منذ بداية نشأة الدعوة السلفية فى فترة السبعينيات، ولم يكن هناك رادعاً لها فى إلقاء الدروس والخطب الدينية بداية من الشيخ محمد إسماعيل المقدم وأحمد حطيبة مؤسسا الدعوة السلفية بالإسكندرية، إلى ياسر برهامى وعبدالمنعم الشحات قيادات الدعوة حالياً، فمنهم من يؤسس مسجداً ويلقى قيه دروسه وخطبة الجمعة وسط مؤيديه الذين يحشدون له لتجميع أكبر عدد من المؤيدين إلى أن أصبحت مدينة الإسكندرية معقلاً للفكر السلفى ويوجد بها أكبر عدد من المؤيدين مقارنة بالمحافظات الأخرى.
بعد ثورة 30 يونيو اختلفت الأمور بعض الشىء وأصبحت الرقابة على المساجد والزوايا مشددة خاصة بمدينة الإسكندرية ودخلت الدعوة السلفية فى صراعات عديدة مع الأوقاف بسبب منع قيادات الدعوة السلفية من إلقاء الدروس وخطبة الجمعة، عدا ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية لإدراجه فى كشوف خطباء المكافأة بالوزارة والسماح له بالخطبة يوم الجمعة.
وظهر فى الفترة الأخيرة عدد من الدعاة التابعين للدعوة السلفية ومن أبناء الفكر السلفى منهم الداعية "محمد الغليظ"، ليجذب عددا كبير من الشباب من خلال الدروس الدينية والتواصل معهم بشكل مستمر على مواقع التواصل الاجتماعى والتحدث معهم من خلال فى طرح الأسئلة الفقهية والتى يقف عندها الشباب بأسلوب جاذب لم تنتبه إليهم الأوقاف فى فترة ظهورهم جعلت لهم شعبية كبيرة ويلجأ اليهم مئات الشباب فى التساؤلات والحديث عن الأمور الدينية.
وبعد قرارات مديرية الأوقاف بالإسكندرية بمنع " الغليظ من إلقاء الدروس بالمسجد وضم الزاوية التى يلقى فيها الدروس ووضع عليها خطيب ومقيم شعائر وعاملاً للتأكد من عدم سيطرة الفكر السلفى عليها، ليفاجىء "الغليظ" الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعى بإعلانه عن ندوة جديدة بعد شهر من قرار المنع فى أحد قاعات الأفراح الموجودة بوسط الإسكندرية على طريق الكورنيش لتكون بديلاً عن الدرس الأسبوعى الذى يلقيه على الشباب حتى لا يخسر هذا العدد الكبير الذى يستقطبونه أسبوعياً لنشر الدعوة وليظل أسم الدعوة السلفية مرفوعاً فى معقلها الأول.
وبهذه الطريقة يخرج شباب الدعاة من مأزق المنع من الدروس باستئجار قاعة للإفراح والتى لا يوجد عليها رقيب من الأوقاف ليوقف الدرس الاسبوعى، مع وجود نيه لنشر الفكرة فى جميع المحافظات عقب نجاحها بالإسكندرية.
لكن المفاجأه كانت فى حضور الدرس بشرط الحصول على تذكرة والتى تبلغ قيمتها 30 جنيهاً تخصيص منافذ بيع لها مثل الحفلات وأفلام السينما، لكن لحضور درس دينى..، فيكف يسمح دعاة الدعوة السلفية بإلقاء درس دينى لتوعيه الشباب والدعوة إلى الله مقابل أموال لا نعلم من يجمعها وفى ماذا تصرف، لتصبح الدعوة إلى الله سبوبه الدعاة الجدد بالإسكندرية.
هناك من يقول، إن شباب الدعوة لا يملكون أموالا كافية لإقامة الدروس على نفاقتهم الشخصية وجمع الأموال مقابل تأجير القاعات، لكن الدعوة إلى الله لا تحتاج إلى جمع أموال فمن يريد توعية الشباب لديه سبل كثيرة والطرق القانونية فى التواصل مع الشباب وتحت أعين الرقابة والأوقاف.. "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
وليسأل الشباب أنفسهم هل هؤلاء الدعاة مؤهلين على قدر كافٍ من العلم والمعرفة لكى يقيموا ندوات ودروس دينية ويجذبوا عدد كبير من الشباب وليس مجرد قراءة كتب الفقه والتفسير، وهل هم معتمدون من الأوقاف وحاصلين على شهادات أزهرية أم لا، تساؤلات عديدة يجب أن يطرحها الشباب على أنفسهم قبل الانسياق وراء هذه الأفكار.
ومن أسباب إقبال عدد كبير من الشباب على دعاة الدعوة السلفية، احتياجهم للواعظ الذى يقربهم للدين ويحببهم فيه ويجيب على تساؤلاتهم اليومية ويكون عمره قريب من عمر الشباب، حيث لم يجدوا البديل فى ظل الصراع القائم بين الأزهر والأوقاف، كما أن غياب الرقابة سنوات طويلة على هؤلاء جعلت منهم نجوماً فى سماء الدعوة الإسلامية وهم ليس بأحقيه لها.
ويأتى دور وزارة الأوقاف الذى منع فى قانونه إقامة الدروس والخطب الدينية فى المساجد والساحات والميادين وفقاً للقانون، ولا يجوز لغير المعينين المتخصصين بوزارة الأوقاف المصرح لهم ممارسة الخطابة والدروس الدينية بالمساجد وما فى حكمها، ويصدر بالتصريح قرار من شيخ الأزهر أو وزير الأوقاف حسب الأحوال، ويجوز الترخيص لغيرهم بممارسة الخطابة والدروس الدينية بالمساجد وما فى حكمها وفقاً للضوابط والشروط التى يصدر بها قرار من وزير الأوقاف أو من يفوضه فى ذلك....ولكن هل تتحرك وزارة الأوقاف لمنع درس دينى فى قاعة أفراح وتطالب بالتحقيق العاجل فى الواقعة أم تكتفى بمنع غير المتخصصين من الدروس فى المسجد ويظل قانون الأوقاف حبر على ورق!!.
الأهم من ذلك هو تطبيق وزارة الأوقاف الخطة لتطوير أئمة الأوقاف وتأهيلهم للتواصل الدائم مع الشباب ليكونوا قدوة لمن يحتاجون الوعظ والكلمات اللينة التى تحذرهم من الوقوع فى الخطأ والقرب إلى الله فى ضوء توعية وليس النبذ او المعاقبة بكلمات ينفرون منها، بالإضافة إلى تأهيل الأئمة والدعاة وتكثيف الجهود فى المناطق الشعبية الذى يقتصر دورها فقط على إمامة المصلين وإلقاء خطبة الجمعة، يأتى ذلك من خلال دورات تدريبية وتأهيل الدعاة فى كافة المحافظات وتنفيذ الخطة بإحكام ليكون لأئمة الأوقاف خلال السنوات القادمة الأولوية فى نشر الدين الإسلامى الصحيح.
صورة للتذكرة المخصة للندوة
منافذ بيع التذاكر
كلمات لجذب الشباب للندوة
اسئلة الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى
ردود احد الشباب على الصفحة الخاصة بالداعية
سؤال احد الشباب على حكم ارتداء النقاب وارتداء الحظاظه