بشار الأسد لـ"الأسوشيتدبرس": أمريكا تعمدت استهداف القوات السورية فى دير الزور وتستخدم ورقة "داعش" و"النصرة" لتحقيق أجندتها الخاصة.. ويمكننا تحقيق السلام بغضون أشهر حال وقف الدعم للإرهابيين

الخميس، 22 سبتمبر 2016 04:54 م
بشار الأسد لـ"الأسوشيتدبرس": أمريكا تعمدت استهداف القوات السورية فى دير الزور وتستخدم ورقة "داعش" و"النصرة" لتحقيق أجندتها الخاصة.. ويمكننا تحقيق السلام بغضون أشهر حال وقف الدعم للإرهابيين الرئيس السورى بشار الأسد
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اتهم الرئيس السورى، بشار الأسد، الولايات المتحدة باستهداف القوات السورية عمدا فى الضربات الجوية التى أسفرت هذا الأسبوع عن مقتل عشرات الجنود السوريين فى دير الزور.

 

وقال الأسد فى مقابلة مع وكالة الأسوشيتدبرس، اليوم الخميس، نقلتها وكالة الأنباء السورية، إن الولايات المتحدة لا تمتلك الإرادة للعمل ضد تنظيمى "جبهة النصرة" و"داعش" لأنها تعتقد أن هذه المجموعات الإرهابية ورقة فى يدها تستطيع استعمالها لتحقيق أجندتها الخاصة، مشيرا إلى أن واشنطن ليست مستعدة للانضمام إلى روسيا فى محاربة الإرهابيين فى سوريا.

 

وأضاف أن كل ما قاله المسؤولون الأمريكيون عن الصراع فى سوريا ليس له أى مصداقية وكل ما يقولونه هو مجرد أكاذيب أو لنقل فقاعات لا اساس لها من الصحة على الأرض، مضيفا أن الولايات المتحدة ليست صادقة بالتوصل إلى وقف للعنف فى سوريا.

 

وأشار إلى أنه فى الواقع لن يكون ممكناً تحقيق حالة من الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا ضد المسلحين، لأن الولايات المتحدة لا تمتلك الإرادة للعمل ضد "النصرة" أو حتى "داعش". مضيفا أن واشنطن تعتقد أن هذه المجموعات ورقة فى يدها تستطيع استعمالها لتحقيق أجندتها الخاصة.

 

وأوضح إنه إذا هاجمت القوات الأمريكية تنظيم النصرة أو داعش فإنها ستخسر ورقة مهمة جداً فيما يتعلق بالوضع فى سوريا. ولهذا فإننى لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للانضمام إلى روسيا فى محاربة الإرهابيين.

 

ورفض الأسد وصف الهجوم الذى شنته الطائرات الأمريكية على القوات السورية، هذا الأسبوع، بأنه حادثا مثلما زعمت الولايات المتحدة. مضيفا "لم يكن مجرد حادث ارتكبته طائرة واحدة ولمرة واحدة. لقد شارك فى الهجوم أربع طائرات استمرت بمهاجمة موقع القوات السورية لمدة ساعة تقريباً أو أكثر من ساعة بقليل."

 

وتابع "إنك لا ترتكب خطأً لأكثر من ساعة هذا أولاً. ثانياً لم تهاجم هذه الطائرات مبنى فى شارع محدد.. بل هاجمت منطقة واسعة تتكون من العديد من التلال..ولم يكن هناك إرهابيون على تماس مع القوات السورية فى تلك المنطقة..فى الوقت نفسه شن مقاتلو داعش هجوماً مباشرة بعد الضربة الجوية الأمريكية..كيف تمكنوا من معرفة أن الأمريكيين سيهاجمون ذلك الموقع وبالتالى القيام بتجميع مقاتليهم للهجوم مباشرة والاستيلاء عليه بعد ساعة من الضربة الجوية وبالتالى فإن الهجوم كان متعمداً بالتأكيد وليس غير مقصود كما زعموا."

 

ونفى أن تكون سوريا أو روسيا قد قامت بمهاجمة قافلة الهلال الأحمر هذا الأسبوع، رافضا تحميل البيت الأبيض المسئولية لموسكو. وأضاف أن  كل ما قاله المسؤولون الأمريكيون عن الصراع فى سوريا بشكل عام ليس له أى مصداقية بل مجرد أكاذيب أو لنقل فقاعات لا أساس لها من الصحة على الأرض.

 

وردا على سؤال الأسوشيتدبرس بشأن شهادات شهود عيان بأن براميل متفجرة ألقيت على القافلة، أشار الأسد إلى أن تلك القوافل توجد فى مناطق خاضعة لسيطرة الإرهابيين، كما لا يمكن التحدث عن شهود عيان لإصدار مثل هذا الحكم أو الاتهام. مضيفا "نحن لا تعرف ما هى مصداقية أولئك الشهود ومن هم ".

 

وتابع أن أولئك الشهود يظهرون فقط عندما يكون هناك اتهام ضد الجيش السورى أو ضد الروس..أما عندما يرتكب الإرهابيون جريمة أو مذبحة فإنك لا ترى أى شهود. قائلا فى سخرية "يا لها من مصادفة".

 

وقال "إن أول حادث استخدام للغاز فى سوريا كان فى حلب قبل 3 سنوات،  وكنا نحن من دعا الأمم المتحدة لإرسال وفد للتحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية.. الولايات المتحدة هى التى اعترضت وعارضت ذلك الإجراء لسبب واحد وهو أنه إذا اجريت تحقيقات فإنهم سيكتشفون أن الإرهابيين هم الذين استخدموا الغاز وليس الجيش السورى. وفى تلك الحالة لن تكون الولايات المتحدة قادرة على اتهام سوريا."، مضيفا "فى كل حادثة وقعت طلبنا من الأمم المتحدة إرسال وفد. ولا زلنا نصر على ذلك الموقف على أنه ينبغى إرسال وفود لإجراء تحقيقات..لكن الولايات المتحدة تعارض ذلك. لو كنا نحن من يستخدم الغاز لما كنا نطلب إجراء تحقيق فى ذلك."

 

وردا على سؤال الأسوشيتدبرس بشأن وضع السوريين الموجودين فى المدن المحاصرة وتحديدا حلب، قال الأسد "لو كان هناك فعلاً حصار مفروض على مدينة حلب لكان الموجودون هناك قد ماتوا.. هذا أولاً.. ثانياً والأهم من ذلك.. فإنهم يقصفون المناطق المجاورة ومواقع الجيش السورى منذ سنوات دون توقف بقذائف الهاون ومختلف أنواع القنابل المميتة. كيف يمكن أن يموتوا جوعاً بينما يحصلون فى الوقت نفسه على الأسلحة. كيف يمكننا منع وصول الغذاء والمساعدات الطبية إلى تلك المنطقة ولا نستطيع منع وصول الأسلحة إليها، هذا غير منطقى".

 

وأضاف "إذا أردت أن تتحدث عن البعض الذين يزعمون أو يدعون هذا فإننا نقول لهم كيف استطعتم البقاء على قيد الحياة، كيف لم ينتشر عندكم وباء. إذا كان ليس لديكم أطباء كيف يمكنكم أن تقولوا إننا هاجمنا لأنهم يتهمون سوريا بمهاجمة المستشفيات، إذاً لديكم مستشفيات.. ولديكم أطباء.. ولديكم كل شيء.. كيف تمكنتم من الحصول على هذه الأشياء.. كيف حصلتم على الأسلحة، هذا هو السؤال".

 

وقال الأسد إنه بالطبع سوف يذهب إلى حلب، لكنه لم يحدد متى.

 

وفيما وجه صحفى الوكالة الأمريكية سؤال للأسد بأن العالم الخارجى يرى أن الغاية تبرر الوسيلة فى حربكم على الإرهاب.. هل تقبلون ذلك؟، قال الرئيس السورى: "هم ليس لديهم أخلاق بالطبع.. هذا مبدأ مكيافيلى.. الغاية تبرر الوسيلة.. نحن لا نقبله لا ينبغى أن تكون السياسة مزيجاً من المصالح وكيفية الوصول إلى الغايات.. لكن على أساس القيم.. لا يجوز أن يكون الأمر أن الغاية تبرر الوسيلة وحسب لأنه بالنسبة للمجرمين فإن الغاية تبرر الوسيلة.. وبالنسبة للصوص ولكل فعل غير قانونى وغير أخلاقى فإن الغاية تبرر الوسيلة.. هذا بالتحديد ما ذكرته فى سؤالك.. هذا هو أساس السياسة الغربية فى سائر أنحاء العالم هذه الأيام."

 

وأشار إلى أن السلام يمكن أن يتحقق فى سوريا فى غضون بضعة أشهر، إذا نظرنا للعوامل الداخلية، لكن عندما نتحدث عن هذا كجزء من صراع عالمى وإقليمى فإن الأمر سيطول، مضيفا أن من يحدد هذا هو الدول والحكومات التى تقدم الدعم المباشر للإرهابيين.

 

وبسؤاله حول مرشحى الرئاسة الأمريكية، أكد الأسد أن المشكلة فيما يتعلق بكل مرشح للرئاسة إنهم يقولون شيئاً خلال الحملة الانتخابية ويفعلون عكسه بعد الحملة، موضحا أن المسؤولين الأمريكيين يقولون شيئاً فى الصباح ويفعلون عكسه فى المساء، وبالتالى لا تستطيع الحكم على أولئك الأشخاص طبقاً لما يقولونه، مؤكدا عدم الثقة فى أحاديثهم داعيا للانتظار حتى يصبح المرشح رئيساً ويتم مراقبة سياسته وأفعاله وسلوكه.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة