محمود حمدون يكتب: "من ذكريات الصبا"

الأربعاء، 21 سبتمبر 2016 04:00 م
محمود حمدون يكتب: "من ذكريات الصبا" ورقة وقلم - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سمعنا خبر وفاته، كأنه شخص آخر لا نعرفه، أنكرنا وقوع الحدث، حتى أننا عندما ذهبنا للعزاء يوم الوفاة، كنا نتضاحك ونتسامر وكأن الموت قد اختطف شخصا آخر غير ذلك الصديق العزيز.

 

للدهشة، لم نكن نحن فقط من أنكرنا الحدث، بل أسرته أيضا وبخاصة والدته، إذ أتت إلينا ضاحكة، سلّمت علينا جميعا وهى تذكر أسمائنا وتحنو علينا، كيف لا ونحن أصدقاء ابنها، فأكبرنا سنا وقتها لم يبلغ العشرين من العمر .

 

لعل الصدمة هى ما أسكرتنا لهذه الدرجة فلم نعهد سابقا أن يموت صديق لنا فى شرخ الصبا، كما لم نعرف طعم الموت وقسوته عن قُرب هكذا .

 

عدنا جميعا إلى بيوتنا، على أمل لقاء وكل منّا بداخله هاجس أن ثمة أمر مريب حدث، وأن صديقنا لن نراه ثانية، هاجس كان يطوف لحظات ويختفى طوال الإجازة الصيفية.

 

حتى بدأت الدراسة وعام جامعى جديد، وعلى أعتاب الكليّة كنّا نقف كأطفال سّذج ينتظرون قدوم صديقهم العزيز، لكنه لم يأت، وقتها انخرطنا جميعا فى بكاء مرير، وذهبنا من فورنا لقبره، وقفنا صفا واحدا نبكيه ونعتذر إليه، ولا يزال ثمة حنين فى الأعماق يذّكرنى بهذا الصديق، كشهاب لمع فى سماء شديدة الظلمة، فكان بريقه علامة على وجوده وأفوله السريع .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة