قال الكاتب الصحفى والمدون البريطانى "صنى هندال" أن حظر فرنسا لما يسمى بـ "البوركينى" ما هو إلا نوع من النفاق، متسائلًا لماذا دافعت الدولة عن حق مجلة "شارلى إيبدو" فى إهانة المسلمين، بينما لا تقبل ما تسميه بإهانة البوركينى؟
وأضاف الكاتب بمقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية أنه إذا كان هناك شك فى أن فرنسا تتعامل مع حرية التعبير من جانب واحد فقط، فإنه تلاشى الآن، مشيرًا إلى أنه تم حظر ارتداء البوركينى فى ١٦ مدينة فرنسية، بينما وصل الأمر إلى تهديد نائب عمدة نيس بأن يقاضى رواد مواقع التواصل الاجتماعى لمشاركتهم صور للبوركينى.
وأعرب الكاتب عن استيائه قائلًا: "وماذا بعد ذلك، هل سيتم مقاضاة من التقط صور السيدة التى أجبرتها على خلع ملابسها؟".
واستكمل "هندال" طرحه عن ازدواجية فرنسا فى التعامل مع المسلمين قائلًا: "إن السياسيين الفرنسيين يؤيدون حرية التعبير والاستفزاز إلى أن يمارسها المسلمين، عندما دافع الكثير منا عن رسومات شارلى ايبدو الاستفزازية العام الماضى، لم نكن ندرك أنه سوف يتم خداعنا بهذه السرعة".
ولكن البوركينى لم يكن القصد منه الاستفزاز، ولكن صنعته سيدة أسترالية فى محاولة منها لمزج نمط الحياة بفرنسا مع تلك التى فى بلدها، كما كانت تريد أن تشجع النساء المحافظات أن يتمتعن بوقتهن على الشاطئ، بحسب ما ذكره هندال.
وأضاف: "لا يمكن لفرنسا أن تكون مع حرية التعبير عندما تكون مسيئة للمسلمين وترفضها عندما يختار المسلمين بأن يكونوا مختلفين، فإن هذا هو النفاق"، كما استشهد الكاتب بتصريحات نائب عمدة نيس عن أن الناس يشعرون بعدم الأمان عندما يرون البوركيني، معلقًا: "حتى وإن لم يشعر الناس بالأمان من قطعة من الملابس، فهذا لا يعطى الحق لأن نفرض الآراء على الأخرين".
واختتم قائلًا أن هذا الحظر هو بمثابة نعمة للإسلاميين الذين سبق وأن قالوا أن فرنسا لديها قاعدة منفصلة تتعامل بها مع المسلمين وأن الخلافة الإسلامية هى التى ستوفر لهم الحرية الحقيقية، فهل هم على حق؟