"متى تستخدم واشنطن ترسانتها النووية؟".. نيويورك تايمز: رئيس البلاد وحده المنوط به اتخاذ القرار ويمكنه إطلاق 925 رأس نووية قوتها أكبر 17 ألف مرة من قنبلة هيروشيما.. "والحقيبة النووية" ترافقه فى كل مكان

الجمعة، 05 أغسطس 2016 01:54 م
"متى تستخدم واشنطن ترسانتها النووية؟".. نيويورك تايمز: رئيس البلاد وحده المنوط به اتخاذ القرار ويمكنه إطلاق 925 رأس نووية قوتها أكبر 17 ألف مرة من قنبلة هيروشيما.. "والحقيبة النووية" ترافقه فى كل مكان باراك أوباما
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح "السلاح النووى" قضية رئيسية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعدما أثير الحديث عنها مرارا من جانب المرشحين. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن هيلارى كلينتون، المرشحة الديمقراطية، قد أثارت نقاشا حول ما إذا كان خصمها الجمهورى دونالد ترامب مؤهلا لقيادة قدرات أمريكا الذرية.

وخلال مؤتمر الحزب الديمقراطى الأسبوع الماضى، قالت كلينتون "تخيلوه فى المكتب البيضاوى يدير أزمة حقيقية.. إن رجلا يمكن أن تجذبك إليه تغريدة ليس برجل يمكن أن تثق فى تعامله مع الأسلحة النووية".

هل هناك قيود على سلطة الرئيس؟


وتقول الصحيفة إن هذه الصورة أصبحت قضية عامة فى سباق الانتخابات، حتى إن الرئيس باراك أوباما سئل عنها فى مؤتمر صحفى أمس الخميس، وكرر فى إجابته نفس مخاوف كلينتون. وتثير مخاوف المرشحة الديمقراطية سؤالا حول ما إذا كانت هناك أى قيود على قدرة الرئيس لإطلاق الأسلحة النووية التى يمكن أن تدمر مدنا أو دولا بأكملها.

والإجابة القصيرة هى "لا، وإن كان التاريخ يشير إلى أنه من الناحية العملية، ربما تكون هناك طرق لإبطاء وربما عرقلة عملية اتخاذ القرار. لكن الرئيس لديه سلطة كبيرة فى هذا الشأن، ولو تبين أن الولايات المتحدة تواجه هجوما نوويا، فإن الرئيس أمامه دقائق ليقرر ما إذا كان التهديد حقيقيا، وأن يطلق 925 رأسا نووية ذات قوة تدميرية أكثر 17 ألف مرة من قنبلة هيروشيما، وفقا لتقديرات هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية فى اتحاد العلماء الأمريكيين، وهى مجموعة خاصة فى واشنطن. كما يستطيع القائد العام أن يأمر بالاستخدام الأول للأسلحة النووية حتى لو لم تكن الولايات المتحدة تحت تهديد نووى.

لا يوجد "فيتو" على قرار الرئيس


وقال فرانكلين ميلر، المتخصص فى الأسلحة النووية والذى تقلد مناصب فى البيت الأبيض ووزارة الدفاع لمدة 31 عاما قبل ترك الخدمة فى الحكومة عام 2005، إنه لا يوجد "فيتو" لو أمر الرئيس بالفعل بضربة نووية، مضيفا أن الرئيس وحده من يملك السلطة لإصدار أمر استخدام الأسلحة النووية.

وتبقى واشنطن تفاصيل تسلسل القيادة النووية وعملها سرا.. ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى نيد برايس، أن يقول ما إذا كان أى عضو آخر فى تسلسل القيادة يمكن أن يوقف أمرا رئاسيا باستخدام الأسلحة النووية.

وقد أعرب ترامب عن قلق عميق إزاء قوة الأسلحة النووية فى مقابلات مؤخرا، وقال إن القيادة النووية ونظام التحكم قديم حتى إن بعض المواقع لا تزال تستخدما الأقراط المضغوطة. وكان محقا، بحسب ما ورد فى تقرير للمفتش العام". لكنه لم يوضح الظروف التى يمكن أن يستخدم فيها الأسلحة النووية، ولم يستبعد استخدامها بالأساس.

وفى مقابلة أجريت معه فى مارس الماضى، رد على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن يستخدم السلاح النووى فى أى صراع لم تتعرض فيه الولايات المتحدة لهجوم ذرى، بالقول إنه سيفعل هذا كخطوة أخيرة. وقال إنه على الصعيد الشخصى يعتقد أن أكبر مشكلة يواجهها العالم هى الأسلحة النووية. لكنه رد فى مقابلة أخرى فى الشهر نفسه هل عندما يضربنا شخص من داعش، لن نرد بسلاح نووى، لن أستبعد أى حلول.

وتقول نيويورك تايمز إن قضية الأسلحة النووية لا تمثل أولوية شديدة لدى الناخبين الأمريكيين، إلا إن استطلاعات الرأى تشير إلى أن الحظوظ فى هذه القضية تتحول لصالح كلينتون.

ووفقا لاستطلاع "فوكس نيوز"، فإن الناخبين لديهم إيمان أكبر فى قدرتها على التعامل مع القرارات الخاصة بالسلاح النووى أكثر من ترامب بنسبة 56% مقابل 34%. وعندما طرحت فوكس نيوز هذا السؤال لأول مرة فى منصف مايو كانت الإجابة لصالح كلينتون بنسبة النصف تقريبا.

لا يوجد "زر" يوجد "حقيبة" نووية



صحيفة واشنطن بوست تطرقت إلى القضية نفسها، وقال إن سباق الرئاسة الأمريكية شهد الكثير من الحديث عن "الزر" الذى يمكن الضغط عليه لتنطلق الأسلحة النووية.

لكن الحقيقة أنه لا يوجد زر، بل هناك حقيبة صغيرة.. وهى تتبع الرئيس فى كل مكان سواء على طائرته الرئاسية أو فى كملعب الجولف أو حتى فى المصعد الكهربائى. وداخلها دليل لكيفية بدء الحرب النووية. تلك الحقيبة مصنوعة من الألومنيوم زنتها 45 رطلا، مغطاة بالجلد وتم تصنيعها خصيصا لصالح إريل هاليبرتون، مهندس النفط الذى أسس شركة أصبحت فيها بعد سيئة السمعة لصلتها بديك تشينى، نائب الرئيس الأمريكى السابق وبحرب العراق.

ومهمة حمل هذه الحقيبة يتشاركها خمسة من المساعدين العسكريين. والدليل الموجود داخلها أشبه بقائمة الطعام، لكن بدلا من الاختيار من عدد الأطباق الصينية، يختار الرئيس مدن أو مؤسسات عسكرية مثلا فى الصين أو روسيا أو فى كليهما لمهاجمتها.

وللتفويض بشن هجوم، يستخدم الرئيس بطاقة رموز التحقق، والتى تكون معه فى جميع الأوقات.. ويشار إلى الحقيبة بـ"كرة القدم"، وإلى البطاقة باسم "البسكويت".

وأشيع أن الرئيس الأسبق جيمى كارتر أرسل "البسكويت" إلى الغسيل الجاف عن طريق الخطأ، بينما نسى بل كلينتون أين وضعه ولم يخبر أحدا على مدار أشهر.

وبعد إطلاق النار على رونالد ريجان، قام فريق المستشفى لقطع ملابسه وسقط "البسكويت" على الأرض، قبل أن يتم أخذه لاحقا من قبل "أف بى آى" كدليل، ورفضوا فى البداية إعادته إلى الجيش.

وكان هذا "البسكويت" مع جيب "أوباما" فى مايو الماضى عندما أصبح أول رئيس حالى يزور هيروشيما التى قُتل فيها 160 ألف يابانى بسبب القنبلة الذرية الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية.


موضوعات متعلقة:



زيارة باراك أوباما لهيروشيما تعزز مسعى إخلاء العالم من السلاح النووى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة