"قمرنا مدنى وليس عسكريًا".. عبارة ترددها العديد من الدول عند إطلاق أقمار صناعية لتوهم العالم بأن أغراض أقمارها مدنية وستستخدمها داخل حدودها فقط لاكتشاف الثروات المعدنية والزراعية وغيرها، ولن تتجسس بها على الدول الأخرى لأن القوانين تحظر إطلاق أقمار صناعية عسكرية للتجسس فى الفضاء.
وقال الدكتور علاء النهرى، ممثل مصر بلجنة الاستخدام السلمى للفضاء، قال إن أغلب الدول العظمى تمتلك أقمار صناعية عسكرية للتجسس، حيث يصل إجمالى الأقمار الصناعية التى تسبح فى الفضاء إلى قرابة الـ 500 قمر.. موضحا أن أمريكا وحدها تمتلك حوالى 50 قمرًا عسكريًا.
وأضاف النهرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع "، أنه لا يمكن لدولة أن تعترف بامتلاكها قمر عسكرى، مشيرا إلى أن أمريكا نفسها تنكر ذلك، موضحا أن دول العالم موقعة على اتفاقية دولية لعدم عسكرة الفضاء أو استخدام أقمار عسكرية فى الفضاء.
وقال الدكتور حسين الشافعى، مستشار وكالة الفضاء الروسية، رئيس مجلس إدارة المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، أن الفضاء الخارجى يحلق به عشرات أقمار التجسس حيث يرى مصر فى الفضاء الخارجى ما لا يقل عن 150 قمرا صناعيا مسلطا على مدار 24 ساعة.
وأضاف الشافعى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن مصر دولة محورية وكان مخطط لها أن تنهار فتنهار الخريطة العربية ويعاد رسمها للاستجابة للمصالح الغربية مضيفا أن مصر لا يكفيها قمر صناعى واحد لمتابعة أراضيها بلا تحتاج لأكثر من 20 قمر كى تكون مكشوفة على مدار 24 ساعة.
قال الدكتور محمد كساب رئيس مجموعة تصميم المعدات الميكانيكية بأجهزة الحركة بالأقمار بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، أن أقمار التجسس لها مدار خاص عادة ما يكون بيضاوى حيث تكون سرعة قمر التجسس من الناحية التى بها مركز الأرض مع مركز البيضاوى عالية جدا وبالتالى لا يمكن تتبعه أو تصيده.
وأضاف كساب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أقمار التجسس تكون قريبة من الأرض فى المنطقة التى يراد التجسس عليها حيث من الممكن أن يقترب لمسافة 250 كم من الأرض حسب تصميم المدار ويقوم بعمل مسح سريع للمنطقة المخصص لمراقبتها ويستكمل حركته فى مساره مرة أخرى.
وأشار كساب، إلى أن قمر التجسس يستخدم فى حالة الحروب بين الدول حيث تستخدم بعض الدول أكثر من قمر فى الوقت ذاته لمراقبة أعداءها على مدار 24 ساعة والتعرف على ما يمتلكون من إمكانيات وما يعدون للحرب، موضحا أن عمر هذا النوع من الأقمار صغير عمره صغير حيث أنه لا يزيد عن عام ومن الممكن أن يكون شهرا واحدا أو اثنين فقط، مضيفا أن الدول المتقدمة فى مجال الفضاء تصنع أقمار خصيصا لتحطيم أقمار التجسس.
وأوضح كساب أن أقمار التجسس تبلغ تكلفتها أقل من القمر العادى سواء المستخدم فى الاتصالات أو الأقمار المدنية وتختلف حسب المدة التى ستحدد له ليقضيها فى الفضاء ومداره، مشيرا إلى أن سرعة القمر المتغيرة تؤدى إلى إنهاكه وبالتالى قصر فترة عمله، مضيفا أن أول من أطلق مثل هذه الأقمار الاتحاد السوفيتى.