رسام محترف يستخدم مادة جديدة للرسم عليها، وبأسلوب مختلف ليس من السهل أن تجده فى أى مكان، فيلفت فنُّه أنظار السائرين بسرعة شديدة، مصطحبًا بالسخرية فى البداية وناهيًا بابتسامة إعجاب فى نهاية رسمه.
أحمد خالد، 20 سنة، يهوى الرسم على السيارات، فمهما كان نوع السيارة أو لونها يبتكر دائمًا فى التعبير عن فكرته من خلالها، فبسرعة يستطيع أن يرسم وجه "الجوكر" الشخصية الشهيرة التى جسدها الممثل الراحل "هيلث ليدجر" فى فيلم "بات مان دارك نايت" وبعض الخطوط العربية اللافتة على "كابوت" إحدى سيارات أصدقائه، والذى أقنعه بأن يرسم على سيارته حتى أصبحت هوايته المفضلة.
بدأ خالد، حسبما روى لـ"فيديو7"، قناة اليوم السابع المصورة، بدايته كرسَّام جرافيتى يقوم بالرسم على الحيطان مثله كمثل الكثير من الشباب الذين بدأوا فى اكتساب تلك المهارة بعد ثورة 25 يناير، وبالرغم من أن فن الجرافيتى ليس مرتبطًا بالسياسة ويعد من أهم الفنون العالمية، إلا أنه أصبح رمزًا للثورة بشكل غير مقصود.
وحاول أحد أصدقائه إقناعه بعدها بأن يرسم على سيارته، ولم يكن خالد مقتنعًا فى البداية إلا أنه فى النهاية قرر أن يخوض المحاولة الأولى له، والتى انتهت بنجاح فقرر أن يستمر فيها ويطوِّر من نفسه، حسبما أوضح، "لما بدأت أرسم على العربية، الناس أتلمت وبدأوا يقفوا يتفرجوا، وفى الأول بيبقى فى تريقة واستهزاء، بس لما الناس تشوف الرسمة كاملة ببدأ اشوف كلام حلو منهم وتشجيع."
ولم تكن سخرية المارين أصعب ما يواجهه خالد، فيعانى من نقص فى المواد التى يستخدمها فى الرسم، وإن وُجِدَت فقد ترتفع أسعارها ما يزيد من معاناته فى ممارسة فنه البسيط، "الحاجات لو لقيتها فالأسعار بتبقى الضعف والضعفين"، لافتًا "دى حاجة أنا حاببها وهفضل أطور من نفسى فيها لحد ما أوصل لأفضل حاجة ممكنة."
اعترضت عائلته فى البداية طريقه نحو ممارسة فنه، فاستغل غيابهم عن المنزل فى أحد الأيام، وقرر أن يرسم لوحة تستقبلهم عندما يعودوا ليفاجأهم، الأمر الذى نجح فيه خالد، فقررت عائلته دعمه بدلًا من اعتراض طريقه.
وتمنى خالد أن يكون هناك اهتمام بالرسم على السيارات وتطوير مهارات الشباب فيها، مشيرًا إلى أن أكثر الصعوبات التى قد تواجهه، هو ارتباط الجرافيتى بالناس فى الشارع، وهذا عكس الحقيقة، حيث يرى أنه فن يعبر عن فكرة ليس لها علاقة بالسياسة، على حد تعبيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة