الظاهرة التى نتحدث عنها يعانى منها المسلمون فى أوروبا وأمريكا وهى ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعنى الخوف المرضى من الإسلام وتحتاج هذه الظاهرة إلى تضافر جهود العالم الاسلامى من أجل محاربة هذه الظاهرة التى لها أسباب عديدة ولابد من فهم الأسباب وتحليلها بالفحص والتشريح وبيان الخطوات الواجب إتباعها من أجل وقف هذا الطوفان من سوء الفهم من العالم الغربى واعتماده هذه الصور الذهنية الخاطئة كمرجعية أساسية فى التعامل مع الاسلام والمسلمين عموما وهو ما يدفع ثمنه المسلم فى كل انحاء العالم بدون أى ذنب اقترفه حيث توجد حرب غير معلنة تقودها منظمات تسيطر على منصَّات إعلامية قوية لتشويه صورة الاسلام والمسلمين ولن أخوض فى أسباب هذه الظاهرة فهناك من تعمقوا وبحثوا فيها بحثا دقيقا ولكن أتقدم ببعض الاقتراحات لمواجهة هذه الظاهرة بأسلوب حديث وفعَّال.
أولا: الإعلام وتأثيره الكبير فى علاج الظاهرة يتطلب حشد المبدعين والمثقفين ليس فقط لفتح حوارا مع الغرب من أجل تصحيح صورة الاسلام وانما من أجل مواجهة الفكر بالفكر والفن بالفن والثقافة بالثقافة.على سبيل المثال أن يتبنى الأزهر مسابقة ثقافية للرواية العربية من أجل كتابة رواية يتم انتاجها فيما بعد كفيلم سينمائى وتناقش مدى افتراء الغرب على المسلمين فى قالب روائى ممتع وجذاب ويتم ترجمة هذه الرواية للغات الاجنبية حتى لو توزع مجانا بدون ربح من أجل نشر الثقافة الاسلامية الصحيحة وتحسين صورة الاسلام وأن تناقش هذه الرواية فصل الاسلام عن أحوال المسلمين وعدم تحميل الاسلام الوضع السيىء للمسلمين حاليا من تدهور أخلاقى وإجتماعى وإقتصادى بعد ثورات عاصفة مرت بها المنطقة العربية. وأن تقوم الرواية بالاهتمام بمرحلة النهضة الاسلامية والتى إستفادت منها أوروبا وبدأت فى بناء حضارتها على ما وصل إليه العرب وقتها. فوجود هذا الفيلم يساهم بشكل كبير فى تغيير صورة الغرب للإسلام والمسلمين وبمشاركة الفيلم فى مهرجانات دولية وعرضه على القنوات التليفزيونية يزيد من تأثيره على المستوى الثقافى العالمى.
ثانيا: إنشاء قناة تليفزيونية معتمدة برعاية شيخ الازهر وبتمويل من كل الدول العربية لتوضيح تعاليم الاسلام وأركانه الصحيحة للمسلمين الجدد فى اوروبا من أجل تضييق الخناق على تنظيم داعش الارهابى الذى يقوم بتجنيد المسلمين الجدد من الشباب الاوروبى الذى يكون متحمسا فيقوم هذا التنظيم بدَّس السم فى العسل عن طريق الاستخدام الخاطىء لآيات الجهاد فى القرآن الكريم والتى يوجد متخصصون أكثر منى لتوضيح سوء الفهم الذى يفهمه البعض من آيات الجهاد وبالتالى إنشاء قناة تليفزيونية وتبث بعدة لغات تقطع الطريق أمام هذا الفكر المتشدد وتبث هذه القناة على كافة الاقمار الصناعية.
ثالثا: المسلمون فى أوروبا وتأثير الهجرة الغير شرعية فى زيادة الصور السلبية للمسلمين فى أوروبا فمع ترَّدى الأوضاع الاقتصادية ولجوء الكثير من الشباب من كل الأعمار للسفر إلى أوروبا بشكل غير شرعى عبر عصابات التهريب ووجوده بشكل غير قانونى يؤدى إلى قبوله العمل فى أى مكان وليس له أى حقوق وتعرضه للابتزاز والتهديد فنلاحظ وجود جهل الكثير منهم بالإسلام نفسه وتصرفهم بطريقة همجية وغير حضارية نتيجة الوضع الاجتماعى المتدنى مما يعطى صورة ذهنية سلبية عن الاسلام وبالتالى نحتاج إلى إعادة تأهيلهم فى مساجد أوروبا عن طريق إرسال أئمة لتجمعات هؤلاء المصريين بالخارج حتى يكونوا خير ممثلين للإسلام فى أوروبا.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود حبيب
رائع يا أستاذنا
مقال يناقش موضوع مهم وخطير ويظهر فيه التفكير الإبداعي للكاتب وطرحه لمفترحات مفيدة وسهلة التنفيذ ، وينبئ برؤية تجديدية نحتاجها جميعاً ، فتحياتنا لشخصه الكريم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوهرجة
الاستاذ محمد حبيب
اشكرك استاذ محمد على تعليقك الرائع واتمنى ان يتبنى الأزهر موضوع القناة المترجمة التى تبث فى اوروبا لانها ستكون افضل دفاع عن الاسلام وتوضيح صورته وحماية الشاب الاوروبى المنضم حديثا للاسلام من تجنيده بداعش . شكرا ليك
عدد الردود 0
بواسطة:
صابر حسين خليل
أحسنت
صديقي محمد أبو هرجة أحسنت الطرح والحلول ، نتمني أن يطغى الدين الإسلامي الحق ، على كل بدع هؤلاء المرتزقة .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوهرجة
شكر واجب
اشكرك استاذ صابر على التعليق الجميل ده واتمنى اكون اضفت جديدا فى هذا الموضوع . شكرا لمرورك الكريم يا صديقى