افتتاح مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى.. قريبا
من لا يحمل الفكر الأزهرى لن يُقبل فى مسابقة الأزهر
مناهجنا لا تخرج إرهاب قديم أو حديث حتى مع عدم تطويرها
لو كان الأزهر يخرج إرهابيين لكان لدينا إرهاب فى أكثر من 100 دولة حول العالم
قطع شبكة الانترنت وقت الامتحانات ليس بدعة
إذا لم تكن السعودية من اهل السنة والجماعة فمن مِن السنة والجماعة
الرئيس السيسى طلب من الإمام الأكبر تولى الاشراف على تدريب الائمة والدعاة والمفتين
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن مناهج الأزهر لا تخرج إرهابيين، كاشفا فى حواره لـ"اليوم السابع" عن تفاصيل لقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،شيخ الأزهر الشريف، مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وطلب الرئيس من الإمام الأكبر تولى مسألة الإشراف على تدريب الأئمة و الدعاة ، وإلى نص الحوار:-
نتيجة الثانوية الازهرية شهدت تطوراً عن العام الماضى.. ما هى أسباب ارتفاع نسبة النجاح عن الأعوام السابقة؟
كنا نتوقع الارتفاع الذى حدث فى نتيجة الامتحانات العام الحالى، كما توقعنا أيضا انخفاض نسبة النجاح العام السابق لأن التجربة التى أدخلتها مؤسسة الأزهر على الامتحانات كانت فى أولها وصادمة للطلاب وأولياء الأمور، وكان من الضرورى أن تحدث نتيجة العام الماضى صدمة حتى يدرك أولياء الأمور، قبل الطلاب، أن هناك توجه لضبط الامتحانات مهما كلف الأمر، وبالنسبة للعام الماضى انخفاض النتيجة لم يزعجنا ولم يكن مفاجأة لأننا كنا قد بدأنا فى السنة التى سبقتها فى تغيير إجراءات امتحانات الثانوية وكن لم تصل الفكرة بدرجة كافية والمسألة تكمن فى توجه المؤسسة لضبط أعمال الامتحانات والعملية التعليمية.
امتحانات العام الماضي كانت الإجراءات أشد، إنما العام قبل الماضى وقفنا على السلبيات وتسريب الأسئلة والتوسع في اللجان ولم نتمكن من ضبط الامتحانات كما ينبغى، لكن أحدثنا الصدمة وكلفتنا إعادة 3 امتحانات واكتشفنا وقتها أن هناك مشاكل فى لجان القرى غير المؤمَّنة وحاولنا ضبط الامتحانات وقتها لكن بقيت السلبيات وعالجنها بعد ذلك.
كيف واجتهم مشكلة تسريب أسئلة امتحانات الثانوية الأزهرية؟
قضية تسريب الامتحانات في مصر بصفة عامة هى قضية خطيرة تقودها جماعات منظمة بهدف تدمير مستقبل التعليم فى مصر، وقد فطن الأزهر الشريف لهذا المخطط مبكرا، فمشكلة تسريب الأسئلة جاءت بسبب كثرة توزيع اللجان فى المحافظات واتخذنا العديد من الإجراءات للقضاء على هذه الظاهرة، أولها إلغاء الامتحانات فى القرى إلا فى المحافظات ذات البيئة الصعبة والمسافات الطويلة مثل الوادي الجديد ومحافظات شمال وجنوب سيناء وبعض محافظات الصعيد، لكن القاعدة العامة هى إلغاء جميع اللجان الموجودة فى القرى.
ثانياً: مراكز التوزيع انحصرت في مركز واحد في المحافظة وهو مقر الإدارة المركزية "المنطقة الازهرية" وفى عهدة رئيس المنطقة شخصيا وهو المسئول عن توزيعها فجر يوم الامتحان على كافة اللجان فى المحافظات.
ثالثاً: قمنا أيضا بتغيير طريقة تغليف الأسئلة واستحدثنا أغلفة صعب اختراقها وهى مغلفة ببلاستيك بمادة معينة وإذا فتحت مرة لا يمكن إعادتها لحالها مرة أخرى وبالتالى لن يجرؤ أحد على فتحها، ويتم المرور عليها مرارا وإذا حدث تلاعب فى المظاريف تكون المشكلة لرئيس المنطقة.
هذه الإجراءات قضت منذ العام الماضى على مسألة تسريب الامتحانات ولا يوجد لدينا من العام الماضى أى تسريب لأى مادة، لكن بقيت مشكلة تمرير الاسئلة أثناء اللجنة وهذا أمر صعب القضاء عليه بشكل نهائى لأنه يحتاج إلى إجراءات أشجع وربما تدخل تشريعى وكل ما يضبط عملية الامتحانات، يجب إعادة النظر فى التشريعات الخاصة به لأنها ليست قرآن، وعلى سبيل المثال يصدر تشريع يجيز التشويش داخل اللجان بطريقة آمنة من القوات المسلحة والداخلية وهذا سيعالج مشكلة التسريب من داخل اللجان نهائيا.
وكيل الأزهر الشريف يتحدث لمحرر اليوم السابع
كيف يتم اختيار العاملين بكنترولات الشهادة الثانوية الأزهرية والمطبعة السرية؟
من أهم القضايا التى كنا نعمل على تصحيح مسارها في الفترة الماضية هى الكنترولات، خاصة بعد أن علمنا أن هناك تجاوزات من البعض في الاختيار وأنها أصبحت حكرا على البعض، فاتخذنا إجراءات تضمن الحيدة والشفافية واختيار أفضل العناصر، حرصا على السرية وعدم تسريب أي شيء يتعلق بعملية الامتحانات، كما راعينا عدم اقتصارها على أشخاص بعينهم، حيث يتم اختيار العاملين بالكنترولات عن طريق القرعة العلنية بين المتقدمين بعد توافر الشروط اللازمة، دون أدنى وساطة من أحد، وابتداء من العام المقبل سيتم اختيار أعضاء الكنترولات بنسبة 50% من ذوى الخبرة بأعمال الكنترول، و50% من الجدد، وذلك لتبادل الخبرات بين الأجيال.
أما فيما يتعلق بالمطبعة السرية، فقد قمنا بتغيير كل العاملين بالمطبعة السرية بالأزهر الشريف قبل الامتحانات، ونقلنا تبعيتها من قطاع المعاهد الأزهرية إلى إشراف وكيل الأزهر مباشرة، وتم إسناد وضع الامتحانات إلى زملاء أكفاء فى التخصصات المختلفة، بحيث يقوم كل منهم بوضع 3 نماذج أسئلة للمادة الواحدة فى مستوى الطالب المتوسط، وينتهى دورهم عند هذا الحد، حيث لا يعلم واضع الأسئلة أى نموذج سيكون فى الدور الأول وأيها فى الدور الثانى، وقد نقوم بخلط نموذجين من الأسئلة دون علمهم، وذلك لضمان عدم تسريب الامتحانات.
هل قطع الانترنت فكرة جيدة لمواجهة تمرير أسئلة الامتحانات؟
مسألة قطع شبكة الانترنت وقت الامتحانات ليس بدعة، وما المشكلة فى قطع الشبكة مدة ساعتى الامتحانات ثم تعود، والجزائر تطبق هذا الاجراء، وإذا كان هذا الإجراء سيؤثر على المواطنين الآخرين يتم حصر قطع الشبكة على محيط لجان الامتحانات فقط، خاصة أن هناك وسائل دقيقة يصعب اكتشافها من ساعات واقلام وتمرير الأسئلة على مواقع التواصل ليس له تأثير على الامتحانات، لكن هدفه إحداث بلبله فقط، وعملية ضبط اللجان تسير بشكل جيد ليس بنسبة 100% ولكنها جيدة، وبعض الطلاب ما زالوا يحولون ومحاولات أخرى للعودة لطرق الغش القديمة، لكن خطواتنا فى الامتحانات تسير جيدا وراضوين عنها والطلاب بدأوا يفقدون الثقة فى الاعتماد على الغش وهذا هو النجاح الذى نسعى اليه رغم أننا لم نحقق كل شىء ونهدف إلى محو ثقافة الغش لدى الطلاب وأولياء الامور، وحتى يتم هذا لابد أن نبدأ من المراحل التمهيدية والابتدائية وأن يعلم الطالب أن هذه التصرفات محرمة وليست صحيحة.
كيف واجه الأزهر الشريف الدروس الخصوصية؟
حقيقة لم نستطع حتى الآن القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية تماما، لكننا نواجهها عن طريق متابعة المعلمين والطلاب ورصد حضورهم أثناء اليوم الدراسي، والتأكد من أن خروجهم من المعهد بطريقة شرعية وإذن مسبق، كما نحرص على توزيع المواد التي يكثر بها الدروس الخصوصية، مثل الرياضيات والأحياء والكيمياء واللغات الأجنبية، فى ساعات مختلفة بالجدول بحيث لا يكون هناك مجال للمعلم أو الطالب لترك المعهد للذهاب إلى الدروس الخصوصية، ومن يثبت عليه مخالفة ذلك من المعلمين تتخذ ضده الإجراءات القانونية، وهذه الإجراءات من شأنها منع المعلم والطالب من الدروس الخصوصية أثناء اليوم الدراسى، أما بعد انتهاء اليوم ففى حقيقة الأمر يصعب تتبع ذلك والسيطرة عليه.
هل يوجد عجز في المعلمين داخل فصول الأزهر؟
نعم هناك عجز، لكن أكثره وهمي وغير حقيقي، وذلك بسبب سوء توزيع المعلمين بالمعاهد، فمعظم معاهد المدن والمراكز بها كثافة عالية، أما معاهد القرى والنجوع والكفور النائية فبها عجز حقيقى فى المعلمين، وهناك ظروف قد تحول دون انتقال المعلمين لسد العجز بالمعاهد التي بها عجز، مثل المرض وبعد المسافة التى ربما تصل إلى 70 كم بين المعهد الذي به كثافة عالية والمعهد الذى به عجز، فضلا عن الظروف الخاصة بالمعلمات، وهن يمثلن نسبة عالية فى العديد من المعاهد، لكننا اتخذنا بعض الإجراءات لحل تلك المشكلة، منها توزيع الشباب في المعاهد التى بها عجز.
ويوجد لدينا أيضا عجز كبير في بعض التخصصات، خاصة الثقافية، لأن كثيرا من المعلمين الذين يدرسون هذه التخصصات انتقلوا للعمل بالخارج عن طريق الإعارة أو التعاقد لتحسين وضعهم الاقتصادي، وهذا حقهم، لكن هؤلاء المعلمين بالخارج يعينون على درجات مالية ولا يمكن الاستفادة منها أو منهم ما داموا بالخارج، والدولة تحتسب على الأزهر تلك الدرجات المالية.
كيف واجهتم مشكلة المعلمين المعارين بالخارج؟
هذه القضية قضية إخوانية مائة فى المائة استخدمت من قبل الإخوان واتهمونى بها شخصيا، لكن الأمر أنه تم تطبيق اللوائح المنظمة لذلك، وتفعيل قرارات المجلس الأعلى للأزهر في هذا الشأن، والتى تقضى بإمهالهم وإرسال خطابات لهم بإنهاء التعاقد في البلاد التى يعملون فيها والرجوع للعمل بالأزهر حال بلوغهم 10 سنوات من عملهم بالخارج، أو الاستقالة وترك الدرجة المالية ليتم تعيين الشباب عليها والاستفادة منهم فى سد العجز في بعض التخصصات، ولما عرفنا أن منهم من لديه التزامات مالية في البلاد التي هم فيها أو أن منهم من له أبناء في الدراسة، منحناهم عاما آخر لتوفيق الأوضاع، ثم عاما آخر بعد الشكوى من أن عاما واحدا لا يكفى، وبعد ذلك يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالف التى قد تصل إلى الفصل، مع العلم أنه يوجد بعض المعلمين بالخارج لفترة قد تصل إلى 20 عاما أو يزيد، ومع ذلك لا يريدون الرجوع إلا قبيل سن المعاش، وبذلك يضيع على الأزهر الاستفادة من الدرجة المالية التي هم عليها ولا يريدون تركها لغيرهم، فضلا عن عدم الاستفادة من خبراتهم.
وكيل الأزهر فى حواره لليوم السابع
أطلعنا على أحدث ما تم من تعديل على المناهج الازهرية؟
فى المرحلة الإعدادية ضممنا فروع التخصص الواحد فى مادة بمعنى أن مواد مثل (الإنشاء والاملاء والنحو والصرف) أصبحوا مادة واحدة وهى اللغة العربية وحفظنا على المحتوى الضرورى والـ5 مواد أصبحوا مادة وكذلك الأمر مع المواد الشرعية وبالتالى تقلص عدد المواد، وهذه كانت عقدة لأولياء الأمور يشكون من كثرة المواد وفى نفس الوقت أبعدنا الطالب فى الإعدادي عن العبارات الصعبة واستخدمنا عبارات بسيطة ومعاصرة وراعينا أن المعلمين فى حاجة أيضا للتدريب.
فى المرحلة الثانوية حذفنا ما لا يدرس مثل مسألة (الأسرى وغنائم الحرب) غير الموجودة على أرض الواقع فى المواد الشرعية، تم استبعاد هذه القضايا مع الإبقاء على المنهج الضرورى والحفاظ على المتون مثل الفقه وغيره وتبسيطها بعبارات سهلة حتى لا نبتعد عن التراث وهدفنا الوصول بالعودة إلى كتب التراث وربطها بالواقع حتى عندما يصل الطالب للمرحلة الجامعية يدرس كتب تراثية مع معالجة للموضوعات المعاصرة، كما أدخلنا فى الثانوية معالجة للقضايا المعاصرة كالإرهاب، وقررنا مادة الثقافة الاسلامية فى مرحلتى التعليم (الإعدادية والثانوية) لمعالجة مواطن ترسيخ المواطنة والحث الوطنى وعلاج المستجدات التى ظهرت على الساحة، وهذه المناهج التى تم تطبيقها عرضت على هيئات الأزهر المختلفة وأخذت موافقة وتقرر إعادة النظر فيها كل 3 سنوات.
لماذا لم يتم تفعيل القرارات الصادرة من سنوات بإحلال وتجديد الكثير من المعاهد حتى الآن؟ وكم تبلغ تكلفة تلك العملية؟
يوجد لدينا تراكمات من سنوات سابقة، وهي عملية ضم المعاهد بعد بنائها على نفقة الأهالي إلى الأزهر الشريف، وهذه المعاهد هي التي تحتاج إلى إحلال وتجديد وترميمات في الغالب، لأن معظم تلك المعاهد لا تمتلك بنية تحتية سليمة ولا تصلح للعملية التعليمية وغير آمنة على من بداخلها ولم تجهز التجهيزات الكافية والكثير منها بُني بطريقة شبة عشوائية. وانتشرت تلك المعاهد في القرى والنجوع والكفور بطريقة كبيرة جدا، رغبة من الأهالي في تسليمها إلى الأزهر، الذى يقوم بترميمها أو إعادة بنائها على نفقته الخاصة.
ويوجد بالأزهر 300 معهد صادر بحقه قرار إزالة وتحتاج لإحلال وتجديد بالكامل، ولدينا أكثر من ذلك الرقم بقليل يحتاج إلى ترميم فقط، لكن الميزانية لا تسمح بتنفيذ كل تلك الأعمال، ونقوم بالبحث عن موارد جديدة، ويتم تنفيذ ما هو أهم ثم المهم، حيث الأولوية في ذلك للمعاهد التي ليس لها بديل، وسيتم حسب خطة الأزهر إحلال وتجديد جميع المعاهد خلال 5 سنوات، ويتم الآن الترميم بكثافة عالية للكثير من المعاهد لعدم الدخول فى مرحلة الإحلال والتجديد التي تزداد تكلفتها عن الترميمات، حيث تبلغ تكلفة عمليات الإحلال والتجديد نحو 30 مليار جنيه.
ولتفادي تلك المشكلة الكبيرة تم إيقاف عملية ضم المعاهد إلى الأزهر الشريف، ومن يريد التبرع لبناء معهد أزهرى عليه التنسيق أولا مع الأزهر قبل البناء، حيث يملك الأزهر خريطة وخطة بهذا الشأن، فإن كان المتبرع يريد بناء معهد بأحد الأماكن التي يحتاج الأزهر البناء فيها، فنوافق له على التبرع ويتم البناء والتنفيذ تحت إشراف المكاتب الفنية والهندسية بالأزهر الشريف، وإن لم تتوافق تبرعات الأهالي مع احتياجات وخطة الأزهر، فلا يتم ضم تلك المعاهد حتى ولو تم بناؤها.
أشخاص يقولون مناهج الازهر ما زالت تُخرج المتطرفين والإرهابين.. بماذا ترد؟
الإجراءات التى حدثت من تطوير وإصلاح لمناهج الأزهر ليست للرد على من يدعون أنه يخرج ارهابيين، فهذه مسالة باطلة تماما، ولو كان الأزهر يخرج إرهابا لكان لدينا الآن إرهاب فى أكثر من 100 دولة حول العالم، لأن لدينا طلاب وافدين لا يقلوا عن 100 دولة وهذه الدول تدرس فى الأزهر منذ عقود مضت ولو هذا صحيح لانتشر الإرهاب فى كل هذه الدول، والدليل تابعوا استقبال الدول التى يزورها أى مسئول أزهري أو شيخ الأزهر، وستكون هى الإجابات القاطعة لهذا السؤال.
إذن.. لماذا يعدل الأزهر مناهجه طالما أنها لا تساعد على التطرف؟
نُعدل المناهج لأن الإرادة السياسية كانت غائبة لفترات طويلة ولم يكن هناك إرادة لتطوير العملية التعليمية، وظل التطوير على عملية التعليم هامشى لعقود طويلة، وفى هذه العقود تغيرت مستجدات كثيرة عن الواقع وأصبحت المناهج منفصلة عن المشاكل التى تواجه الناس، وأقول إن تطوير المناهج وإصلاحها لا علاقة له بقضية الارهاب من قريب أو بعيد وهذا نرفضه تماما، ومناهجنا لا تخرج إرهاب قديم أو حديث حتى مع عدم تطويرها، والطالب الذى يدرس ويخرج إرهابياً ليس حاملا للفكر الأزهري ولابد من العودة إلى البيئة المحيطة به.
الدكتور عباس شومان يتحدث لليوم السابع
فيما يخص مناهج جامعة الأزهر.. هل تم العمل على تطويرها؟
هناك لجنة مُشكلة لمراجعة المواد الشرعية والعربية فى الجامعة، ويعد هذا الأمر مواصلة للإصلاح التعليمى الذى نسير عليه فى التعليم ما قبل الجامعى، ونركز الآن على التعليم الابتدائى والتمهيدى، ويلاحظ انتشار الإصلاح فى معظم المعاهد ونعيد النظر فى التعليم الابتدائى وهذا ما نعمل عليه بالإضافة إلى المناهج الجامعية.
مشيخة الأزهر تستعد لإطلاق مركز رصد الفتاوى.. نريد معرفة الهدف من هذا المركز؟ وخطة الأزهر للسيطرة على الفتوى؟
هذا المركز هو مرصد للرصد الفكرى وليس الفتوى، فهذا دور تقوم به دار الافتاء، أما مركز رصد الفتاوى، فالعمل المقصود منه هو الفتاوى الفكرية والمناقشة واستقدمنا مجموعة من الشباب المتخصص لمناقشة قضايا مهمة مثل الخلافة والجهاد وقضية الولاء والبراء والحاكمية فى الاسلام، وهذه الفكرة نشأت كتطوير لفكرة المرصد الذى يقوم بالرد على الجماعات المتطرفة وهو فى المراحل النهائية ونتوقع صدوره خلال شهرين.
ما هو سبب تأخر مسابقة الأزهر؟
تأخر إعلان مسابقة الأزهر لعدة أسباب، أهمها أن هناك إصرار على انتقاء أفضل العناصر التي ستنضم لهذه المجموعة وأجرينا اكثر من امتحان وأيضا امتحانات فى المحافظات (شفوى وتحريرى) ضمانا للنزاهة وانتقاء العناصر الموجودة، ثم اتخذنا خطوة أخرى للتأكد من أن المتقدمين لا يوجد فيهم أحد حاملا لفكر يخالف الفكر الأزهرى، وصراحة من لا يحمل فكر الأزهر لن يُقبل وهذا أمر معلن، وأعداد المتقدمين كبيرة ولكننا لسنا قلقين من التأخير لأننا لا نريد أن يتسلل للمسابقة أحد يزعجنا أو يكون داخل الأزهر وهو عبء عليه لكن المسابقة فى المراحل النهائية رغم أنه ما زلنا نواجه صعوبات لأن بعض المحافظات لم نصل فيها للعدد المطلوب.
أثار مؤتمر الشيشان ردود أفعال غاضبة.. والتوصيات النهائية عنه بما احتوته من أهداف تفرق أهل السنة.. وتوجيه اللوم لشيخ الأزهر لحضور المؤتمر.. بما ترد؟
أقول إن التناول المنطقى والعقلى مطلوب فى كل القضايا والأمور، وحينما تشارك "جهة ما فى مؤتمر ما"، من الظلم الشديد تحميلها نتيجة المؤتمر، والأزهر، على سبيل المثل لا الحصر، نظم مؤتمراً حاشداً لمواجهة الارهاب ومُثلت فيه كل الطوائف والديانات، فهل الأزهر راض عن كل الطوائف والديانات؟! وإذا تكلم أحد فى المؤتمر أو ألقى كلمة فهل الأزهر سيكون مسئول ويملى على المشاركين ما سيقولونه فى المؤتمر؟! فهذا يعد تكميم أفواه وليس من الحرية فى شيء، و"مفيش حد منظم المؤتمر يستطيع التحكم فيما يقال داخل المؤتمر لكن يجب على المؤتمر أن يتحكم فى توصياته ونتائجه" وليس كل ما يقال يتم الموافقة عليه إلا إذا ما قيل يتم الموافقة عليه بالأغلبية.
نعود لمؤتمر الشيشان، ما حدث فى مؤتمر الشيشان هو أن الازهر لم يذهب كمشارك فى المؤتمرات وهو يذهب لزيارة دول والدول غالبا تستغل الزيارة ليكون هناك كلمة لشيخ الأزهر لتكون إضافة على الفعالية المنظمة فى الدولة، وشيخ الأزهر لم يذهب ليشارك فى المؤتمر إنما ذهب لزيارة دولة الشيشان بدعوة من رئيس جمهوريتها، والزيارة رتبت من قبل الشيشان أن تكون مع أعمال المؤتمر، وكان من المقرر أن يلقى شيخ الأزهر كلمة سواء فى مؤتمر أو غيره فكان التنسيق أن تكون الكلمة فى افتتاحية المؤتمر، والإمام الأكبر ألقى كلمة واضحة ومهمة.
وهذا ما تم من شيخ الازهر، الذى لم يحضر إلا الجلسة الافتتاحية وبعدها استمرت أعمال المؤتمر وغادر شيخ الأزهر والوفد المرافق له وعاد لمصر، وانتقادات توصيات المؤتمر لا توجه للأزهر، وما يوجه للأزهر من انتقاد ينصب على كلمة شيخ الازهر، وأؤكد أن الكلمة أنصفت الجميع وكانت واضحة، ومع ذلك حرصا من الأزهر على ظهور موقفه ومنع الأمور من التفاقم تواصلت المشيخة مع المنظمين للمؤتمر وطلبت منهم إعادة صياغة البيان النهائى بما يتلافى هذه الملاحظات التى أخذت عليه، ومنظمى المؤتمر استجابوا وحصل تعديل للتوصيات الصادرة عن المؤتمر.
وأقول:" كان يجب ألا نبالغ فى الموضوع وإذا قيل إن السعودية أكثر الغاضبين فلم يخطر فى بال أزهرى أن السعودية حامية الحرمين بعيدة عن أهل السنة والجماعة فهذا عبث وهذا غير موجود فى الفكر الأزهرى، وإذا لم تكن السعودية من أهل السنة والجماعة فمن من السنة والجماعة!! والسعودية دولة إسلامية مهمة جدا وفى قلب أهل السنة والجماعة وإذا صدرت أى توصيات من أى أحد تخالف ذلك فالعيب عليها وليس الأزهر ولا تضير هذه التوصيات المملكة ولا تحسب على الأزهر، وأؤكد أن علماء السعودية يتفهمون هذا وبعض المستغلين هم من يحاولون استغلال الأمور وهذا ليس فى صالح الأمة.
ما هى آخر تطورات أكاديمية الأزهر؟ وتطورات عودة الحوار مع الفاتيكان؟
أكاديمية الازهر نشأت فكرتها بعد الزيارة الأخيرة التى قام بها شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب لرئيس الجمهورية، وبعد عودته من الرئاسة والحوار الذى دار مع الرئيس عبد الفتاح السيسى طلب من الإمام الأكبر أن يتولى مسألة الاشراف على تدريب الأئمة والدعاة والمفتين وقال له "أنت المسئول عن هذا وعلاج هذه القضايا"، وفور رجوع الشيخ يومها استدعى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، ونقل لهما ما دار فى الحوار وضرورة توحيد الصفوف ونشأت فكرة تجمع التدريب للعلماء والأوقاف والإفتاء والكيفية التى ستكون عليها الأكاديمية، ومن تستقبل وطبيعة عملها والدراسة فيها، وتفاصيل الأكاديمية، وفى اللقاء الأول تم إقرار الفكرة والآن نناقش كيفية تنفيذها لتؤدى المقصود منها والشكل الذى ستكون عليه.
أما الحوار مع الفاتيكان فمستأنف وزارنا وفد واتفقنا على عقد مؤتمر سنوى مرة هنا وأخرى هناك، والمرة القادمة سيكون فى الفاتيكان، وهناك مؤتمر آخر نسعى إلى عقده وهو مؤتمر عالمى للسلام برعاية الأزهر والفاتيكان، والحوار جيد وموجود وقد تغادر لجنة إلى هناك خلال أشهر لعقد اللقاء الثاني للحوار فى الفاتيكان وأيضا بحث إمكانية عقد المؤتمر، مع العلم أن هذا المؤتمر العالمى غير المؤتمر السنوى بين الأزهر والفاتيكان.
الدكتور عباس شومان يتحدث للزميل لؤى على