محمد عادل عبد الخالق يكتب: الحيادية فى رقبة الصحفى والقارئ معا!

الخميس، 18 أغسطس 2016 06:10 م
محمد عادل عبد الخالق يكتب: الحيادية فى رقبة الصحفى والقارئ معا! جرائد - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كما نعلم جميعا أن للصحافة دورا مهما وفعالا ومحوريا فى المجتمع من خلال التعبير عن آراء الأفراد والمواطنين فى كل القضايا التى تهم حياتهم، وعرض جميع المقترحات والإشكاليات التى تواجه مجتمعاتنا إلى السلطة حتى يتم علاج تلك الأزمات على أكمل وجه والتى من الممكن أن تؤدى إلى احتقان بالشارع، إذا لم يتوصل أصحاب القرار بالدولة لحلها والقضاء عليها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز الأحداث فى كل المجالات الحياتية من أجل تنوير المجتمع وتثقيفه بالمعلومات التى يتابعها بصفة دورية عبر عالم الصحافة.

 

وتعتبر الصحافة بمثابة مرأة ونبض المجتمع، حيث توفر للقارئ والجمهور المعلومات التى تحدث على الساحة يوميا من أجل إجلاء الغموض، وتكوين رأى عن مجمل ما يدور حول أهم الأحداث المحلية والعالمية، والمعرفة التى تستطيع من خلالها المساعدة فى اتخاذ قرار سليم نحو قضية أو ملف بعينه، كما تساعد أيضا القراء على تفادى المخاطر خصوصا فى الملفات المتعلقة بالنزاعات وغيرها.

 

وعن دور الصحفى فهو مهم للغاية خصوصا فى هذه المهنة التى تلقب "بمهنة البحث عن المتاعب"، وذلك لما يتعرض له الصحفى من مخاطر فى الحوادث والقضايا التى ينقلونها أو بعض السلبيات الموجودة فى الشارع ويقوموا بتصويرها من أجل نقل المشهد والصورة كاملة تجاه المجتمع.

 

ومهمة الصحفى تجمع بين دور الطبيب فى تشخيص المرض، ودور المحامى فى دراسة وجمع الأدلة، وكيل النيابة فى التحقيق والتوثيق، والقاضى فى دراسة القضية، إلا أن الصحفى ليس دوره فى علاج المشكلة، وليس دوره فى الدفاع، وليست مهمته فى أن يصدر حكما، بل فى عرض المشكلة بتوزان وموضوعية، والقارئ هو القاضى الذى يحكم على الكاتب بشأن تناوله للخبر بموضوعية وحيادية أو لا.

 

وعن الموضوعية فهى الحرص على تمثيل كل أطراف القضية، بينما الحياد هو الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وعدم الانحياز لطرف على حساب الآخر.

 

لكن أعزائى القراء بعد ما تحدثنا عن الصحافة وأهميتها فى المجتمع، مرورا بدور الصحفى الذى يتلخص فى التشخيص، ودراسة وجمع الأدلة، والتحقق، ودراسة القضية بدقة حتى تنقل الرسالة كاملة للمجتمع بكل حيادية وموضوعية.

 

هل القارئ يصدر أحكامه على الكاتب بكل حيادية على الملفات التى يتناولها الصحفى فى كتاباته أم غير ذلك؟!

 

والإجابة بالطبع لا وألف لا، وذلك لأن القارئ أصبح لديه العديد من المعلومات فى كل المجالات والمصادر المختلفة سواء على النطاق المحلى أو الدولى وخصوصا بعد ثورات الربيع العربى التى غيرت مسار العالم فى منطقة الشرق الأوسط والعالم برمته، وبإمكانه التعبير عن آرائه بكل حرية دون قيد من أحد، إلا أن البعض من المواطنين يصدروا تعقيبهم على الموضوع وكاتبه وفقا للميول السياسية والشخصية فى ظل الأحداث الجارية المتعلقة بالمنطقة، والتى تفقد القارئ الحكم الصائب والرشيد فى تحليله للموقف.

 

ومثال بسيط على هذه النقطة التى لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء معرفة آراء القراء تجاه الملفات التى تغطى من قبل وسائل الإعلام، إذا كان وليكن على سبيل المثال (ص) اختصار للصحفى الذى يقوم بكتابة خبر ما عن الواقع ويسلط الضوء عليه بموضوعية ومصداقية دون إبداء رأيه الشخصى فى الملف المطروح أمام القراء، مقابل أن القارئ (ق) لديه ميول سياسية ودينية معينة من الممكن، والمؤكد أن تؤثر تأثيرا سلبيا على النطق بالحكم فى التعقيب على الموضوع الذى كتبه الصحفى خصوصا إذا كان الخبر لا يتناسب مع معتقدات من يقرأ الحدث.

 

 

إذن ينبغى علينا جميعا سواء كنا صحفيين (نكتب الأخبار من أجل نشر التوعية لدى المواطنين) أو قراء (نتابع الأحداث يوميا من أجل كشف الغموض والمعرفة وتكوين رأى صائب بالإضافة إلى تفادى المخاطر التى ربما تحدث وفقا للأحداث الجارية) الحيادية ليس فقط على الصحفى فحسب، بل على القارئ أيضا، وذلك من أجل معرفة الآراء وتحليلات المواطنين بالطرق الصحيحة والتى من خلالها تؤدى إلى تقدم المجتمع وازدهاره.

 

وخلاصة القول: عزيزى القارئ تابع الأحداث باستفاضة وحلل المواقف بدقة، ووفقا لما يهدف لإعلاء كلمة الحق ورفع راية الوطن، لأن إذا حدث غير ذلك وقمنا كمواطنين بإصدار أحكاما عشوائية على الملفات المطروحة على الساحة وخصوصا السياسية من الممكن أن تهدف إلى إسقاط الوطن فى المستقبل. 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة