عملية إعادة التدوير وصناعة سبائك الألومنيوم تجعلك تتخيل مصنعًا ضخمًا مجهزًا بما يلزم من احتياطات الأمان، وعملية دقيقة لا مجال فيها للعشوائية، ولكن الحقيقة صادمة ، حيث المسابك التى تعمل دون حتى الحد الأدنى لمتطلبات الأمن الصناعى ويستنشق العمال فيها الموت فى كل مرحلة من مراحل تصنيع السبائك.
جميع مراحل تصنيع السبائك فى تلك المنطقة صعبة ، وغير آمنة ، سواء كانت مرحلة صهر المخلفات الألومنيوم فى الأفران الحجرية بالمسبك أو تبريدها فى الرماد ثم استخراجها منه وصهرها من جديد لتكوين السبائك.
ورغم الخطورة البالغة لاستنشاق الأبخرة المتصاعدة أثناء عملية صهر الألومنيوم أو الرماد طوال 8 ساعات عمل كاملة أو أكثر لا تجد واحدًا من العمال يستعين بكمامة على الأنف، ولن تجد أحدًا يرتدى قفازًا ولا حتى ملابس ملائمة لهذا العمل المعقد.
الأسوأ مما يتعرض له العمال من مخاطر فى تصنيع سبائك الألومنيوم هو أن المواد الناتجة فى النهاية لا تصلح للاستخدام الآدمى وتشكل خطورة كبيرة على الصحة إذا تم استخدامها فى تصنيع الأوانى المنزلية لأن السبائك تتم صناعتها بعيدًا عن أى إشراف ورقابة، خاصة أنها كانت فى الأصل مخلفات يمكن أن تحتوى على معادن ثقيلة ضارة.
الموت الذى يحاصر العمال فى المسابك لا يقف عند أنوفهم وإنما يمتد الدخان بما يحمله من مواد سامة ومسرطنة كالأمونيا والنيتروجين وأكاسيد الكربون لينشر ضرره بين السكان فى المنطقة المحيطة ويؤذى جهازهم التنفسى وجلدهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة