توفيق ميخائيل يكتب: مصر المحروسة

ياما أنت كريم يا رب، فى الوقت الذى تقرأ ونسمع فيه عن الأخطار التى تنتظر مصر من نقص مواردها المائية بنهر النيل، سواء من سد إثيوبيا (80-% من مياه النيل حاليا تأتينا من إثيوبيا) أو من الأصوات المتشائمة المحبطة يفاجئنا الفيضان هذا العام بأعلى منسوب قياس له منذ 100 عام وتسبب حتى اليوم فى مقتل وتشريد المئات من السودانين وقطع بعض الطرق الرئيسية هناك.

 أما نحن فى مصر فنهتف شكرا لله وتقديرا لمن قاد معركة بناء السد العالى ونقبل كل يد اشتركت فى بنائه، فالسد العالى كما أنه يحفظ المياه الزائدة عن احتياجاتنا المائية ويضمن احتياجاتنا المائية فى سنوات الفيضانات المنخفضة، فإنه يحمى مصر من خطر مثل هذه الفيضانات العالية.

 ولكن لعل ذلك يعطى مصر الوقت والفرصة لتدبير احتياجاتها المائية من الأمطار الكثيرة التى تسقط سنويا على دول المنبع بحوض النيل والتى تقدر بـ 1600 مليار متر مكعب يذهب 1000 مليار منها للمحيط، ونحن نلهث وراء 50 أو 100 مليار سنويا.

 مصر فعلا محروسة ولكنها تنتظر من المصريين أن يحبوها أكثر ويقدروها أكثر، ويبذلون من أجلها كل غالٍ ورخيص . تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.