يتنافس في موسم عيد الأضحى السينمائى مجموعة متميزة من الأفلام ذات الطابع التجارى الكوميدى، وتوقع عدد من النقاد الفنيين أن يكون الموسم حاسما في بورصة النجوم ليس لأنه من أكبر المواسم فقط ولكن لصعوبة المنافسة به إلى درجة كبيرة، وستكون مؤشرا قويا في تشكيل خريطة الكوميديا فى السينما المصرية خلال السنوات المقبلة سواء للنجوم المخضرمين أو الشباب، حيث قال الناقد طارق الشناوى أن السبب وراء الطابع الكوميدى الذى اتخذته كل أفلام العيد هذا الموسم، هو فكرة "العدوى"، موضحا أن المنتجين يقلدون بعضهم، ولا يحاولون تقديم شىء مميز أو مختلف، وبمجرد رؤيتهم فيلم كوميدي ناجح أو علّم مع الناس يقومون بتقليده على الفور، حتى يضمنوا أكبر حصة من الإيرادات، مشيرا إلى أنه إذا قدم أحد المنتجين فيلم أكشن كان سيجعل المنافسة أقوى لأن الاختلاف هنا سيجذب المشاهد.
وأضاف أن هذا الموسم سيحدد إذا كان الثلاثى، شيكو وهشام ماجد واحمد فهمى، يمتلكون أدوات الاستمرار أم لا، لافتا إلى أن انفصالهم فنيا لا يعنى بالضرورة فشلهم لأن انفصال ثلاثى أضواء المسرح زمان بعد وفاة الضيف أحمد ، لم يكن بداية نهايتهم ، ولكن استمر سمير غانم وجورج سيدهم فى تقديم عروضهم بمسرح الهوسابير، وحتى بعد انفصالهم استطاع سمير غانم أن يكمل وينجح ويقدم عشرات الافلام والمسرحيات، ولذلك فلا نستطيع الجزم في المطلق إنه فى حالة حدوث انفصال فنى سيكون الفشل هو المصير المحتوم، مؤكدا أن نجاح فيلم "كلب بلدى" بطولة أحمد فهمى ، وفيلم "حملة فريزر" بطولة هشام ماجد وشيكو، من عدمه، هو كلمة الفصل الذى سيحدد مستقبل الثلاثى الفنى، مشيرا إلى أنه كان يتوقع أن يقدم الثلاثى شىء أفضل بعد فيلم "الحرب العالمية الثالثة" الذى نجح بكل المقاييس سواء فى شباك التذاكر أو اخراجيا وفنيا ولكنهم لم يقدموا شيئا أفضل منه حتى الآن.
وأوضح الشناوى أن النجم أحمد حلمى لم يوفّق فى فيلمى "صنع في مصر" و"على جثتى" الذى قدمهما خلال السنوات الماضية ، ولكن فيلم "لف ودوران" الذى ينافس به هذا الموسم، لديه مقومات النجاح حيث تشاركه فيه دنيا سمير غانم وهى فنانة قوية ونجمها عالى، والعمل من إخراج خالد مرعى وهو مخرج جيد، كما أن حلمى استعان بمؤلفة جديدة، موضحا أنه لابد من انتظار رؤية التجربة حتى يقيمها بشكل نهائى، ولفت إلى أن أحمد حلمى لديه ميزتين جيدتين وهما أنه صادق مع نفسه يعترف باخفاقه ، والميزة الثانية هو أنه فنان مغامر وهو الأمر الذى ظهر جليا في افلامه "عسل اسود" و"1000 مبروك".
وتابع أن أعمال محمد سعد فى السنوات الأخيرة سواء فى السينما أو التلفزيون أخذت الكثير من رصيده لدى الجمهور، وإذا لم ينجح فيلمه "تحت الترابيزة" فسوف يسحب من حسابه على المكشوف، موضحا أن النجم لا يسقط بفشل أحد أفلامه بدليل أن أحمد آدم نجمه فى خفوت مستمر منذ سنوات طويلة ، ولا زال يعمل ولديه فيلم "أبو مصعب القرموطى" ، ولكن المنتجين مع استمرار فشل أفلام النجم في تحقيق الإيرادات المتوقعة فإنهم يقدمون للنجم مشروع بميزانية أقل وكذلك أجر أقل والنجوم يعملون من أجل المال.
وأوضح أن صعوبة المنافسة بين الأفلام الكوميدى تأتى بسبب أن الجمهور لا يضحك بسهولة وينتقى الضحكة الحقيقية فليس كل ممثل قادرا على إضحاك الجمهور وبالمقابل فإن أى ممثل قادرا على ابكائه، ولذلك فالفروق بين الكوميديانات كبير جدا بدليل أن عادل إمام يسبق كل أبناء جيله، وكذلك كان نجيب الريحانى واسماعيل يس فالعمل الجيد سوف يفرض نفسه بالنهاية.
فيما قال الناقد كمال رمزى أنه متفائل بهذا الموسم، مؤكدا أن أفلام الأعياد عادة ما تكون خفيفة وكوميدية منذ أيام اسماعيل يس، مشيرا إلى أن هذا الموسم سيكون تحديا واختبارا جديدا أمام محمد سعد وفيلمه "تحت الترابيزة" لأنه خذل جمهوره فى الكثير من التجارب السينمائية السابقة ، لافتا إلى أنه لا يستطيع اعطاء حكم نهائى إلا بعد مشاهدة فيلمه.
وأضاف أن مستوى الأفلام الكوميدية المصرية في المجمل أصبح أقوى ولا تعتمد على الكوميديا المفتعلة ، ولكنها تعتمد على الموقف والسيناريو الذكى ، كما أن المخرجين أصبح لديهم خبرة ودراية أعمق فى الأفلام المقدمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة