مع مرور عشرات السنين، لم يكن يتوقع أحد أن تُمنع المياه عن فلاحين رفضوا البناء على أراضيهم الزراعية، أو بيعها بمبالغ باهظة، حبا فى تلك الأرض التى ورثوها عن أجدادهم.
واقعة منع وصول المياه للأراضى الزراعية، ليست بأحد الأفلام المصرية الحديثة، بل واقعة حدثت بالفعل فى قرية الجمهود التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بنى سويف، عندما بارت أراض وهُددت أكثر من 10 آلاف فدان بالبوار بسبب سوء تنظيم حصة المياه بين محافظتى بنى سويف والفيوم.
وعلى مدخل القرية المترامية الأطراف والقريبة من الطريق الصحراوى الغربى، تجمع العشرات من أهالى القرية فى انتظار بارقة أمل، تنجدهم من خراب ديارهم وبوار أراضيهم الزراعية، تلك الأرض التى تمثل المصدر الأساسى والوحيد للقمة العيش داخل تلك القرية.
القصة رصدتها كاميرا "اليوم السابع"، حيث استقبلنا الحاج "محمود عبدالوهاب صابر" بالمعاش وأحد أهالى قرية الجمهود، وقال يعانى أكثر من 20 ألف نسمة من عدم وجود مياه رى لتروى أكثر من 10 آلاف فدان موجودة فى زمام القرية.
وروى الحاج محمود تفاصيل المشكلة "كان عندنا مغازى مياه يبعد عن القرية نحو 2 كيلو، وكان يعمل بالمجهود الذاتى، ونظرا لفقر الفلاحين، توقف هذا المغازى".
ويقول الحاج محمود، القصة تعود إلى خمسة سنوات ماضية، حيث كانت تُروى أراضى القرية من خلال طرف "ترعة" قادمة من سقولا بمركز العدوة التابعة لمحافظة المنيا، ونتيجة لعدم التنسيق بين محافظتى بنى سويف والمنيا، تم قطع المياه عن الترعة وبارت كافة الأراضى الموجودة فى زمام القرية.
وأضاف الحاج محمود "قمنا بعمل طلمبات مياه ارتوازية، إلا أن المياه الارتوازية نسبة الملوحة بها كبيرة، واشتكينا لكل المسئولين، ومعنا أرقام تلك الشكاوى التى تقدمنا بها إلا أنها باءت جميعها بالفشل ولم يستجب لنا أحد.
وقال عصام عيد عبدالعظيم من أهالى القرية إن مشكلة قطع مياه الرى عن القرية لها أكثر من خمسة سنوات، وتقدمنا بمشاكل عدة، وزارنا وكيل وزارة الرى بالمحافظة، ووعدنا بإيجاد حلول للمشكلة إلا أن الوعود لم تر النور حتى الآن.
وأضاف عصام "أغلب فلاحى القرية تركوا أراضيهم، وسافروا للعمل فى القاهرة والمحافظات الكبرى، بعدما فشلوا فى رى أراضيهم، والأراضى أصبحت بوار ولا تزرع، ومهددة بالبناء عليها، والأراضى المزروعة ارتوازى الآن، زادت بها نسبة الملوحة، ففسدت المحاصيل".
وتقول "سعاد محمد" إحدى سيدات القرية، تركنى زوجى وغادر القرية بعدما بارت الأرض وأصبحت أعول سبعة من الأولاد، وأصبحت الآن حائرة فى إيجاد مياه لشرب الماشية أثناء تواجدها فى الأرض الزراعية، بعدما تم إغلاق المياه عن الترعة إلى تروى أراضينا.
وأضافت الفلاحة "الأرض بنرويها بمياه الطلمبات، ودى مياه مالحة، غير صالحة للزراعة، كل فلاحة دفع أكثر من 5 آلاف جنيه لعمل طلمبات مياه تروى الأراضى، بس طلعت مياه مالحة، واديك شايف الذرة مش راضية تطلع وبنرويها كل أسبوع، ومش عارفين ناكل ولا حتى نوكل الماشية بتاعتنا".
الزميل هانى فتحى يستمع لشكاوى أهالى الجمهود
أهالى قرية الجمهود التابعة لمركز الفشن
بوار آلاف الأفدنة بقرية الجمهود
الأهالى يعانون من عدم وجود مياه
ترعة الجمهود خالية من المياه
10 آلاف فدان مهددة بالبوار
الأهالى تركوا الأراضى دون زرع
الطلمبات الارتوازية داخل القرية
المياه الارتوازية مالحة
ماكينات المياه الارتوازية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة