كتاب "الإعلام الأمريكى" لـ نيثان غردلز ومايك ميدافوى: سينما هوليوود كاذبة

الأحد، 28 أغسطس 2016 04:00 ص
كتاب "الإعلام الأمريكى" لـ نيثان غردلز ومايك ميدافوى: سينما هوليوود كاذبة غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى عصر الإعلام العالمى على أمريكا أن تنافس من أجل كسب القلوب والعقول، رغم أن المجتمع الأمريكى الإعلامى الصناعى ومن ضمنه هوليوود، أعظم عاكس للصور فى تاريخ الحضارة الإنسانية، وكان هو المهيمن فى وقت ما على الصور والأيقونات والمعلومات عالميا، ولكن الأمر يختلف حاليا يوما بعد يوم، هذا ما يراه كتاب "الإعلام الأمريكى.. بعد العراق.. حرب القوة الناعمة" لـ"نيثان غردلز ومايك ميدافوى" وترجمة بثينة الناصرى، والصادر عن المركز القومى للترجمة.

 

ويؤكد الكتاب أن الرفاهية وانتشار التكنولوجيا قد مكنت الآخرين من رواية قصصهم وإنتاج أساطيرهم على الشاشة الفضية، وثورة التوزيع الرقمية ساعدت على دمقرطة تدفق المعلومات عالميا ونوعت المنابر لتشمل ليس فقط التليفزيون والكمبيوتر، وإنما شاشات الهواتف النقالة أيضا، وباضطراد يتحول التدفق الثقافى إلى شارع ذى اتجاهين، وتتضح حاجة أمريكا إلى التنافس من أجل الولاء، وبخاصة بعد حرب العراق وجوانتنامو وأبو غريب، وإذا كانت السياسة فى عصر المعلومات تكمن فى من يفوز خطابة، فإن أمريكا تسير على الطريق الخاسر.

 

وأوضح الكتاب أن أمريكا استخدمت ولا تزال القوانين لصالح تحقيق مصالح الإمبراطورية: السلاح للسيطرة على الأرض وما فوقها وما فى باطنها من موارد، والإعلام للسيطرة على العقول، واحتلال الأرض يبدأ من احتلال العقول، واحتلال العقول يبدأ من احتلال اللغة.

 

ويضيف الكتاب أن اللغة "ليس المقصود به فقط تعميم لغة المحتل، حيث إنه من أول مهام الاحتلال نشر لغته لتكون لغة التعامل والوظائف والتعليم"، هو استخدام مفردات تؤدى إلى تغيير المفاهيم وطرق التفكير، فأن تنتمى، مثلا، إلى الشرق الأوسط" غير أن تنتمى إلى "الوطن العربى"، اللغة تعكس الفكر، بل وتشكله أيضا.

 

وأشار الكاتبان إلى أن هوليوود باعتبارها أكبر منتج للصور فى تاريخ العالم، ساهمت بالصورة فى كتابه التاريخ الأمريكى والعالمى أيضاً، فقد نشأت أجيال العالم التى وصلتها الأفلام الأمريكية طوال القرن الـ20 على اعتبار الهنود الحمر قبائل متوحشة بدائية، هوايتها القتل وسلخ رؤوس أعدائها، وأن الإنسان الأبيض الذى فى الواقع نهب أراضيها وعمل على إبادتها قد جاء لتمدين هؤلاء المتوحشين، كنا ونحن نتابع أفلام  الغرب الأمريكى، نتمنى كلنا أن ينتصر الأبيض الطيب النبيل الوسيم والظريف على الهندى الأحمر الشرير، بعدها حين نضجنا وقرأنا وفهمنا وعشنا التجربة، اكتشافنا أننا كلنا فى الحقيقة هنود حمر.

 

ويرى الكتاب أن هناك حربا ثقافية داخل الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، حيث انتقد المحافظون ثقافيا واليمين المتدين هوليوود  للاستهانة بقيم العائلة والعقيدة، وإن انعدام القيم الذى تعكسة الثقافة الجماهيرية الأمريكية هو المشكلة.

 

ولفت الكتاب إلى رأى زبجنيو برجنسكى، مستشار الأمن القومى المتشدد فى عهد جيمى كارتر، حيث يعتقد أن الثقافة الأمريكية أصبحت "الوفرة الإباحية"، مما يقلل قدرة أمريكا على أن تكون قدوة للآخرين.

 

ويطرح الكتاب عدة أسئلة منها هل يجب علينا أن نلتزم بوجهة نظر هوليوود عن طبيعة الإنسانية التى تؤكد دائما على ما هو حقير فى البشرية بدلا مما هو نبيل؟، ماذا عن الكرامة الإنسانية، خاصة تصوير النساء على أنهن لا يزدن عن كونهن سلعا جنسية، أليس هناك شىء فى الوجود أكثر من الحالة الاستهلاكية وبعض لحظات المتعة فى حياة بغير ذلك فارغة ولا معنى لها؟







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة