مازال تشغيل موقع 9ن - المدفن الصحى للمخلفات الصلبة للصرف الصحى – يثير الجدل بالإسكندرية، ويبقى قرار إعادة تشغيله حائرا بين إصرار شركة الصرف الصحى على إعادة التشغيل من جهة، ورفض أهالى العامرية غرب الإسكندرية بسبب مخاوف التلوث من جهة أخرى، ومؤخرا بدأت المفاوضات تعود للطاولة من جديد بسبب ضغوط شركة الصرف الصحى لضرورة تشغيل الموقع، واللجوء إلى نواب البرلمان المسئولين عن الدائرة للوساطة بين الشركة والأهالى.
وقد ثار أهالى نجع أبو بسيسة بالعامرية واستمرت المفاوضات بينهم وبين محافظة الإسكندرية لإعادة تشغيل الموقع الذى أغلق فى 2013 إلى أن تسلم الأمر لجنة مشكلة من القوات المسلحة فى عهد اللواء طارق مهدى محافظ الإسكندرية الأسبق، واستطاعت اللجنة توقيع الصلح لإعادة تشغيل الموقع ونقله إلى مكان آخر فى حالة رصد أى تلوث بالمنطقة، واستمر العمل إلى أن أعلن هانى المسيرى المحافظ السابق لمحافظة الإسكندرية، توقف العمل نهائيا بالموقع بعد شكاوى الأهالى المتكررة من تسببه فى تلوث المنطقة وانتشار الأمراض والبحث عن موقع آخر أكثر بعدا عن التكتلات السكانية، وكان من المقترح أن يتم إنشاء موقع جديد بالقرب من مدينة الحمام بالقرب من محافظة مرسى مطروح، إلا أنه تجددت مطالب شركة الصرف الصحى بالإسكندرية مؤخرا، بإعادة تشغيل موقع (9ن) مرة أخرى، خاصة وأن الموقع الجديد غير مجهز ويبعد 140 كيلو مترا عن الإسكندرية.
ويستقبل موقع (9ن) جميع المخلفات الناتجة من معالجة مياه الصرف الصحى بمدينة الإسكندرية، والتى تنتج من محطات المعالجة ومحطات الرفع بالمدينة، وكذلك مخلفات تطهير شبكات الصرف الصحى وهذه المخلفات هى (الحمأة – رواسب الرمال – مخلفات المصافى – الخبث) وتبلغ الكمية اليومية لهذه المخلفات حوالـى 600 طـن / يوم، بالإضافة إلى المخلفات الصناعية الصلبة والسائلة غير الخطرة والتى تماثل مخلفات الصرف الصحى فى مواصفاتها.
من جانبه، شدد اللواء محمود نافع رئيس شركة الصحى بالإسكندرية، على ضرورة إعادة تشغيل موقع ٩ن لنقل الحماة الناتجة عن مياه الصرف الصحى إليه للتخلص الآمن من تلك المخلفات الصلبة، مشيرا إلى أن الموقع قد تم إنشاؤه بتكلفة مليار ونصف المليار جنيه، وأنه من غير المعقول إهدار تلك الأموال.
وأوضح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الموقع تم إنشاؤه فى التسعينات، على مساحة 350 فدانا بتكلفة أكثر من 1,5 مليار جنيه، ولم يتم تشغيله بسبب اعتراض أهالى قرية أبو بسيسة بالعامرية على إقامة المشروع بالقرب من التجمعات السكنية، بالرغم من أن هذا المشروع هام جدا لرفع كفاءة عمل منظومة الصرف الصحى بالإسكندرية، حيث يتم إخلاء محطات الرفع من البقايا الصلبة (الحمأة) إلى الموقع المخصص لها وهو موقع (9 ن)، وذلك حتى يمكن أن تعمل محطة الرفع بكفاءة، وتراكمها داخل المحطات يؤدى إلى ضعف الأداء.
وقال:"نحاول حاليا التفاوض مع الأهالى من خلال نواب البرلمان بالمنطقة لإعادة تشغيل المشروع بعد الموافقة على مطالب الأهالى، حيث سيتم إنشاء مشروعات خدمية بالقرية تنفيذا لمطالب الأهالى، مثل (وحدة صحية ومدارس وشبكة صرف صحى وكوبرى ورصف للطرق الرئيسية)، كما تم الاستجابة لاشتراطات الأهالى بغطاء سيارات الشركة خلال نقل الحمأة والتعاقد لبيع الحمأة إلى مصانع الأسمنت وليس المزارعين بلجنة مشكلة بعضوية أحد أهالى المنطقة، لضمان اشتراطات الأمان المطلوبة وبناء سور للموقع من الأشجار، وتركيب جهاز للكشف عن التلوث، كما تم تعيين 50 فردا من أهالى القرية للعمل بالشركة.
أما عن الموقع البديل المقترح فقال:"إنه لا يصلح حيث يبعد عن الإسكندرية مسافة 140 كيلو مترا ويقع على مساحة 50 فدانا فقط وغير مجهز لاستقبال (الحمأة).
فيما أكد الدكتور هلال عبد الهادى رئيس قطاع الصف الصناعى بشركة الصرف الصحى على أنه بدون التخلص من تلك الحماة لا جدوى من أعمال الشركة، مشيرا إلى أن قرار غلق موقع "٩ ن" تسبب فى أزمة للشركة، محذرا من أنه دون وجود نقطة نهائية للتخلص من المياه والحمأة يهدد نظام عمل الشركة ككل، حيث إن توقف تشغيل الموقع أدى إلى توقف عمل محطة التنقية الشرقية وتصريف مخلفات الصرف الصحى دون معالجة فى مواسير الصرف.
وأوضح "هلالى" أن الموقع يقوم بمعالجة الحمأة معالجة بيولوجية بطريقة مصفوفات الكمر الهوائى، حيث تقوم الكائنات الدقيقة بمعالجتها وتحويلها إلى سماد عضوى آمن عن طريق ارتفاع درجات الحرارة إلى (55ْ – 65ْ م) خلال فترة المعالجة (ثلاثة أشهر)، وهذه الحرارة كافية للقضاء على جميع الميكروبات المرضية وبذور الحشائش.
أما باقى المخلفات فيتم دفنها فى المدفن الصحى الموجود بالموقع والذى تم تأسيسه على أحدث النظم العلمية العالمية للمدافن الصحية، ويتمتع الموقع بسمعة عالمية لما له من دور باز فى مجال الحفاظ على البيئة بمدينة الإسكندرية، نتيجة الكفاءة العالية للتشغيل والصيانة بالموقع والحفاظ على بيئة العمل بالموقع والمناطق المجاورة.
وأضاف "هلالى"، أن الموقع يحتوى على مجموعة من الغابات الشجرية، بالإضافة إلى الحزام الشجرى حول الموقع والذى له أهمية قصوى فى الحفاظ على الحالة البيئية داخل وخارج الموقع، حيث يحتوى الموقع على مجموعة من الغابات الشجرية بمساحة 70 فدانا، وعددها حوالى 50 ألف شجرة وهذه الغابات تتكون من غابة لأشجار الجازورينا وغابتان لأشجار الكافور وغابة لأشجار الأكاسيا وغابة أشجار النيم، بالإضافة إلى مزرعة تجريبية لأشجار الزيتون.
يذكر أن الموقع يقع على بعد 45 كيلومترا جنوب غرب الإسكندرية ويبعد عن مدينة العامرية بحوالـى 10 كيلو أمتار ومساحة الموقع تبلغ 360 فدانا، وتم تشغيله لأول مرة فى أكتوبر عام 1993.
الموقع على الخريطة
إنشاء غابة شجرية حول الموقع للحفاظ على البيئة
موقع 9 ن بالعامرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة