دولة "الصيادين" الشقيقة.. مصريون "برا الدنيا".. حكايات سكان "المراكب" مع "الماية والهوا".. لا يعرفون "السقف" والجدران ودورات المياه.. و"الراديو" همزة الوصل بينهم وبين العالم

الجمعة، 02 سبتمبر 2016 02:45 م
دولة "الصيادين" الشقيقة.. مصريون "برا الدنيا".. حكايات سكان "المراكب" مع "الماية والهوا".. لا يعرفون "السقف" والجدران ودورات المياه.. و"الراديو" همزة الوصل بينهم وبين العالم أحد الصيادين من سكان المراكب
كتبت سلمى الدمرداش - تصوير حسين طلال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مجموعة من الأخشاب صممت على شكل قارب خشبى تحمله مياه النيل، هى المأوى الوحيد لأسرة كبيرة يتراوح عدد أفرادها من 5 إلى 7 أشخاص، رائحة طعام امتزجت برائحة هواء النيل تفرض نفسها على أنفك بمجرد أن تقترب من المراكب الصغيرة التى يقطن فيها أسر دولة الصيادين الشقيقة، أقمشة بالية علقت على عمدان حديدية رفيعة لتستر النساء اللاتى ينمن ويقضين حياتهن الطبيعية داخل المركب، ورغم أنها لا تثمن ولا تغنى من برد الشتاء القارس، إلا أنها وسيلتهم الوحيدة لصد لفحات الهواء.
 

الأطفال على ضفاف النيل

 


أحد الصيادين يصلح شبكته
مجموعة من أوانى الطهى، وبوتاجاز كهربائى بعين واحدة، وزجاجة مياه مثلجة يجلبها لهم المارة، وراديو صغير هو دليلهم عن العالم الذى يدور على البر، ووسائد صغيرة بقدر سعة المركب، أعطاهم الصيد دروساً كثيرة كالصبر، لولاه لذاب أصحابهم فى بؤسهم كذوبان الملح فى الماء، هذا هو حال سكان مراكب النيل الذين يعيشون خارج حدود الدنيا كما نعرفها، زارهم اليوم السابع للاستماع لحكايات يظن من يسمعها أنها تعود لزمن سحيق مضى.
 
بدأ الحاج أحمد الرجل الستينى وأحد "سكان النيل" حديثه بكلمات مقتضبة قائلاً "بقالى 62 سنة معرفش شغلانة غير الصيد، والمركب ده هو بيتى اتجوزت وخلفت وربيت عيالى هنا".
 

الأسر التى تعيش فى المراكب

 


إحدى سكان المراكب

بنبرة رنانة اقتحمت زوجته الحديث وهى تجهز الغداء وقالت "الحمد لله على كل حال، زمان كانت الأشية معدن لكن دلوقتى الوضع بقى صعب أوى، اللى بيلاقى سمك فى يوم بيفضل عليه أسابيع لحد ما ربنا يرزق تانى، وإحنا ملناش مصدر رزق تانى، الحمد لله خلفنا وربينا وعلمنا عيالنا فى مدارس فى بلدنا، مااحنا برضه لينا أهل وبيوت، والنيل ياما ادنا، لكن دلوقتى الحال التغير".


الحاج أحمد وزوجته فى مركبهم

سيدة تقوم بطهى الطعام
 
ومن مركب لآخر ومن أسرة لأسرة تستقر عائلة الحاج يحيى الذى يجلس على رأس المركب التى يعتبرها باب منزله ويعلو صوته "اتفضلوا"، ويبدأ فى الحديث عن حياته فى المركب هو وأسرته فيقول"الحمد لله كل حاجة زى الفل، ربنا اللى بيرزقنا مش حد، طول عمرنا عايشين هنا صيف وشتا، البرد بياكلنا وبتبقى فترة صعبة أوى، بس هنروح فين ملناش مكان تانى، وبرضه محدش سايبنا فى حالنا المقاولين بياخدوا السمك الزريعة اللى بيتربى عليه السمك، والسمك بقى شحيح جداً".
 
المنزل الخاص بأسرة الحاج يحى

جانب من حياة سكان النيل
 
ويكمل: إحنا مش عاوزين حاجة زيادة بس عاوزين نحس إننا عايشين، احنا منعرفش أى حاجة عن الدنيا غير من صوت الراديو ده غير كدة ملناش علاقة بأى حاجة، ونفسنا فى بيوت تسترنا، ويرخصولنا مواتير المراكب بدل ما بيتعملنا محاضر كل يوم والتانى وبنستلف عشان ندفع الغرامات".
 

سكان المراكب وسكان العمارات فى الضفة المقابلة

سيدة من سكان المراكب

نظرة تفكير فى الحياة









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة