شهدت الآونة الأخيرة العديد من حوادث الاختطاف سواء لأطفال أو أشخاص بالغين، كما تنوعت الدوافع وراء خطف الضحايا بين الحصول على فدية أو استغلال الأطفال فى التسول وترويج المخدرات، وأرجع خبراء أمن السبب وراء انتشار مثل تلك الحوادث إلى تدهور الوضع الاقتصادى وسعى بعض الأشخاص للحصول على النقود دون النظر لمشروعية الوسيلة المستخدمة للحصول عليها
اللواء رشيد بركة مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمنى، أكد أن الوضع الاقتصادى المتدهور الذى نعانى منه حاليا دفع العديد من الأشخاص إلى اللجوء إلى وسائل متعددة لتحسين الحالة المادية دون النظر لمشروعية وقانونية تلك الوسائل، ومن أبرز الطرق التى ظهرت فى السنوات الأخيرة هى ارتكاب جرائم الخطف، سواء خطف الأطفال أو رجال الأعمال والأثرياء للمساومة على الحصول على مبالغ مالية كفدية مقابل إطلاق سراحهم.
وأضاف مساعد وزير الداخلية السابق أنه اتضح من خلال متابعة تحريات أجهزة الأمن وتحقيقات النيابة فى العديد من جرائم الخطف أن الخاطف عادة ما يكون من المقربين للضحية، سواء أحد أفراد عائلته أو يعمل معه أو جاره، حيث يستغل المتهم علاقته بالمجنى عليه ومعرفته بمدى ثراء الضحية أو أسرته ويرتكب الجريمة طمعا فى الحصول على الفدية ويبدأ فى مراقبة تحركات أسرة المشخص المخطوف خلال مرحلة التفاوض، وهو الأمر الذى يدفع رجال المباحث خلال إجراء التحريات لتركيز جهودهم حول دائرة معارف الشخص المخطوف وفحص خلافاته حتى يتم التوصل لهوية المتهم والقبض عليه.
ومن جانبه ذكر الدكتور إيهاب يوسف خبير المخاطر الأمنية أنه بالرغم من حدوث حالات خطف الأطفال وغيرهم من الكبار بصفة شبه يومية، إلا أن الأمر لا يصل إلى مرحلة أن نصفه بالظاهرة، حيث أن وزارة الداخلية تنجح دائما فى كشف هوية الخاطفين والقبض عليهم قبل حصولهم على الفدية، وفى بعض الحالات النادرة التى يحصل فيها الخاطفين على الفدية يتم القبض عليهم عقب ذلك حرصا على سلامة الشخص المخطوف إذا أثبتت التحريات وجود خطورة على حياته.
وأضاف أن نسبة كبيرة من حوادث الاختطاف الهدف منها استغلال ثراء الشخص المخطوف والحصول على فدية، وأن مرتكبى تلك الحوادث العديد منهم ليسوا من فئة المسجلين خطر، وإنما أشخاص طبيعيون بلا سوابق جنائية يدفعهم الاحتياج إلى المال للتفكير فى ارتكاب مثل تلك الحوادث، باختطاف أحد أبناء أقاربه أو جيرانه معتقدا أنه سيحصل على الفدية وسينجو بفعلته.
كما ذكر "يوسف" أن هناك حالات لخطف أطفال لاستخدامهم فى أعمال التسول، حيث يتم اختطافهم ونقلهم من محافظة إلى أخرى لاستغلالهم فى استعطاف المواطنين والحصول منهم على مبالغ مالية، كما يتم استغلالهم ايضا فى أعمال مخالفة للقانون مثل تجارة المخدرة وترويجها.
ووجه "يوسف" نصيحة لأى أسرة يتعرض أحد أفرادها للاختطاف بسرعة إبلاغ قسم الشرطة التابع له فى سرية تامة، حتى يتمكن رجال المباحث من البدء فى إجراء التحريات والإشراف على مرحلة التفاوض مع المتهمين حول مبلغ الفدية حتى يتم تتبع المختطفين وتحديد مكان تواجدهم والقبض عليهم، مؤكدا أن وزارة الداخلية لديها من الوسائل التكنولوجية الحديثة التى تمكنها من تتبع الخاطفين وتحديد أماكن احتجازهم الضحية.
وكانت الاونة الأخيرة شهدت العديد من حوادث الاختطاف منها على سبيل المثال حادث خطف نجل عقيد شرطة بالمعاش بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة على يد عاطل وزوجته، حيث احتجزا الطفل لمدة 4 أيام وأطلقا سراحه بعد حصولهما على مبلغ 75 ألف جنيه، إلا أن رجال المباحث تمكنوا من ضبط المتهمين، وأعترف المتهم أنه يمر بضائقة مالية وعاطل عن العمل مما دفعه للتخطيط لاستدراج الطفل واختطافه طمعا فى ثروة والده.
أحداث الواقعة كشف عنها بلاغ تلقاه العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة يفيد تعرض نجل عقيد شرطة بالمعاش يبلغ من العمر 9 سنوات للاختطاف وتلقى والده اتصالاً هاتفياً من مجهول طلب فيه مبلغ فدية 75 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه وطلب المتصل تحويل مبلغ الفدية له عبر حوالة بريدية بمكتب بريد حتى لا يتم إيذاء الطفل.
وذكرت والدة الطفل أنها أودعت المبلغ المطلوب بمكتب البريد واستعادت نجلها، وكشفت تحريات الرائد هانى الحسينى رئيس مباحث بولاق الدكرور أن عاطل وزوجته وراء استدراج الطفل واختطافه للحصول على فدية. وبإعداد كمين للمتهمين تم القبض عليهما وبحوزتهما مبلغ الفدية خلال اختبائهما بمحافظة السويس، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة واستغلالهما نجلهما فى استدراج الطفل المخطوف لارتباطهما بعلاقة صداقة.
كما شهدت منطقة كرداسة بالجيزة واقعة أخرى، حيث حاول عاطل اختطاف طفلتين من أمام منزلهما إلا أنه تم القبض عليه، وأعترف المتهم يمر بضائقة مالية وتعرف على شخص أخر أتفق معه على اختطاف الأطفال للحصول على فدية مقابل إطلاق سراحهم، وأمرت نيابة كرداسة بحبس المتهم، وكشفت التحريات أن عامل يدعى حسن عبد الحميد تقدم ببلاغ أتهم فيه "محمد. ح" بمحاولة خطف ابنته فرح 6 سنوات، وابنة شقيقه "حبيبة"، 9 سنوات من أمام منزلهم بشارع جمال عبد الناصر، وأنه تمكن بمساعدة الأهالى من ضبط المتهم وتسليمه لقسم الشرطة.
واعترف المتهم بمحاولته استدراج الطفلتين تمهيدا لخطفهما من أمام المنزل، إلا أنهما لم يستجيبا، وبرر المتهم تهمته بأنه يمر بضائقة مالية شديدة، مشيرا إلى أنه تعرف أثناء أزمته على شخص يدعى "إسلام. س" وهو يقوم بخطف الأطفال الصغار ومساومة أهلهم لدفع فدية كبيرة لاستعادتهما وأنه سيتحصل على مبلغ كبير من وراء ذلك.
وأضاف المتهم فى التحقيقات أنه أثناء مروره وجد الطفلين يلهوان، فاستوقفهما واستفسر منهما على عنوان شخص مصطنع، وأثناء حديثه معهما حاول استدراجهما بعيدا عن المنزل بحجة شراء حلوى لهما، لكنهما فطنتا ما يحاول فعله فاستغاثا بوالدة إحداهما واستطاع هو الهروب. وتابع المتهم أنه رجع إلى المنطقة لمحاولة إتمام مهمته مساء نفس اليوم، وأثناء وجوده فى السوق تصادف وجود المبلغ وابنته فرح والتى تعرفت عليه من ملابسه، وقام الأب بالتحفظ عليه وتسليمه للشرطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة