يهوى أطفال سوريا مثل غيرهم من الأطفال فى العالم الأراجيح والملاهي، لكن الحرب والدمار الذى بدأ فى بلدهم منذ ما يزيد عن 5 سنوات، أصبحت ألعابهم غير تقليدية، فهى إما موجودة تحت الأرض أو مصنعة من مخلفات الحروب و بقايا صواريخ قصفت بها منطقتهم.
وفى ظل الحصار الخانق من قوات النظام التابعة لبشار الأسد، والقصف الجوى الدائم من قبل مقاتلات السوخوى الروسية وطائرات التحالف الدولى التى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، ابتكر سكان المناطق المدمرة فى سوريا ألعابا وسلعا عديدة بديلة للتأقلم مع وضعهم الجديد.
وشكلت مخلفات الحروب من فوارغ الرصاص و بقايا القنابل والصواريخ مصدر ألهام للبعض، فعمد أحدهم إلى الرسم عليها لتتحول قذيفة الهاون إلى تحفة فنية يشتريها الأحباء هدية بدلا من بضائع ومنتجات غابت عن أسواق البلاد.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السورى الى سلاح حرب رئيسى تستخدمه الأطراف المتقاتلة كافة، وبحسب الأمم المتحدة يعيش نحو 600 ألف شخص فى 19 منطقة محاصرة فى البلاد التى دمرتها الحرب، 452 ألفا و700 شخص منهم يحاصرهم الجيش السوري، خصوصا فى ريف دمشق.
وتنعم بعض المناطق، حاليًا بالهدنة المعلنة منذ أيام بموجب اتفاق أمريكى روسي، مما سمح للأطفال والعائلات بالخروج من منازلهم والتنزه.
وتتعرض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2013 وبشكل شبه يومى للقصف المدفعى والجوي، ما أسفر طوال هذه السنوات عن سقوط اعداد كبيرة من القتلى.
وللفرار من القصف، انشأ سكان مدينة عربين (جنوب دوما) الملاهى للأطفال ولكن فى قاعات تحت الأرض ليتيحوا لهم اللعب دون خوف.
وخلال عيد الأضحى الاسبوع الماضي، عمد متطوعون إلى استئجار اقبية للقيام بنشاطات يستمتع بها الأطفال.
وفى احد أحياء عربين، ينزل الأطفال على أدراج حجرية، يصلون إلى قبو تحول إلى "مدينة ملاهي"، يكملون طريقهم فى نفق طويل ليصلوا إلى قبو آخر ملأته الأعمدة الملونة وانتشرت فيه الألعاب منها ما يأخذ شكل حيوانات يتأرجحون عليها وآخرى يتسلقون عليها ويتزحلقون، وفق تقرير للوكالة الفرنسية.