مأساة تعرفها جيداً كل أم عاملة تضطرها ظروف العمل لترك ابنها فى الحضانة لفترة طويلة، لم يعد عملها رفاهية، ولم يعد سنها يسمح بتأخير الحمل والإنجاب اكثر من ذلك، وهى الأزمة الحقيقية التى تعانى منها معظم سيدات مصر ممن اخترن العمل، وقررن خوض التحدى الأصعب، "شغلى وبيتى" فى الوقت نفسه، ولكن خلف هذا القرار تستقر المعاناة الأكبر التى تعيشها الأم "بين نارين"، بين نيران ترك طفلها عدد ساعات طويلة فى الحضانة، وتفكيرها اليومى فى ترك العمل لإنهاء هذه الأزمة، فإذا كنتِ واحدة من الأمهات اللاتى يعشن الحالة ذاتها، فعليكِ أولاً التعرف على الآثار النفسية الناتجة عن ترك طفلك عدد ساعات طويلة فى الحضانة، سواء على حالته النفسية، أو حالتك انت.
وتحدث الدكتور "إبراهيم مجدى حسين" استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان عن هذه المشكلة التى يعانى منها قطاع كبير من الأمهات، وأكد أن الطفل الذى تتركه أمه لفترات طويلة فى الحضانة فى أول 3 سنوات، يكون عرضة للإصابة بعدد بمجموعة من الأعراض النفسية من أبرزها القلق، فرط الحركة، الميل إلى العنف مع الآخرين، والصعوبة فى الكلام.
ووجه دكتور إبراهيم عدد من النصائح للأمهات للتعامل مع أطفالها فى هذه الحالة، وقال تشكيل وعي الطفل و إدراكه و إحساسه بالأمان و الثقة يستمده من أهله فى الثلاثة سنوات الأولى، مشيراً إلى هناك دراسات عديدة أجريت على الأطفال الذين يذهبون إلى الحاضنة قبل سن 3 سنوات يعانون من العنف و اضطرابات السلوك و صعوبات الكلام، ونقص المناعة واضطرابات الجهاز الهضمى.
وأشار دكتور إبراهيم إلى عدد من النصائح أبرزها:
1-ابنك أهم استثمار لك في الحياة و هو الباقي لك أما الوظائف و المناصب متغيرة و متبدلة ضحى من أجل طفلك.
2-مهما بلغت كفاءة و مهارة المربيات في الحاضنات لن يكونوا مثل حنان الأم، فلا تضعى ثقتك الكاملة فى راحة طفلك معهم.
3-إذا كان من الضرورى الذهاب إلى العمل فلتجعلى طفلك يجلس مع جدته أو أختك، حتى لا يشعر بالاغتراب معهم ويكونوا أقرب لكِ فى تعاملهم معه.
4-اجعلى وقت فراغك كله له، وحاولى أن تهتمى أكثر بتفاصيله وتكونى على دراية بمراحل النمو الخاصة به ومتطلباتها.
5-اصطحبيه معك إلى العمل كلما استطعتِ فسيؤثر ذلك عليه بشكل إيجابى
وأوصى دكتور إبراهيم بضرورة تواجد حضانات فى أماكن العمل سواء كان بالقطاع العام أو الخاص، مراعاة للأم وحقوق طفلها،.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة