- العالم العربى يستهلك 35 مليون طن مواد غذائية سنويا.. و65% من المياه المستهلكة تأتى من خارجة
- نصيب الفرد من المياه فى مصر والوطن العربى 10% مقارنة بالمعدل العالمى
- سوء طرق النقل والتخزين يتسبب فى إهدار 20% من المواد الغذائية
- العالم يحتاج إلى زيادة نسبة الغذاء إلى 60% بحلول 2050
- نسبة الملوحة فى الدلتا وصلت 30%
قال الدكتور فوزى كراجة مستشار موارد المياه والرى بالمكتب الإقليمى لمنظمة "الفاو" بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن مصر سوف تتأثر بعجز 8 مليارات متر مكعب من إنشاء سد النهضة، وأشار إلى أن الحكومة المصرية جادة فى التغلب على تلك المشكلة وتعويض العجز من خلال بعض الحلول غير التقليدية، حيث يتم حاليا التنسيق بين الحكومة المصرية وحكومة جنوب السودان لتحسين مجارى المياه والاستفادة من المياه المهدرة والفاقدة لتعويض العجز.
جاء ذلك فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على هامش المؤتمر الذى عقد بمكتبة الإسكندرية بعنوان "التنمية المستدامة فى الأراضى الجافة" المنعقد فى الفترة من 21 حتى 24 أغسطس الجارى.
وأشار إلى أنه لابد من أن تشمل المفاوضات بين مصر وإثيوبيا الاتفاق حول مدة تخزين المياه خلف سد النهضة، حتى يمكن تقليل حجم خسائر مصر المائية.
كما شدد على ترشيد استهلاك المياه، وقال: إن مصر مرت بخطوات جيدة عبر السنوات الماضية، وتحتاج إلى رفع كفاءة تلك الخطوات بشكل أكبر، حيث باستخدام الإدارة الرشيدة للمياه من توفير 30% من مياه الرى للمواد الزراعية، مشيرا إلى أن نصيب الفرد فى مصر سنويا من المياه أقل من 10% مقارنة بالمعدل العالمى، حيث يصل نصيب الفرد إلى 600 متر مكعب سنويًا.
من جهه أخرى أكد أن الدلتا لن تختفى من مصر بسبب التغييرات المناخية كما أشيع، وقال: إنها تكهنات علمية غير دقيقة، موضحا أن أكثر المناطق المتضررة هى التى القرب من مدينة بورسعيد ويمكن مواجهة المشكلة من خلال إنشاء مصارف ولخفض كميات المياه المالحة من الأراضى الزراعية.
منظمة (الفاو) تسلم مصر تقريرا فنيا حول تنفيذ مشروع المليون ونصف فدان
وحول التعاون بين مصر ومنظمة (الفاو) قال: "إن الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد اجتماعا مع الرئيس العام لمنظمة الفاو، وطالب بمجموعة من الخبراء لتقديم تقارير فنية حول إمكانية تطبيق مشروع المليون ونصف فدان، وقد تم تشكيل لجنة مكونة من خبراء فى التربة والمياه والطاقة وزارت القاهرة ورفعت تقريرا رسميا من منظمة الفاو قدم عن طريق السفير المصرى إلى الحكومة المصرية منذ نحو شهر "مؤكدا أن ذلك ليس التعاون الأول مع مصر بل قامت منظمة الفاو مسبقا بالتعاون مع مصر، فى تقديم دراسة فنية فى بناء السد العالى ومشروع أراضى النوبارية وكذلك التغيرات المناخية على المنطقة الساحلية بمصر واستخدامات وسائل الطاقة المتجددة وبعض التقارير الفنية حول مشكلة نقص المواد الغذائية فى بعض المناطق بمصر.
العالم العربى يستهلك 35 مليون طن مواد غذائية سنويا
وقال: "أن الوطن العربى لا يستطيع أن يحقق الاكتفاء الذاتى من الغذاء بسبب ندرة المياه، واصفا الوضع المائى بالوضع الحساس حاليا، حيث يستهلك الوطن العربى 35 مليون طن من المواد الغذائية سنويا بما يتطلب نحو 235 بليون متر مكعب من المياه وهى الكمية غير المتوفرة حاليا بسبب محدودية مصادر المياه بالمنطقة، كما أن المنطقة تعانى أيضا من أعلى معدلات للزيادة السكانية فى العالم، حيث يصل عدد السكان فى المنطقة العربية إلى 400 مليون وبحلول عام 2050 سوف يصل إلى 600 مليون، ما يسبب أزمة فى الأمن الغذائى.
وأضاف: "أن العالم العربى يحتاج إلى مضاعفة إنتاج كمية الغذاء إلى 3 أضعاف الكمية الحالية، وهو ما يصعب تحقيقة بسبب أن 65% من كميات المياه التى تستخدمها المنطقة العربية حاليا هى من خارج المنطقة.
لابد من استخدام مصادر غير تقليدية لمواجهة تحديات ندرة المياه فى العالم العربى
وحول تحديات ندرة المياه فى الوطن العربى أشار إلى أن العالم العربى يعانى من عدة تحديات فى هذا الأمر، يأتى فى مقدمتها ندرة المياه من المصادر التقليدية مثل هطول اأامطار والمياه الجوفية، حيث لا يتعدى معدل هطول الأمطار فى مصر مثلا 70 "مليمتر" سنويا و90 "مليمتر" بالسعودية سنويا، وأشار إلى أن التحدى الآخر هو صغر حجم الحيازات الزراعية التى تتراوح ما بين 1.5 إلى 2 فدان، ما يسبب ارتباكا فى إدارة السياسة الزراعية، ويعقد عملية ادارة المياه.
وأضاف قائلا: "إن ارتفاع القدرة الشرائية وارتفاع مستوى المعيشة بالوطن العربى، أصبح يمثل تحديا أيضا أمام كميات المواد الغذائية المتاحة، بالإضافة لضعف التعاون بين المؤسسات المعنية، وعدم تقبل مصادر المياه غير التقليدية مثل تقبل المواد الغذائية التى تمت زراعتها باستخدام مياه الصرف الصحى المعالجة والاعتماد على المصادر التقليدية مثل المياه الجوفية".
وأوضح أن العالم العربى بدأ بالفعل يستنزف مخزون المياه الجوفية، حيث انخفض منسوب المياه الجوفية فى الأردن إلى 2 متر سنويا، وفى اليمن إلى 6 أمتار سنويا، وشدد على ضرورة تطبيق الإدارة الرشيدة للمياه، من خلال إدارة العرض والطلب، مشيرا إلى أن الوطن العربى يهتم حاليا بإدارة العرض فقط، كما شدد على ضرورة اتباع الإرشاد الزراعى فى استهلاك المياه فى الزراعة، الذى من شأنة أن يزيد إنتاجية الفدان بنسبة 30% وعلى أهمية الإقلال من المهدر من المواد الغذائية، حيث تتراوح نسبة المهدر من الإنتاج الزراعى من 15 إلى 20%، وذلك بسبب سوء حال طرق وأساليب النقل والتخزين.
العالم يحتاج إلى زيادة نسبة إنتاج الغذاء بنسبة 60% بحلول عام 2050
وحول التحديات العالمية لندرة المياه قال: "إن العالم يحتاج إلى زيادة كمية الغذاء التى تتم إنتاجها حاليا بنسبة 60% بسبب الزيادة السكانية المتوقعة بحلول عام 2050، حيث سيزيد عدد سكان العالم بإجمالى من 8 إلى 9 مليارات نسمة، مشيرا إلى زيادة حجم الغذاء يتطلب توفير المياه للزراعة بما يسبب عجزا بإجمالى 3.3 بليون كليو متر مكعب من المياه، حيث يستهلك العالم حاليا أكثر من مليار متر مكعب من المياه سنويا وبحلول عام 2050 سوف يحتاج إلى استهلاك أكثر من 2 مليار متر مكعب من المياه.