"البنت لابن عمها أو ابن خالها أو خالتها وهتتجوزوا ورجليكم فوق رقبتكم"، مقولات مازالت لها سطوتها فى مجتمعاتنا والأكبر فى العائلة هو من يحدد لكل فتاة وشاب من سيكون شريك المستقبل من هؤلاء، بصرف النظر عن الظروف النفسية لأطراف العلاقة، وهما الشاب والفتاة لينتج عن ذلك كارثة زواج الأقارب تدفع طرفيه للتفكير فى الخلاص من تلك العلاقة، إما بالطلاق إذا أسعدهم الحظ ووافق الأهل أو العذاب والموت والانتحار.
أرقام توضح جريمة إجبار الفتيات والشباب على زواج الأقارب
ومن هنا كان للمراكز الحقوقية رصد لكارثة زواج الأقارب وما يترتب عنه من مشاكل خطيرة، حيث أكدت أن ٧٠٪ منه ينتشر فى القرى والنجوع والأرياف والصعيد و٣٠٪ فى الحضر.
وتابع الرصد أن ٨٠٪ من زواج الأقارب الضحية تكون الفتاة لذلك الزواج و٢٠٪ الضحية يكون الشاب.
وعن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية فتم حصر ٢٥٠٠ جريمة خلال العام الماضى بسبب الخلافات الزوجية.
ورصدت مراكز حقوق المرأة تقديم أكثر من ١٥ ألف شكوى خلال الأعوام السابقة لزوجات دمرت حياتهن بعد إجبارهن على الزواج من أقاربهن والتعرض للعنف والإيذاء الجسدى خلال سنوات الزواج.
وأكدت محاكم الأسرة أنها رصدت ٧٨٠٠ دعوى طلاق وخلع ما زالت تنظر أمامها للتفريق بين أزواج، سببها زواج الأقارب، فيما تنظر ١٢٠٠ دعوى إثبات زواج ونسب أطفال لنفس السبب.
شهادات حية لكارثة إجبار الشباب والفتيات على زواج الأقارب ..٧٨٠٠ دعوى طلاق وخلع تنظر أمام المحاكم بعد حرب الخلافات الأسرية وتدخل الأهل
الدكتورة سميرة بنت الحوامدية تتزوج ابن عمها العامل وتمكث ١١سنة تنتظر الطلاق
لم تكن تعلم سميرة رأفت الطبيبة المكافحة، أن نهاية كفاحها وتفوقها فى الدراسة ستنتهى على يد أب يجبرها على الزواج من ابن عمها الجاهل الذى عاقبها خلال ١١ عاما قضتها معه بالضرب والإهانة وجعلها تنفق عليه وطفليها.
وقالت سميرة فى دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها "طه"، والتى حملت رقم ١٥٦٧لسنة ٢٠١٦: كنت أحلم باليوم الذى سأتزوج من زميلى الطبيب الذى كافحنا سويا لسنوات لنحصل على الامتياز، ولكن نهاية طموحى كانت على يد العرف والعادات والتقاليد التى جعلتنى أتزوج رجلا عوض النقص فى حصوله على شهادة فى ضربى وإذائى هو وحماتى وجعلونى خادمة فى منزل يوجد به أكثر من ١١ فردا لأذوق الويل والعذاب وأفقد صحتى وأصبح طبيبة بدرجة خادمة وعندما طلبت النجأة والطلاق تركنى معلقة لسنوات.
الطفلة خديجة تتزوج قريبها الخمسينى لتعيش معه حياة تعيسة تنتهى بقتل أخيها له
طفلة تبلغ ١٤ عاما تذهب للمدرسة كل يوم وهى تتخيل اليوم الذى ستصبح فيه مدرسة فى يوم ما وكل ما يشغل بالها التفكير فى أفلام الكرتون ولبس العيد واللعب مع صديقاتها، لتصبح فجأة مطلوبة للزواج من قريبها الخمسينى بعد أن أصدر جدها الحكم بالإعدام عليها.
تزوجت خديجة صابر وانتقلت إلى منزل ابن عم والدها "جابر.طلال" ووجدت نفسها تطالب بأشياء غريبة عنها بحكم صغر سنها، اغتصبت وضربت وحرمت من الطعام بسبب شك زوجها المبالغ فيه، وعندما أنجبت منه الطفل الذى كان يحلم به أخذه منها وأعطاه لضرتها لتحرم منه طوال ٥سنوات عاشتهم معه.
لجأت خديجة إلى مجلس العائلة الذى قرر زواجهما، ولكنهم نصحوها بكل برود أن تنسى طفلها وتفكر فى إنجاب غيره، وبعد أن يئست منهم ساعدها أخيها وذهب بها للشرطة، وبعدها لمحكمة الأسرة لتقيم دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة بإمبابة، ولكن للأسف جبروت الأهل وقف بينها والحصول على حقها.
وانتهت قصة الطفلة التى كبرت بسبب الهم والحزن والتعرض للإساءة بأن فقدت أخيها الذى يحميها من ظلم أهلها، بعد أن تعدى على زوجها بضرب أفضى إلى الموت لينقذ أخته من تحت يديه.
هالة تقدم على الانتحار بعد إجبارها على الزواج من ابن خالتها وتعذيبهم لها وحرمانها من رؤية والداها المريض
الزواج أساسه القبول والرضا، ولكن فى شرع أسرة هالة كان أساسه الإجبار والغصب على الزواج من ابن خالتها بعد رجوعه من الإمارات، وطلبه لها رغم خطبتها من زميلها بالجامعة تحت مبدأ القريب أولى بلحمه.
وقالت هالة يوسف فى الدعوى التى أقامتها ضد زوجها "ناصر.سليم" والتى حملت رقم ٢٧٨لسنة ٢٠١٦ أمام محكمة الأسرة بزنانيرى، والتى طالبت بالخلع فيها: حرمونى من الشخص الوحيد الذى أحببته وأجبرونى على الزواج من ابن خالتى الذى جاء يتباهى بالأموال التى حصلها من عمله بالخليج، وعندما رآنى وأعجبته طلبنى رغم خطبتى من آخر، وقال لى سأشتريكى بأموالى وبالفعل حصل، وعشت معه ومع حماتى أسود أيام فكانوا يعتبرونى مجرد فتاة تجلب المتعة لابنهم، أذل وأعذب وأحرم من الخروج حتى زيارة أهلى منعونى منها".
وأكملت هالة:عندما يئست من الحياة العقيمة طلبت الطلاق وتركت المنزل، فكلمت خالتى ابنها ليعود من سفره كى يأدبنى لأنى خالفت أوامرها وكانت الكارثة عندما أتى تعدى على بالضرب حتى أصبت بالكسور وأخذنى بملابس النوم إلى منزله ومن يومها لم أرى الشارع حتى توفى أبى، ففكرت فى الخلاص من هذا السجن بالانتحار، وأقدمت عليه ولكن الله أنقذنى ومن وقتها وأنا أحارب لكى أتخلص من هذا الزوج الأنانى".