قالت صحيفة الديلى بيست الأمريكية، إن "مات بيسونيت" الجندى السابق فى البحرية الأمريكية وأحد المشاركين فى عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، توصل إلى اتفاق مع الحكومة الأمريكية، ناهيا سلسلة من القضايا التى شنتها الحكومة ضده لتأليفه كتاب No Easy Day أو "لم يكن يوما سهلا" الذى روى فيه قصة اغتيال بن لادن.
وكانت الحكومة الأمريكية متمثلة فى إدارة الرئيس باراك أوباما، قد لاحقت قانونيا "بيسونيت" الذى نشر الكتاب باسم مستعار هو "مارك أوين" لمدة 4 سنوات، متهمة إياه بكشف معلومات سرية ومتعلقة بالأمن القومى الأمريكى عند تأليفه الكتاب الذى حصل على أعلى مبيعات وقت نشره.
وقد توصل "بيسونيت" إلى تسوية قانونية قضت بأن يدفع للحكومة الأمريكية 6.7 مليون دولار، وهو ما حققته مبيعات الكتاب الذى نشر فى سبتمبر 2012، إلى جانب دفع أى مبلغ تحققه مبيعات الكتاب فى المستقبل للحكومة الأمريكية، وأيضا نصت التسوية على دفع "بيسونيت" نفس المبلغ الذى سدده لفريق المحامين الذى كان يدافع عنه طوال الـ4 سنوات، وقدر بـ1.3 مليون دولار، فى فترة لا تتخط نفس فترة الملاحقة القانونية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية "نيكول نافاس" قد أصدرت بيانا توضح فيه الأسباب التى أدانت "بيسونيت"، وهى أنه أصدر كتابا دون أن يراجع وزارة الدفاع الأمريكية، مما أوقعه فى خطأ الكشف عن معلومات سرية ومتعلقة بالأمن القومى، مشيرة إلى أن موافقة "بيسونيت" على التسوية القانونية لتفادى مزيدا من الملاحقات.
وقال جندى البحرية المتقاعد "بيسونيت"، :"لقد كانوا غاضبين منى، وأرادوا النيل منى بطريقة أو بأخرى، لمدة أربع سنوات درسوا كل تفاصيل الكتاب، الآن ينقصنا إمضاء واحد لإنهاء كل شئ".
وأضاف "بيسونيت" بمرارة "وافقت لإمضاء شيكات تحوى مبالغ ضخمة، وسوف أكون مدينا بمبلغ يقارب 1.5 مليون دولار".
وجاءت الصفقة لتنهى أربع سنوات من الجدل، فقد تناثرت الكثير من الآراء التى انتقدت إدارة "أوباما" لمطاردتها القانونية لـ"بيسونيت"، فى حين أنها سمحت لكتاب فيلم Zero Dark Thirty بمحاورة كبار مسؤولى السى آى إيه للتعرف على تفاصيل اغتيال أسامة بن لادن، واعتبر الجمهوريين الفيلم الذى انتشر فى جميع دور العرض الأمريكية عام 2012 أحد أسباب فوز "أوباما" بفترة رئاسية جديدة.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة العدالة الأمريكية "نافاس" أن التسوية لا تعنى تجريد "بيسونيت" من تاريخه العسكرى، ولكنها رسالة للعاملين بالعسكرية الأمريكية بأن لا ينشروا أسرارا تتعلق بالأمن القومى لبلدهم بعد تقاعدهم من الجيش.
وتضمنت التسوية اعتذار مكتوب من "بيسونيت" يقر فيه بخطئه المتمثل فى عدم مراجعة وزارة الدفاع الأمريكية قبل نشر كتابه، مؤكدا بأنه سوف يقاضى المحامى العسكرى الذى نصحه بأنه لا توجد حاجة لمراجعة البنتاجون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة