقول "البرنامج ده اسمه ما يطلبه المتزوجون وليس ما يطلبه العاشقون، تضحك بصوت مرتفع ثم تتكلم: فى واحدة باعتة لى بتقولى ازاى أبوس حبيبى وسط الناس"، أقولها "ما تبوسيه وياريت البوسة تبقى فى الجبين لأنها تحمل معانى رومانسية، ولو مكسوفة خديه ميدان التحرير قدام اللى رايح واللى جاى وقولى له بحبك بصوت عالى واحضنيه وبوسيه مفهاش حاجة يعنى"، ولا أقولك أحسن على كوبرى قصر النيل امسكى إيده وبصى فى عينيه ودققى النظر قوى وقولى له بحبك وبوسيه".
تصمت لحظة ثم تعود تقلب فى خطابات جمهور البرنامج، وتنظر إلى الشاشة باستغراب وتقول: "فى واحد من الجمهور بيسألنى إزاى الواحد يقدر يعيش حياة زوجية طبيعية وسعيدة وكيلو اللحمة بـ70 قرش؟؟ والأسعار فى تزايد مستمر.. حيث ترد طبيبة العلاقات الزوجية وتقول له "بلاش تاكل لحمة كل يوم كفاية مرتين بس فى الأسبوع.. وبدل ما تفكر فى سعر كيلو اللحمة فكر إنك تاخد مراتك وتروحوا تقعدوا فى "جروبى" وتستمتعوا بجمال شوارع وسط البلد وانتوا بتشربوا فنجانين شاى، ويا سلام لو خدتها وصيفتوا يومين فى حلوان.
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي
كانت ايام
إنتي دمك خفيف جدا ومقالتك حقيقة فعلا في زمن الأحاسيس والمشاعر الجميلة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed
كانت لدينا قيم وضوابط
كنا نوقر الكبير ونحترم الاخر ونعرف العيب ، وكان لدينا احساس وحذر من الوقوع فى الخطا. الان على علماء الاجتماع ان يبحثوا ماذا جرى؟؟ وما هو العلاج؟