داخل جدران حارة صغيرة مساكنها ضاربة فى القدم مبنية بالطوب اللبن تسمى حارة "النحاسين" وعلى ناصية الشارع وداخل مكان صغير يتسع للجلوس فقط تجد عم حسين الشافعى أقدم صانع أسلحة بيضاء فى المنيا، يرتدى السديرى وعلى وجهه يظهر التراب وجدران الحوائط سوداء يمسك بيده حلقة صغيرة من الحديد وأمامه آلة صغيرة، وبجانبه بعض الأدوات القديمة يظهر على وجهه الابتسام والراحة رغم انك أن نظرت إليه يبدوا عليه الإرهاق والتعب إلا انك عندما تقترب منه تجده مبتسما يحمد الله على الرزق.
محرر اليوم السابع يحاور عم حسين
يقول عم حسين أعمل فى مهنة صناعة الأسلحة البيضاء منذ 50 عامًا ورثتها عن آبائى وأجدادى داخل ذلك المحل الصغير فى حارة النحاسين، لكن منذ دخول دولة الصين فى الصنعة والأسواق المصرية دمرت الصنعة وتوقفنا عن العمل فى صناعة الأسلحة البيضاء، واكتفينا فقط بسنها، وأضاف عم حسين: "أنا اليوم أشترى تلك الأسلحة وأبيعها بعد ما كنت بصنعها".
ولفت عم حسين قائلا: "علشان أنا معرفش أعمل حاجة تانى حولت من صناعة الأسلحة البيضاء "السكاكين" إلى صناعة حلقان الطولات الخاصة بالماشية والمزارع لكن الشغلة مش جايبة همها، والعمر خلص والصنعة انقرضت وأكد لو ذهبت تبحث عن الصنعة اليوم فلن تجدها.. الحلقة ببيعها بـ2 جنيه فى أسواق الماشية ويوم فيه و10 أيام مفيش واهى ماشية".
عم حسين اثناء العمل
واستطرد عم حسين قائلا: رفضت أن أولادى يتعلموا الصنعة لأنها متعبة جدا وبتاخد من صحة الإنسان كثيرًا لأن هذه الأيام لازم الواحد يشتغل كثيرا علشان يقدر يعيش وأضاف: "أصنع حوالى 30 حلقة مواشى فى اليوم واخترت تلك الصنعة لأنها لاتحتاج إلى عماله وأنا اللى بصنعها بنفسى". وقال عم حسين زمان كنا بنشتغل الصنعه واحنا مبسوطين لأنه كان فيه رزق وكنا الناس الوحيدين اللى بيصنعوا الأسلحة البيضاء لكن دخول المصانع ودولة مثل الصين جعلت الصنعة تنقرض بسبب رخص السعر، احنا نحمد ربنا أن إيجارات المحلات بسيطة وإلا كنا قفلنا من زمان".
عم حسين وهو يصنع الحلقات الحديدية
عم حسين وهو يروى قصة مع الصنعه
محرر اليوم السابع يحاور عم حسين