دخل الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى مواجهة، مع رجال الدين المتشديين، بعد أن انتقد بشكل غير مباشر مطلب رجل الدين المتشدد آية الله علم الهدى، الذى طالب بعدم إقامة حفلات غنائية فى مدينة مشهد الدينية التى تضم مرقد الإمام الرضا الإمام الثامن لدى الشيعة الإثنى عشرية.
وتراجع وزير الثقافة الإيرانى على جنتى، ووافق على طلب رجل الدين المتشدد بعد سفره إلى مشهد ولقاءه، وذلك بعد أن رفض إلغاء الحفلات، وعبر عن امتعاضه لقرار السلطات بإلغاء الحفلات فى مدينة مشهد، وانتقدها فى تصريح سابق له قائلا "السلطات القضائية تذرعت بمنع إقامة الحفلات الموسيقية فى مدينة مشهد، كونها مدينة مقدسة وتضم مرقد الإمام على بن موسى الرضا ثامن الأئمة لدى الشيعة"، لكنه بعد لقاء المرجع الدينى علم الهدى رضخ لمطلبه.
ومن جانبه رفض روحانى تراجع وزير الثقافة أمام مطالب رجال الدين المتشددين، وإعلانه إلغاء الحفلات الغنائية فى المدن الدينية، وعدم التزامه بالقانون، واصفا ما حدث "بالفوضى".
وانتقد الرئيس الإيرانى المعتدل منع الحفلات قائلا: "لدينا برلمان أى شخص نهض فى الصباح و وجد منبر، يسن قوانين.. وأضاف ،الوزير لا يمكنه أن يتبع هذا المطلب (الغاء الحفلات)، بل عليه أن يكون ملزما باتباع القوانين فقط".
وأضاف فى تصريحاته اليوم الإثنين، "لا ينبغى على أى وزير أن يتراجع أمام الضغوط، عندما يصوت البرلمان على القضية، وتصل إلى مجلس صيانة الدستور يتحول إلى قانون نلتزم به جميعا، وقبل طيه هذه المراحل القانونية الفوضى غير ملائمة".
ووصف ما قام به المرجع الدينى وتراجع وزير الثقافة بالفوضى، قائلا "الفوضى تحت مسمى الخوف على الدين يعتبر اجراء سئ، ونفتخر أن دولتنا دولة القانون".
وأثارت قضية إلغاء حفلتين لفنانيين فى مدينة مشهد، للفنانيين على رضا قربانى، وشهرام ناظرى، استياء محبي هذه الحفلات، وتعهد وقتها وزير الثقافة بـ"مناقشة هذه القضية مع كبار المسئولين من أجل الوصول إلى حلول واضحة وعملية"، وقال: "لا يمكن أن تكون مدينة مشهد تعمل وتصدر قرارات خارج الحكومة والسلطة المركزية"، إلا أنه عاد وتراجع عن قراره، ورضخ للمتشددين.
وشن المرجع الدينى الإيرانى وخطيب الجمعة فى مدينة مشهد علم الهدى، هجوما حادا على وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامى التى تمنح تراخيص لإقامة الحفلات الغنائية، وقال "من يريدون إجراء حفلات غنائية عليهم أن يعيشوا فى مكان آخر".
وتبع رجل الدين المتشدد، أئمة من 6 مدن أخرى فى إيران حيث دعوا إلى إلغاء الحفلات أو فرض قيود عليها فى مدنهم، وهاجم النائب الإيرانى المعتدل على مطهرى المرجع الدينى الذى طالب بمنعها فى المدن الدينية ، مشيرا إلى أن إدارة البلاد لا تعرف الفيدرالية، وفقا لصحيفة آرمان الإصلاحية.
وهاجم بعض الأئمة وزير الثقافة، وقال سيد رضا إكرامى إن حرمة مدينة مشهد واجبة لوجود مرقد الإمام الثامن لدى الشيعة بها.. لكن هذا لا يعد سببا لفصل هذه المدن عن باقى البلاد واعتبارها جزرا مستقلة.. السلوك الإسلامى لا يعرف مشهد وقم فقط، مؤكدا على حفظ اعتبار المدن الدينية الأخرى.
لكن على جانب آخر هاجم أئمة آخرون الحفلات الغنائية بشكل عام، واعتبر آية الله اسد الله إيمانى ممثل المرشد الأعلى فى إقليم فارس، الحفلات الغنائية حرام، وخاطب وزير الثقافة متسائلا "لو أن اقامة الحفلات حلال وجائز، فلماذا لا تقام فى مدينة مشهد؟، وإذا كانت حرام ويقع الضرر، إذن أصبحت ضارة لعموم المسلمين وحرام، فلماذا تنشروا الحرمات وتشجعوا على ارتكاب الذنوب والمعاصى".
وهاجم محمود حسينى، إمام مدينة سيرجان، إقامة الحفلات الغنائية، واعتبر حسن رمضان بور خطيب جمعة مدينة خواف أن المجتمعات الإسلامية ليست بحاجة إلى هذه الحفلات الغنائية!".
ومن جانبه قال جهاز القضاء الإيرانى إنه لا يعارض إقامة الحفلات الغنائية، شريطة إجراءها بشكل لا يتعارض مع القيم الأخلاقية، لكن مقيمى الحفلات لا يقدمون ضمانات بذلك، لذا أصدرت المحكمة قرارات بإلغاء بعض الحفلات، فى إشارة إلى الحفلات التى تم إلغاؤها.
وقالت صحيفة آرمان أن الموسيقى فى إيران تعد من بين الموضوعات التى كثر الجدل بشأنها لسنوات، لكن ما زالت بلا قانون.