ركبت سيارة الأجرة متوجها لعملى وإذ بالسائق يلفت نظرى ويقول لى انظر يا أستاذ وتأمل هذا المنظر.
فلفت رأسى ونظرت نظرة خاطفة فرأيت رجلا يقرب على الستين من عمره ويرتدى زى أزرق موحد ويحمل بيده مقشة التنظيف فتأكدت أنه عامل النظافة المسئول عن هذه المنطقة.
ولكنى رأيت شيئا غريبا....
فهذا الرجل يحمل على كتفه طفل صغير عمره يقارب الثلاث سنوات ويلبسه كمامة حول أنفه الصغير ويمسك الرجل بمقشته وبالكاد يلتقط أنفاسه.
وعندها طلبت من السائق أن يتوقف وأعطيته أجرته ونزلت لأطالع هذا الرجل وأراقبه من بعيد...
فرأيته يقوم بعمله على أكمل وجه وبكل جهد والطفل حول عنقه يكاد يخنقه من قبضته والعرق يتصبب من جبينه كحال السماء قبيل المطر الشديد.
فاقتربت منه على استحياء وألقيت التحية فردها بصوت خافت منهك بالكاد سمعته.
وقلت له بابتسامه بسيطة ابنك اتعبك جدا يا حاج...
فقال لى هو ليس ابنى... فسألته من هو؟؟
فقال هو هدية....
فتعجبت من رده...
ودفعنى الفضول لاستفسار عن الهدية
ومن أعطاها..
فقال رب العالمين..
فأنا لم أرزق بالإنجاب وكانت لى زوجة توفيت من ثلاث سنوات...
وقبل وفاتها سمعنا عبر الراديو حديث النبى (صلى الله عليه وسلم) أنا وكافل اليتيم كهاتين.. فكفلنا هذا الطفل طمعا فى الجنة وتعويض لشعور الأبوة.
وماتت زوجتى التى كانت ترعاه.. وليس لى قريب يرعى الطفل لذلك هو رفيقى يوميا معى فى العمل ننظف سويا هذا الطريق.
فقلت له يالها من هدية متعبه للغاية لم لا تهديها لأحد لتريح نفسك من هذا العناء.
فقال الهدية من ربى وسأحافظ عليها إلى آخر يوم فى عمرى فواهب الهدية لن يسامحنى إن أضعتها.
فتبسمت له وقلت أعانك الله يا والدنا وأردت أن أعطيه شيئا كمساعدة ولكنه رفض رفضا شديدا
فاعتذرت له وتركته وانصرفت...
وظللت أفكر فى هذا الرجل كيف هو أب حنون وكيف هو مخلص مع الله ومخلص فى عمله وكم يعانى من اجل هذا الطفل.
وفكرت فى بعض الاباء قساة القلوب ممن يهملون ابنائهم فيضيع مستقبلهم أو ينجبون ويتركون ابنائهم للشوارع فريسة سهله وتربة خصبه لصناعة المنحرفين. لا يشعرون بنعم الرحمن ولا يشكرونه..
انهم فعلا لا يستحقون لقب أب!!!
يالله كم هذا الرجل البسيط ضرب اروع الامثلة فى تقبل القدر وشكر النعمه.
ما اعظم هذا الأب..نعم الأب فهو يستحق هذا اللقب بكل جدارة.
أب وابنه - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة