فى منزل بسيط يتوسط حياً شعبياً خلف موقف للسيارات وبمدخل عمارة، لم يكلف مسئولو الحى أنفسهم برفع القمامة من الشارع، تقديراً لساكنه البطل وزائريه، يسكن محمد إيهاب الذى حقق فوزاً غالياً لمصر بحصوله على الميدالية البرونزية، فى بطولة أولمبياد رفع الأثقال فى ريو دى جانيرو بالبرازيل.
محمد إيهاب داخل منزله
على "كنبة" بسيطة وسط أسرته، فتح محمد إيهاب قلبه فى حوار لـ"اليوم السابع"،مؤكداً أنه يجنى الآن حصاد جهد 18 عاماً، عانى خلالها الأمرين فى مشواره الرياضى برفع الأثقال، وكان يضع دائماً يسعى لتحقيق حلمه فى الأولمبياد، ودائما ما يردد عبارة "انتظرونى فى بطولة ريو".
بداية.. لمحنا فى عينيك نظرة تحدٍ جعلتنا جميعاً ندرك أنك ستحصد بطولة فى الأولمبياد.. بماذا كنت تفكر؟
"فى لحظات ما قبل الفوز، وأثناء رفعى الأثقال، شاهدت فجأة صورة والدى وشقيقى حسين، رحمة الله عليهم، يجلسان أمامى لتشجيعى فشعرت بطاقة كبيرة وقتها، وأننى فى حاجة لإسعاد المصريين، ولم أشعر بثقل الوزن وقمت برفعها بسهولة والحمد لله.
بعد تحقيقك هذا الفوز الغالى ما الرسالة التى توجهها لوالدك وشقيقك الراحلين؟
أقول لهما أنتما آمنتما بى وصدقتمانى ووقفتما بجانبى فى أصعب الظروف، حيث كان والدى كان على يقين أننى سأصل فى يوم من الأيام، وزرع بذرة الصمود والنفس الطويل والصبر لدى، ودائما كان شقيقى لا يحب الروتين ويشجع الإبداع والتفكير خارج الصندوق.
محمد إيهاب يروى قصة كفاحه لليوم السابع
كيف كانت بدايتك فى ممارسة رفع الأثقال؟
بداية ممارستى رياضة رفع الأثقال كانت مع "يد المقشة" فى المنزل مع والدى البطل الراحل الكابتن إيهاب يوسف أحمد، اللاعب والحكم الدولى، والبطل الدولى فى رياضة رفع الأثقال، والذى كان يعمل أيضاً مديراً لمزرعة للإنتاج النباتى تابعة لكلية الزراعة بجامعة الفيوم.
علمنى والدى وأشقائى "التكنيك"، وكنت أتدرب فى المدرسة والاستاد، ونظراً لأن كل أشقائى اضطروا لترك اللعبة لانشغالهم بالثانوية العامة، قدم لى والدى بمدرسة الموهوبين فى مدينة نصر، وانضممت لمنتخب مصر للناشئين، وبعد مرور عامين تم تصعيدى للمنتخب الأول ثم التحقت بكلية التربية الرياضية ولم أحصل على البكالوريوس إلا بعد 8 سنوات بالكلية، نظرا لانشغالى بالبطولات، ونظرا لجهود والدى معى كنت أتوقع هذا الفوز منذ إقامة البطولة فى لندن، لولا وجود مشكلة تتعلق بالأدوية وساندنى شقيقى الراحل حسين الذى كان يعمل صيدليا.
هل مقابلة الرئيس فى اليوم العالمى للشباب كانت حافزا لك لتحقيق البطولات؟
طبعاً كانت حافزاً كبيراً لى وللشباب الأبطال الذين حققوا بطولات أولمبياد، ووقتها قلت لنفسى، إن أكبر شخصية فى الدولة يعرفك ويقدر مجهودك وأنت تمثل لعبتك وكل لاعبى مصر، وكان ذلك عقب بطولة العالم للكبار فى 2015، وتعاهدت مع نفسى على تحقيق إنجاز أكبر، والحمد لله تحقق الحلم، وفى انتظار مقابلة الرئيس.
محمد إيهاب يتذكر والده وشقيقه
شقيقك الأقرب لك توفى فى حادث مفجع كيف كان تأثير الواقعة عليك؟
حسين لم يكن شقيقى فقط، كان صاحبى وأبى وكل شىء، وعندما توفى والدى فى 2007 لم أشعر بالفاجعة بشكل كبير لوجود حسين بجانبى، حتى عندما حدثت مشكلة منعتنى من المشاركة فى الأولمبياد لندن شعرت أنه أكثر شخص وقف بجانبى، وقال لى عايزك تفرحنا فى أولمبياد 2016 بالبرازيل.
والدة محمد إيهاب
وعقب وفاته أيقنت أن الموت قريب من الإنسان فقررت تحقيق إنجاز قبل وفاتى، ولا يمكن تأجيل حلمى وحلم أبى وأخى ببطولة أولمبياد، وبالفعل بدأت التدريب المكثف، وساعدنى بعض المدربين ووقفوا بجانبى، وكنت أصرف على التمرين من عملى، حيث عملت موظفا بشركة الكهرباء فى القاهرة عقب التخرج.
ما حقيقة امتناعك عن الزواج من أجل رفع الأثقال؟
هذا حقيقى لأن ظروفى متواضعة جداً، وأنا شخص واقعى أنفق دخلى من وظيفتى المتواضعة بشركة الكهرباء على التدريب والوجبات والانتقالات واللبس، ولا أستطيع الارتباط وتحمل نفقات الزواج وإنجاب الأطفال، وبعد تحقيق حلمى أستطيع التفكر فى الارتباط.
هل ترى أن لاعبى الأثقال فى مصر يجدون الاهتمام اللازم؟
إذا كان من هو فى القمة لم يأخذ حقه فما بالكم بمن فى القاع، وأناشد المسئولين ضرورة الحفاظ على الكوادر الموجودة وتقديرها، وعدم إهمالها للدول الأخرى التى تخطف الموهوبين، وأنا فى لحظة تجاهل المسئولين كنت أفكر فى السفر إلى قطر.
محمد مع ابنة شقيقه
حالياً نبرة اليأس بين الشباب أصبحت عالية جداً.. ما رسالتك للشباب؟
أريد أن لأقول لهم إن لم نعش بالأمل سنخرج من دائرة الرحمة، ربنا أكبر وأرحم من كل الظواهر والشواهد ومن كل اليأس، ربنا يرزقنا بفرحة وسبحان الله إحنا أحرزنا ميداليات مهمة فى وقت صعب، لأنه يعلم أن الناس نفسها تفرح، وغداً سيكون الأفضل، واعمل اللى عليك واجتهد وأترك الباقى على ربنا.
محمد وسط أسرته
وبعد مجهودك ومشوارك يبقى السؤال ما هى أمنياتك الحالية؟
نفسى فى التقدير المعنوى بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأكيد ستكون مقابلة مختلفة بعد هذا الإنجاز التاريخى، ونفسى فى ميدان باسمى فى الفيوم تخليدا لذكرى والدى، ولأننى أول شخص فى المحافظة يقف على منصة أولمبية، كما أحلم بشقة فى عمارة راقية بها مصعد، لأننا نسكن بالدور الخامس وتعانى والدتى صعوبة الصعود على السلالم.
من جانبها قالت والدة اللاعب محمد إيهاب لـ"اليوم السابع"، إنها منذ وفاة زوجها قبل 10 سنوات قررت أن تكون الأب والأم لأبنائها الخمسة، وعاشت بمعاش زوجها ومرتبها، حيث تعمل موظفة بجامعة الفيوم، وأنفقت منه على استكمال تعليم أبنائها، حيث إن الابن الأكبر أمير حاصل على بكالوريوس زراعة، والثانى وليد لاعب رفع أثقال ويعمل بشركة كهرباء جنوب بالقاهرة، والثالث حسين صيدلى وتوفى منذ عام ونصف فى حادث، ومحمد الابن الرابع والبطل الأوليمبى وشوقى الابن الخامس والأخير بالصف الثانى الثانوى بمدرسة الموهوبين.
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Yassien
برافو عليك يا بطل
والله انت فخر لاى شاب ومثال فى التحدى والاصرار والعزيمة ... برافو عليك يا محمد ... يا اخى انا اول مرة ابقى فخور انى اتولدت فى الفيوم.
عدد الردود 0
بواسطة:
سمارة
ميدان باسمك
يا اخى شيل النيلة لو خد مدلية دهب كنت عملت اية
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري وافتخر
الف مبروك ياكابتن
مش لاقي كلام اقولة غير الف مبروك ياكابتن لاني شايف قصة كفاح كبيرة منك ومن اسرتك الجميلة ربنا يحفظك ويخليك لينا وعايزك تبص لقدام للاولمبياد الجاي وتجيب الدهب .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود سعيد
الفاشل الحاقد رقم 2 وانت اخدت ميدالية صفيح فى اى بطولة
واحد ناجح بنى نفسه بنفسه واصبح بطل اوليمبى بامكانيات قليلة جدا ومش عاجبك فعلا شعب عجيب
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من الناس
رقم 2
شيل انت الطين على راسك .. شخص حاقد وغبى ..هذا الشاب فخر لاى مصرى .. رجل ينحت فى الصخر من اجل ان ينجح .. مئات من لاعبين كرة القدم لو اللى بيتصرف عليهم اتصرف على اللعبات الفردية كان اسم مصر فى العالى ... الله يصلح حالك يا بلد .. انا بالكويت ...كويتى حصل على ميدالية فضية .. الدولة كرمته واعطته مزايا روعة مشاء الله .. واستقبله امير الدولة .. وعندنا عقليات تحقد على الناس وتحبطهم ..