نقلا عن العدد اليومى...
لم يعد كلام بعض المدعين وأصحاب دكاكين الحقوق والحريات تجدى نفعا مع المصريين، وقد أصبح لديهم الفطرة والوعى ليفرقوا بين من يقدمون أفكارا وانتقادات وبدائل بهدف الإصلاح وبين هؤلاء الذين يفعلون ذلك بهدف الربح، وقد أصبحت تجارة الدعاية والشائعات واضحة، وتدر على ممارسيها ربحا مغريا. وهذا واضح فى دكاكين تتخذ من الحقوق والحريات واجهة، تمارس خلفها الاتجار فى الدعاية والشائعات، مع تغليف كل هذا فى أغلفة البحث والدراسة. وأمامنا تجارب دول مثل العراق وليبيا، وكيف تحولت بعد التفكك إلى حالة من الضياع الفكرى بفضل تعدد منصات الحقوق والحريات والدعاية.
ربما لهذا لا يبدو غريبا أن نجد احتفاء واضحا من قنوات الفارين من مصر بأى شخص يمارس الكذب ويدعى العلم بالرغم من جهله. والهدف مما ننشره الربط بين كتابات تزعم الدفاع عن الفقراء بينما أصحابها مجرد مرتزقة يبحثون عن ممول، وتجد هذا الأديب المدعى الذى توقف عن إنتاج الأدب وتفرغ لكتابة مقالات تافهة فى مواقع معروفة بمواقفها المضادة، يتحدث عن الشعب والفقراء وهو يقدم مقالات ودعاياته لصالح قنوات تركية وقطرية وألمانية. يتحدث عن حقوق الإنسان والفقراء وهو يقبض مقابل كل دعاية آلاف الدولارات.
أو مدع آخر يردد الدعاية الساذجة ليطالب بتسليح الجيش المصرى، وهى إعادة لقصة ظهرت فى أعقاب ثورة يناير وانطلقت من مراكز بحثية ومن يدعون أنهم باحثون، وهى تقارير وتحليلات تم إعدادها فى مراكز أمريكية نقلها باحثون مصريون وعرب. كانت تروج وقتها، لكن تجارب تفكيك الجيش العراقى والليبى والصراع المستمر كشفت عن أهداف واتجاهات لإخلاء المنطقة من الجيوش تمهيدا لإعادة ترتيبها، بينما ظلت مصر خارج هذه اللعبة بفضل إدراك ضرورات الأمن القومى. ولم تعد مثل هذه الدعايات صالحة للتداول وسط المصريين، خاصة فى وقت تتفكك فيه دول، وتتساقط أنظمة ولا تعود مرة أخرى، وحدث ذلك بأفعال نخب وأفراد ومنظمات كانت تتاجر فى أوطانها بأموال قليلة، وبمزاعم أنها تمارس المعارضة، بينما كانت مجرد مقدمات للجيوش الغازية، وعناصر تفكيك.
واليوم عندما يكرر بعض المراهقين مثل هذه الترهات. تبدو أقل من أن يرد عليها، ودور القوات المسلحة المصرية واضح ولا يحتاج لبراهين. وتحتفى بهم قنوات المخابرات التركية تحتفى بالمزعوم الذى ترك البحث والعلم وتفرغ لإطلاق كلام أثبتت التجارب أنه مجرد تجارة فاسدة لمؤسسات ومراكز استخبارات تختفى خلف اسم البحث والعلم، وهى مجرد واجهات لأجهزة ومنظمات ودول تنفق عليها من أجل تنفيذ مطالب فشلت طوال سنوات.
ومن حسن الحظ أن هؤلاء التجار أصبحوا مكشوفين تماما، ولا يتبعهم سوى أقليات من نشطاء وعاطلين سياسيين ومشتاقين، كل معارفهم من السماع والتقارير المضروبة التى لم تعد تقنع أحدا باستثناء عبيد الخواجات.
موضوعات متعلقة...
ابن الدولة يكتب: الشائعات وصناعة اليأس.. لعبة الجماعة وأدواتها.. طريقة تتزايد مع كل خطوة للأمام وكل إنجاز يتحقق.. النفخ فى أى أزمة وتصويرها على أنها نهاية المطاف.. كلها محاولات يائسة لتنظيم يفقد عقله