تاريخ هذه الاستوديوهات والتى تشكل تراثا حقيقيا فى ماسبيرو، يرجع لعام 56 ، عندما أمر الرئيس جمال عبد الناصر بتأسيس مبنى التليفزيون.. ويعتبر استوديو 10 من أوائل هذه البلاتوهات، إذ بدأ العمل فيه مباشرة فى هذا التوقيت، وتم الانتهاء من بنائه فى 1960 على مساحة تبلغ 800 متر مربع.
خلف جدران هذه الاستوديوهات توجد الكثير من كواليس وحكايات النجوم وهى كثيرة منها استعدادات محمود عبد العزيز لشخصية "ديفيد شارل سمحون"، ويوسف شعبان لشخصية "محسن ممتاز" ويسرا لدور "هيلين"، وفى عام 1991 دخلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مبنى التليفزيون وتحديدا أستوديو 10 الذى كان مخصصا لتصوير المسلسلات استعدادا لخوض أولى تجاربها الدرامية "ضمير أبلة حكمت" والذى يعد أولى إنتاجات قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى، ورغم تردد فاتن حمامة فى الموافقة على المسلسل خوفا من الفشل بعد تاريخ طويل فى السينما، إلا أنه أمام إلحاح مخرجة العمل أنعام محمد على والمنتج الراحل ممدوح الليثي، وافقت.
ويؤكد العاملون القدامى فى المبنى أن روح المحبة والتعاون التى كانت تسود أرجاء المبنى فى هذا الوقت كانت كفيلة بطمأنينة سيدة الشاشة التى كان دخولها المبنى بشكل يومى موعدا للعاملين لمشاهدتها من بعيد، ويتذكر العاملون :"هنا كان يقف عبد المنعم مدبولى مع يحيى الفخرانى للمناقشة فى المشهد قبل تصويره فى أبنائى الأعزاء شكرا"..وهنا كان يقرأ صلاح السعدنى الجمل الخاصة به ويحاول تقمص شخصية العمدة سليمان غانم فى ليالى الحلمية".
ويقول خالد سالم "مخرج بالتليفزيون" لـ"اليوم السابع" أن أغلب الفوازير مثل "الخطبة" و"ألف ليلة وليلة" كانت يتم تصويرها فى أستوديو 5 ،6 أما أستوديو 10 كان يتم فيه تصوير المسلسلات ومنذ توقف التليفزيون عن إنتاج المسلسلات تم تخصيص أستوديو 10 لبث البرامج التلفزيونية منها برنامج مصر أولا وبرنامج عاجل للأهمية، ويتم حاليا فى هذا الأستوديو تسجيل جميع برامج القناة الأولى والثانية، وأضاف سالم أن كبار المذيعين فى التليفزيون المصرى قدموا برامجهم من داخل أستوديو 10 ومنها برامج "نافذة على العالم" و"الغرفة المضيئة" وبرنامج "نجمك المفضل" وبرنامج "هذا المساء" و"النادى الدولى".
وأضاف: شهد أستوديو 10 استضافة نجوم الفن بمختلف الأجيال ابتداء من العندليب عبد الحليم حافظ مرورا بأحمد رمزى وفريد الأطرش وفاتن حمامة ورشدى أباظة وشادية وغيرهم ومن المذيعين ليلى رستم ونجوى إبراهيم و فريال صالح و سلمى الشماع.
وعن الصعوبات التى كان المخرجين يواجهونها أثناء تصوير هذه الأعمال قال خالد سالم إن المونتاج هو أول الصعوبات التى كانت تواجهنا فى هذا الوقت، لأن العمل كان يتم عن طريق "البكرة" وهى وسيلة لا يمكن للمونتير أن يتعامل معها بسهولة، والبرنامج الذى كان يبث فى نصف ساعة يحتاج إلى عدد كبير من البكرات لتنفيذه، أما الآن ومع وجود الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا المستخدمة اختفت العقبات ورغم مراحل التطوير التى مرت بها استوديوهات التليفزيون لتناسب كل عصر من العصور إلا أن رائحة الذكريات مازالت تملأ المكان ولا يشعر بها سوى من عاصرها.
محمود عبد العزيز ويوسف شعبان فى رأفت الهجان
محمود عبد العزيز مع فايزة كمال
المخرج خالد سالم
مشهد من مسلسل ضمير أبلة حكمت
فاتن حمامة فى مشهد من ضمير أبلة حكمت
رافت الهجان
صلاح السعدنى فى مسلسل ليالى الحلمية
المخرج خالد سالم أثناء عمله
مشهد من مسلسل ليالى الحلمية