شهد أمس الاثنين، نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسى، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، منذ الصباح الباكر وحتى ظهر أمس بتوقيت نيويورك، واستكمل باقى لقاءاته فى السادسة مساءً بتوقيت نيويورك، الثانية عشر صباحا بتوقيت القاهرة، حيث التقى الرئيس القبرصى ومستشار النمسا وسكرتير عام الأمم المتحدة.
وأكد الرئيس السيسى- فى لقائه مع الرئيس القبرصى "نيكوس اناستاسيادس" على عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيداً بمواقف قبرص الداعمة لمصر فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية، وحرصها على إطلاع بقية الشركاء الأوروبيين على الصورة الحقيقية للتطورات التى شهدتها مصر.
ورحب الرئيس السيسي بالتعاون القائم بين الجانبين فى العديد من المجالات، وخاصة فى مجال الطاقة، مؤكداً على أهمية متابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة وزير البترول لقبرص فى أغسطس الماضى، لتعظيم الاستفادة المشتركة من اكتشافات الغاز فى البحر المتوسط بما يحقق مصالح الدولتين.
وأشاد الرئيس بتطور آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، وبالمشروعات المشتركة الجارى التباحث حولها فى إطار هذه الآلية، معرباً عن تطلعه لاستقبال الرئيس القبرصى فى القاهرة خلال شهر أكتوبر المقبل لحضور القمة الثلاثية القادمة.
من جانبه، أكد رئيس قبرص، على متانة العلاقات بين البلدين، والتى تتطور بشكل متنام فى مختلف المجالات، معرباً عن تطلعه لتحقيق خطوات ملموسة تساهم فى ترسيخ أطر التعاون الثنائى والصداقة القائمة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثى مع اليونان. كما أشاد الرئيس القبرصى بدعم مصر للقضية القبرصية وفقاً لمرجعيات وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأشاد "اناستاسيادس" بدور مصر المحورى بالشرق الأوسط، فضلاً عن جهودها فى إطار مكافحة الإرهاب والتطرف. وناقش الرئيسان، خلال اللقاء، التعاون المشترك فى مجالات الزراعة والاستزراع السمكى، وعلى الصعيد الإقليمى، كما تم استعراض التطورات فى عدد من دول المنطقة وسبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات التى تمر بها.
والتقى الرئيس السيسى، مع المستشار النمساوى "كريستيان كيرن" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك؛ وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب فى بداية اللقاء عن تقدير مصر لعلاقات الصداقة التى تربط بين البلدين، مؤكداً على تطلعنا لتطويرها وتحقيق نقلة نوعية فى التعاون الثنائى خلال الفترة القادمة، ولاسيما على الصعيد الاقتصادى ليتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة التى تجمع بين البلدين.
وأشار الرئيس إلى اهتمام مصر بالاستفادة من خبرة النمسا فى عدد من المجالات مثل التعليم، وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ومن جانبه، أشاد مستشار النمسا بمحورية دور مصر فى الشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار بالمنطقة، معربا عن استعداد بلاده لتعزيز ودفع التعاون مع مصر على المستوى الثنائى وكذلك على مستوى الاتحاد الأوروبى، وذلك بالنظر إلى ما تمثله مصر من أهمية فى المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفى نهاية اللقاء وجه المستشار النمساوى الدعوة إلى الرئيس للقيام بزيارة رسمية للنمسا، حيث قبلها الرئيس، ووجه الدعوة بدوره إلى المستشار النمساوى الذى رحب بزيارة مصر.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع "بان كى مون" سكرتير عام الأمم المتحدة. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن سكرتير عام الأمم المتحدة استهل اللقاء بالإشادة بالقيادة الحكيمة للرئيس السيسي وجهوده فى إطار تدعيم الاستقرار بمصر، وتحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، ولاسيما فيما يتعلق بجهود إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فضلاً عن مساعى استعادة الاستقرار فى ليبيا.
وأكد السكرتير العام حرصه على التشاور مع الرئيس السيسي والتعرف على رؤيته لسبل التوصل إلى تسويات للأزمات المختلفة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أشاد بالجهود التى بذلها السكرتير العام منذ توليه منصبه، موجهاً له الشكر بمناسبة قرب انتهاء ولايته.
وأكد الرئيس السيسى، على الأهمية الكبيرة التى توليها مصر للأمم المتحدة وحرصها على تطوير دور المنظمة للتجاوب بصورة أكثر فاعلية مع التحديات العالمية الجديدة، وبما يضمن تحقيق مبادئ وأهداف الميثاق. وأشار الرئيس إلى حرص مصر على الاضطلاع بمسئولياتها والمساهمة بفعالية فى حفظ الأمن والسلم الدوليين، لاسيما فى ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الافريقى.
وفيما يتعلق بالتطورات المختلفة فى المنطقة، استعرض الرئيس الجهود التى تبذلها مصر من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، مؤكداً على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة تلك الدول وسلامتها الإقليمية، وصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات شعوبها. وأشار الرئيس إلى تصاعد قوى الإرهاب والتطرف، موضحاً أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل على مدار عقود طويلة، فضلا عن تفاقم الأزمات بالدول الأخرى بالمنطقة، وفر بيئة خصبة لهذه القوى.
واستعرض الرئيس الجهود التى تبذلها مصر لكسر الجمود الراهن، والعمل على إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات وفقًا للمرجعيات الدولية، وصولًا لتنفيذ حل الدولتين الذى يضمن للفلسطينيين حقهم فى إقامة دولتهم على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويحقق لإسرائيل أمنها. وأكد السيد الرئيس على أن التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية من شأنه أن يخلق واقعاً جديداً فى المنطقة، كما سيساهم فى الحد من الاضطراب وعدم الاستقرار الذى يشهده الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا، أوضح الرئيس أن مصر تقوم بدور نشط لجمع الفرقاء الليبيين ودعم تنفيذ اتفاق الصخيرات كسبيل لاستعادة وحدة وسلطة الدولة الليبية على أراضيها، والعمل من خلال مؤسساتها الشرعية، من مجلس رئاسى وحكومة وحدة وطنية ومجلس نواب وجيش وطنى يجب دعمه حتى يتمكن من الاضطلاع بمسئوليته فى مواجهة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة