تحول زبائن أسواق الأغنام بشمال سيناء من مشترين إلى متفرجين فى ساحات الأسواق المختلفة التى عجت بمختلف أنواع رؤوس الأغنام والماعز من الذكور والإناث، لا تجد من يشتريها، وسط حسرة من المربين لها أنهم يخسرون ولأول مرة فى الموسم الذى ينتظرونه كل عام وبين المشترين الذين يؤكدون أن ارتفاع أسعارها الجنونى حال دون شرائها، لافتين أن من عادة الغالبية من أهالى سيناء شراء رؤوس الأغنام قبل حلول عيد الأضحى بأيام والتحفظ عليها لنحرها يوم العيد.
رؤوس الخراف أسعارها جنونية
من أبرز أسواق بيع الأغنام بشمال سيناء سوق العريش الذى لا ينفض طوال اليوم، ويقيم فيه التجار على مدار الساعة، والسوق لا يوجد له ساحة أو مكان ثابت، ويتخذ التجار من الشارع المجاور لمقابر العريش وشارع متفرع من سوق الخميس مقرا لهم، بعضهم استأجر بنايات جانب المكان واتخذ من أدوارها الأرضية مكان "كزرائب" للأغنام وآخرين أوثقوا ثروتهم من الحيوانات تحت عرائش مسقوفة بأكياس.
وصل "اليوم السابع" السوق الذى يبدو خاليا من أى رقابة حكومية، ويأتى إليه كل من يبحث عن رأس من الغنم بسعر يناسبه، كما يصل المربون ترافقهم أغنامهم فى سيارات نصف نقل ينقلونها من قرى وسط سيناء وضواحيها، ومربون يأتون من محافظات أخرى، ويلتقطهم تجار فى السوق يشترون بالجملة ثم يعيدون بيعها على من يحضر من زبائن "الرأس الواحد".
سوق الأغنام بالعريش
قال "محمود سليمان"، من أهالى جنوب العريش، إنه مزارع ويحرص كل عام على تربية أعداد من الماعز والغنم لبيعها فى موسم الأضاحى وعودة الحجاج ويبدأ فى النزول بها للسوق قبل حلول عيد الأضحى بـ 25 يوما بشكل مستمر.
وأوضح أن مفاجأة هذا العام كانت أنه لا يوجد طلب على رؤوس الأغنام الجيدة، نظرا لارتفاع أسعارها، موضحا أن الخروف الذى يصل وزنه لـ50 كيلو جراما من نوع الشامى يصل سعره لنحو 3000 جنيه، وقال إن هذا النوع فى العام الماضى كان يباع بنحو 2000 إلى 2500 جنيه، وجاء ارتفاع أسعاره للتكاليف العالية فى أسعار الأعلاف.
مربون يحضرون الأغنام ويعرضونها فى السوق
ومن بين زبائن السوق الذين كانوا يبحثون عن أضحية مناسبة لهم "محمد أبو على"، و"سالم عبد الكريم"، وبعد جولة فى السوق أعربا عن استيائهما من ارتفاع الأسعار، وقالوا إننا اعتدنا كل عام أن نحضر للسوق لشراء أضحية بمبالغ تتراوح ما بين 800 إلى 1200 جنيه وتركها فى المنزل نجهزها حتى يوم العيد لذبحها، ولكن هذه المرة الأمر اختلف بسبب غلاء أسعار الأضاحى.
وأشار "ياسر محروس" وهو تاجر من محافظة الشرقية ينقل أغنام من محافظات الدلتا والصعيد لبيعها فى العريش، إلى أنهم أفضل حظا من تجار آخرين لأنهم يحرصون على إحضار أغنام بلدية صغيرة أسعارها تصل لنحو 1000جنيه، وتجد إقبال من ذوى الدخل المحدود.
أضاحى معروضة للبيع
وبدوره قال "سالم الرميلى" وهو تاجر داخل السوق يشترى الأغنام من المربين والتجار ويعيد بيعها بفارق ربح محدود، إن من يحضر لشراء الأضاحى السمينة هم الأثرياء فقط من فئات المقاولين وأصحاب التوكيلات التجارية وكبار الموظفين، وكثير من الأهالى يحضرون للسوق وتصدمهم الأسعار، وأشار إلى أنه يوجد نوع من الخراف يسمى العجمى، يصل سعره لـ 3500 جنيه.
بيع الأضاحى فى مدينة العريش لا يرتكز داخل السوق فقط، وأصبحت مشاهد اقتياد الأغنام فى الشوارع وبيعها مألوفة، وكذلك توقف سيارات نقل بها أغنام لبيعها على المارة، ويعتبر الأهالى أن مثل هؤلاء الباعة هم "اللقطة" لشراء أضحية فهو فى الغالب مزارع أو مربى بسيط يريد أن يبع إحدى أغنامه وبدون وسيط.
يقول "سليمان" وهو شاب كان يقود 3 من الخراف فى ميدان الرفاعى بالعريش، ولم تفلح محاولات طرد أصحاب المحلات له لإثنائة عن الوقوف بها أمام أبوابها، "إن أغنامه هى ما تعرف باسم البلدى"، والتى يربونها على المراعى فى القرى، وتتراوح أسعارها ما بين 1000 جنيه لنحو 1200 جنيه.
لا تقتصر أسواق بيع الأضاحى على مدينة العريش، وينتشر باعة الأغنام فى بقية مدن المحافظة، ويعتبر سوق الثلاثاء من أشهر أماكن بيعها فى مدينة الشيخ زويد، وسوق "البرث" جنوب مدينة رفح، وسوق السبت فى مدينة رفح وسوق الخميس بمدينة بئر العبد.
ويجمع الأهالى أن ظروف مناطق الشيخ زويد ورفح أثرت بدورها على حركة البيع فى هذه الأسواق ونشطتها فى مناطق أخرى، لافتين أن كثيرا من أصحاب رؤوس الأغنام نزحوا من القرى التى تشهد أحداثا لمناطق أكثر أمانا فى مركز بئر العبد، وتراجعت حركة بيع الأغنام فى المناطق التى غادروها ونشطت فى الأماكن التى انتقلوا إليها وكثير من بينهم يعتبرون الأغنام هى مصدر رزقهم.
الأضاحى فى السوق
وأكد الدكتور محمد الشريف مدير مديرية الطب البيطرى فى شمال سيناء، أن دورهم مراقبة الأسواق وإجراء فحص لعينات من رؤوس الأغنام والماعز والأبقار، للتأكد من خلوها من الأمراض المتوطنة والمنقولة، ويتم تكثيف الرقابة خلال موسم عيد الأضحى.
وأشار المحاسب فتحى أبوحمدة مدير مديرية التموين بشمال سيناء، أن دور المديرية هو مراقبة أسعار اللحوم فى المجازر وكذلك محلات الجزارين، والتأكد من التزامهم بالأسعار المعروفة ولا دور لها فى مراقبة البيع بين التجار والمربين التى تتم بشكل توافقى يحكمها النوع والوزن.
عدد الردود 0
بواسطة:
درش
من مشترين الى متفجرين
سبحان الله كل حاجة فى العريش بقى ليها علاقة بالتفجير ارحمونا يرحمكم الله
عدد الردود 0
بواسطة:
manager
الى التعليق رقم 1
للتوضيح الخبر بيقول من مشترين الى متفرجين وليس متفجرين يعنى الناس بسبب ارتفاع الاسعار بتدخل تتفرج ومبتشتريش