قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن استخدام روسيا لقاعدة داخل إيران لتشن منها ضربات داخل سوريا يمثل تعاونا غير مسبوق بين الجمهورية الإسلامية وقوى أجنبية، مشيرة إلى أن هناك هدفا أكبر من وراء هذا التعاون.
وكانت روسيا قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضى أن مقاتلاتها قصفت مواقع إرهابيين فى سوريا انطلاقا من إيران للمرة الأولى، فى حين تستمر المعارك للسيطرة على مدينة حلب، وعبرت واشنطن عن أسفها بعد تنفيذ روسيا ضرباتها من إيران، لكنها أقرت بأن موسكو أبلغتها بالخطوة مسبقا.
وقالت الصحيفة إن التعاون الوثيق يخدم كلا البلدين (روسيا وإيران) فى استهداف معارضى الرئيس السورى بشار الأسد، وبعضهم مدعوم من الولايات المتحدة، كما أنه يبعث برسالة حادة للولايات المتحدة مع وصول القتال فى حلب إلى نقطة حرجة بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية.
وتابعت الصحيفة قائلة إن قرار إيران للسماح بقوات أجنبية علنا باستخدام أراضيها لأول مرة منذ اندلاع الثورة الإسلامية فى إيران، هو اختبار لرغبة طهران فى تحقيق مكاسب إستراتيجية، وضمان أن الثمن الباهظ لتدخلها فى الحرب السورية، والذى يشمل فقدان أكثر من 400 من قوات الحرس الثورى وعدد من الجنرالات لن يذهب هباءً.
أما بالنسبة لروسيا، فإن قرارها باستخدام قاعدة الشهيد نوجيه الجوية العسكرية غربى إيران يؤكد حساباتها بأن تعزيز تدخلها العسكرى الصريح منذ قرابة عام، والذى بدأ بضربات جوية تم شنها من قاعدة فى مدينة اللاذقية السورية، يمكن أن يساعد على ترجيح كفة الحرب لصالح الأسد.
وعلى نفس القدر من الأهمية، تقول الصحيفة، فإن هذه الخطوة الهامة تسمح لكلا البلدين بتخفيف عزلتهما التى فرضتها الولايات المتحدة والغرب، مع نشر نفوذهما الإقليمى من خلال استخدام القوة.
وقال بافال فيلجينهاور، الخبير فى شئون الدفاع فى موسكو، إن هذه الخطوة تعنى أن الإبقاء على الأسد فى السلطة أمر هام لإيران، وللمتشددين فيها أيضا لدرجة يسمحون بها لـ "جيش كافر" بالتواجد على أراضيهم المقدسة، وأضاف أن المقاصد الإستراتيجية لروسيا وإيران فى سوريا تبدو وثيقة بدرجة أكبر مما هو الحال بالنسبة لمصالح موسكو وواشنطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة