يفضل الكثير من الإخوة السودانيين مصر لقضاء عطلاتهم ورحلاتهم الترفيهية والعلاجية وغيرها لأنها الأقرب إلى طباعهم عن أى مكان آخر فى العالم، فمصر لها فى قلوب السودانيين مكانة خاصة والكثير منهم متزوجون من مصريات ونهر النيل الذى نحيا عليه جميعاً هو شريان الحياة للبلدين.
لذا اعتاد أحد الزملاء فى العمل أن يقضى معظم إجازته فى بلده الثانى مصر والتى له فيها منزل اشتراه منذ سنوات ومتزوج من مصرية، لكن هذا العام سمع عن تعقيدات فى تأشيرات الدخول فحدثنى معاتباً: (ليه تعاملوننا كدا يا ابن النيل)؟! وحكى لى ما سمعه عن فرض تأشيرات للزيارة !! وعلى الفور اتصلت بالقنصلية المصرية بدبى وبعد محاولات عدة رد على الموظف المختص وسألته عن المطلوب من أخى السودانى لدخول مصر؟ وكانت إجابته صادمة حيث أخبرنى بأن عليه إحضار رسالة من العمل بعدم الممانعة!! وإقامة سارية فى الإمارات!! وكشف حساب من البنك لمدة 3 شهور!! وصور شخصية وغيرها! فأعدت عليه السؤال بأن عمره تخطى الستين !! فرد حتى لو تخطى السبعين !! بكل أسف اعتذرت لزميلى عن كل هذه الإجراءات التعسفية من وجهة نظرى!
ولأنه من عشاق مصر ومحبيها أصر على الحصول على التأشيرة مهما كلفه واتصل بأهله فى القاهرة مستفسراً، وكان ردهم أن دخول السودانيين لمن هم فوق سن الخمسين أو أقل من 18 سنة لا يحتاج لتأشيرة أصلاً!
يا ترى كم سودانى اتصل وردوا عليه نفس الرد غير المسئول، وقرر أن يغير وجهته، وكم من الدولارات كانوا سيصرفونها فى مصر وهى فى أمس الحاجة إليها ناهيك عما تركته من آثار سيئة فى قلوب أشقائنا من شعب وادى النيل؟
أتمنى من كافة العاملين بالسفارات أن يكونوا ملمين بالقوانين والإجراءات، وعليهم التأكد من صحة المعلومات وحسن معاملة المتصلين لأنهم مرآة مصر فى الخارج، وزى ما بيقولوا "الجواب بيبان من عنوانه" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة