عصام كرم الطوخى يكتب: التغيير الطريق الأمثل للارتقاء بالنفس

ليس هناك حل سحرى لما نمر به من مشكلات إلا بمواجهتها والتعديل من أسلوب حياتنا وعاداتنا، فهناك الكثير من الأمراض التى يستوجب علينا أن نغير من سلوكنا الغذائى وإلا سيفتك بنا المرض، حتى من يواجه مشكلة دراسية ليس لديه خيار آخر إلا الاجتهاد وإلا سيكون مصيره الرسوب.

يقول سقراط: "السر فى عمل التغيير يكمن فى أن تركز طاقاتك ليس فى محاربة القديم بل فى بناء شىء جديد".

التغيير يجعلنا أكثر فهما وفكرا برؤية واضحة وبجدية صارمة فى التخلص من بعض العادات والسلوكيات التى تصيبنا بحالة من الإهمال والفوضى واليأس من أن نكون أفضل، وأكثر الناس شعورا بالإحباط هم أصحاب النظرة السوداوية التائهون فى متاهة الجهل الراضون بم هم فيه وكأنهم فى انتظار الموت ليخلصهم مما هم فيه.

يقول فرانك كلارك: "العادة شىء يمكنك فعله دون تفكير، وهذا هو السبب فى أن معظمنا عنده الكثير من العادات".

التغيير لا مفر منه للارتقاء بالنفس والارتقاء بمن حولك أيضاً، فالعقول التى منعت نفسها من التفكير فقد فقدت رسالتها ومعنى وجودها وقيمتها فى الحياة وإن كان البعض يكره التغيير فلكونه يلزم الإنسان بترك ما كان يرغب فيه ويرغمه باتباع شىء جديد قد لا يكون محبب له فى البداية ولكنه الطريق الوحيد لأن نكون بصورة أفضل كالذى يريد أن ينقص وزنه، لو نظر لما يعود عليه من نتائج إيجابية لتحمل الكثير من أجل أن يرى نفسه فى صورة مبهرة.

يقول فريدريش نيتشه: "الأفعى التى لا يمكن لها أن تغير جلدها يجب أن تموت.. العقول التى منعت من تغيير آرائها، تتوقف عن أن تكون عقولا".

كى تغير ذاتك عليك أن تعرف حقيقتها وما أنت عليه الآن من أفكار وسلوكيات، فأنت بحاجة ماسة إلى لحظات سكون لتدرك الأسباب والدوافع لتفكيرك وتصرفاتك والطريقة التى تحيا بها، والوجهة التى تتوجهها الآن حتى تكتشف مواهبك وقدراتك، فهناك الكثير من الأسئلة لا يمكن أن يجيب عنها سوى صاحبها كى تكتشف هوية ذاتك فكثير من الناس يفتقرون إلى تقييم دقيق لذاتهم لتسليهم بالحقائق المؤلمة عن أنفسهم مما يجعلهم يهولون من نقاط ضعفهم ويعطونها أكثر مما تستحق فى حين يتم تجاهل نقاط القوة بداخلهم.

يقول المهاتما غاندى: "إن المرء لن يستطيع أن يصل إلى تقدير نسبى بين أخطائه وأخطاء غيره إلا إذا نظر إلى أخطائه بمنظار مكبر وإلى أخطاء غيره بمنظار عادى".

التغيير يقودك إلى التصالح مع نفسك ومع من حولك وليجعلك تدرك قيمك وثوابتك فى الحياة وتحافظ عليها، وأن ترى أهدافك بصورة أفضل ولن يتحقق ذلك إلا إذا غيرت من عاداتك وسلوكياتك والتى بها ستغير مستقبلك.