من التخمير للفرن.. الصور تحكى كواليس صناعة الزير "ثلاجة الفقراء"

الأحد، 07 أغسطس 2016 01:03 م

كتب خالد كامل

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يطلقون عليه اسم "ثلاجة الفقراء" لأنه حين كانت الثلاجة فى بند الرفاهيات كانوا يعتمدون عليه لتوفير الماء البارد، ولكنه قبل هذا اللقب وقبل التطور ودخول الكهرباء فى كل بيت مصرى كان عنصرًا أساسيًا فى كل بيت.

وإلى الآن لا يزال المصريون يشيدون بماء الزير وفوائده وقدرة هذا الإناء الفخارى على تنقية الماء من الشوائب والسموم وتبريدها حتى تصبح درجة حرارتها مناسبة فلا تسبب أى ضرر لمن يشربها وهو ما يدفع البعض إلى اقتناء الأوانى الفخارية حتى الآن ولا سيما "الزير" و"القلة"، وهو أيضًا السبب فى استمرار هذه الصناعة حتى الآن يتوارثها الأحفاد من الأجداد وتنتقل كميراث قيم بين الأجيال.

وعلى مدار السنوات كنا نرى من وقت لآخر واحدًا من صناع الفخار يحول الطين إلى الشكل المعروف للأوانى الفخارية، ولكننا قليلاً ما نتعرف على ما قبل صناعة الطين والكواليس الكاملة لصناعة الفخار والتى يكشفها "ناصر عبد الهادى عبدالله" أحد صناع الفخار الذى توارث هذه المهنة عن جده ووالده.

وقال "ناصر" لـ"اليوم السابع": "المهنة متعبة وشاقة جدًا خاصة أن صناعة الزير تعتمد أكثر على استخدام الطين فى صناعته لذا نصنع الطين قبل أن نبدأ فى تشكيل الزير".

ويوضح "عملية التصنيع تقوم على ثلاثة مراحل، الأولى تحضير الطين ثم تركه يومًا كاملاً ليختمر، وفى المرحلة الثانية تتم صناعة قاعدة الزير التى تحتاج يومًا كاملاً كى تجف وتتماسك، ثم تأتى المرحلة الثالثة وهى صناعة فوهة الزير وهى الأخرى تحتاج يومًا كاملاً لتجف، بعدها تأتى مرحلة التحميص فى الفرن والتى تعتبر آخر مرحلة فى صناعة الزير".

فى مقابل كل هذا الجهد وأيام العمل يتم بيع الزير بسعر زهيد مما يعنى أن أرباحه لن تزيد عن 7 جنيهات، وهى المشكلة التى يراها "ناصر" سببًا فى تراجع العمالة فى هذا المجال وهذه الصناعة لذا يضطر لتشغيل أولاده فى صناعة الزير.