بعدما دعا بحث جديد نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية لافتتاح بيوت دعارة لممارسة الجنس مع روبوت أو دمية ذكية، باعتبار هذه الفكرة أحد السيناريوهات التخيلية أو مشهد من أحد أفلام الخيال العالمى، للمساعدة فى القضاء على الاتجار بالنساء والاستغلال الجنسى لهن، اتفق كلًا من الأزهر والافتاء والسلفيين على أن هذا الأمر حرام شرعًا.
فى البداية قال العالم الأزهرى الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الروبوتات الجنسية التى تداولت أخبار أنها يمكن أن تكون بديلًا جيدا للنساء فى المستقبل، هى تصرفات ستدفع بالسلوك الإنسانى نحو اتجاه لا دينى يحاول أن يهدم فكرة أن الأسرة السليمة هى أساس بناء المجتمع، وممارسة الإنسان السوى للجنس لا ينبغى أن يكون فى فراغ، بل ينبغى أن ترتبط بمقصد راق يصب فى نهايته فى سبيل تزكية النفس البشرية أو عمارة الأرض بالاستبقاء على النوع البشرى.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، "يحاول من يقدم هذه الحلول للاستمتاع الجنسى، أن يهدم هذه القيم والمقاصد، وفى هذا المسلك خطورة شديدة على الإنسان ستؤدى فى النهاية إلى العزلة الاجتماعية وفقدان قدرات التواصل، وغير ذلك من آثار اجتماعية ونفسية سيئة".
وأوضح أنه لذلك تقصر الأديان جميعها والدين الإسلامى خصوصًا ممارسة الجنس على الزواج الصحيح بين رجل وإمرأة لخدمة المقاصد الشرعية، وهذا يتضح من التأمل فى آيات القرآن الكريم من نحو قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، وقوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وتابع :"فى بيان قرآنى واضح يقصر القرآن ممارسة الجنس على الزواج فيقول تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}، ومن ثم فمع بيان ضرورة الامتناع عن ممارسة الجنس عبر هذه الوسائل شرعًا، فإنه على المعنيين بالحفاظ على المجتمعات وخصوصًا المجتمع المصرى والمعنين بالحفاظ على النوع البشرى من آثار هذه الإجراءات غير الرشيدة، أن يبادروا لتيسير أمر الزواج ويساعدوا فيه، وأن يبادروا إلى عمل برامج تدريبة وتعليمية للمقبلين على الزواج لتعليمهم العيش فى حياة زوجية سعيدة تتوازن فيها مطالب الجسد والنفس والروح".
ومن جانبه، قال العالم الأزهرى الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن الروبوتات الجنسية التى انتشرت مؤخرًا، حرام شرعًا، لأنه لا يجوز أن يكون هناك ما يشبه تمثال على هيئة سيدة، موضحًا أن صانعه يأتى يوم القيامة ويطلب منه أن يضع الروح فيها فلا يعرف.
وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الروبوتات هى عبارة عن عروض مثيرة للسيدات، والبعض يريدها كدعارة بديلة للسيدات وهذا حرام شرعًا ولا يجوز، ومخالف لتعاليم الإسلام.
وبدوره قال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، "الدُمى الجنسية حرام، فالاستمناء يكون باليد أو بآلة أو دُمية، وقد قال ابن عثيمين الاستمناء باليد أو بغيرها محرم بدلالة الكتاب والسنة والنظر الصحيح".
وأضاف عبد الحميد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، "هذه الدُمى لا تأتى بالإشباع بل بمزيد من المشاكل، وأضرارها كثيرة على الفرد وعلى المجتمع، لأنها طرق غير قويمة، والطريقة الصحيحة هى الزواج، واستعمال الدمى الجنسية حرام شرعًا".
وتابع قائلا: "هذه الدمى تجعل الشاب ينغلق على نفسه ويعيش فى أوهام كاذبة، وتصرفه عن الزواج، ويُؤدى ذلك لزيادة نسبة العنوسة، وقد يستخدمها المتزوج فتزيد من حالات الكُره والنفور والطلاق"، مضيفًا: "هناك دُمى على شكل رجل للنساء، وبهذا تكتمل خطة انهيار المجتمع وضياع الأخلاق وزيادة معدلات الانحراف والانحلال والخيانة، وإذا تشاجر الرجل مع زوجته ممكن يصيح فيها (أنا هطلقك وأجيب دُمية) فهذه الدُمى تُمثل إهانة للمرأة وازدراء لها، وهذه الدمى لا توفر إشباعًا حقيقيًّا بل مجرد أوهام وخيالات".