يجسد تمثال المعبود حورس، سيد السماء ورمز الملكية المقدسة، فى هيئة الصقر، وهو طائر جارح مفزع ذو مخالب خطرة، ويضع الصقر قلادة قلب حول العنق حيث اعتبر القلب مركز الفكر والعاطفة بل والحياة ذاتها.
تمثال رأس حورس
ومن المعروف أن أجنحة الصقر تمثل السماء وعيونه ترمز للشمس والقمر، ويحمى تاجه المزدوج، الذى يرمز للسيطرة على مصر العليا ومصر السفلى، ثعبان الكوبرا، الحامية الربانية للملك، يصوره واقفاً متشبثا بمخالبه على قاعدة عالية، وقد طويت أجنحته وفرد ريش ذيله.
مرممون مصريون مع تمثال ذهبى خالص للصقر حورس
ومن إحدى الأساطير المتعلقة بحورس فى مصر القديمة، أنه كان يعتبر رمز الخير والعدل، وقد كان أوزيريس هو أبوه الذى كان إله البعث والحساب عند المصريين القدماء، طبقا للأسطورة الدينية أن عمه "ست" الشرير قتل أبوه ووزع أجزاءه فى أنحاء القطر المصرى، وكانت أمه إيزيس، فقامت بجمع أجزاء جسد أبيه، ويعتبر ذلك أول عملية لتحنيط الموتى وعاشرت جسم أبيه. ولد حورس بعد ذلك وأراد أن ينتقم من عمه ويأخذ الثأر لأبيه، ولذلك يسمى حورس أحيانا "حامى أبيه"، وفقد حورس فى تلك المعركة عينه اليسرى، وتبوأ عرش مصر.
صورة تذكارية مع تمثال رأس حورس عقب وصوله للمتحف الكبير
ومن التعاويذ المصرية القديمة نجد الكثير منها فى صورة عين حورس وهى تسمى "وجات"، وتعلق على الصدر، كما اتخذت عين حورس أيضا لتمثيل الكسور مثل " 1/2 و¼".
وأنجب حورس 4 أبناء، كما يعتقد المصريون القدماء وهم : "حابى، أمستى، ودوموتيف، كبحسنوف"، وكتاب الموتى توجد عادة صورة لأوزوريس جالسا على عرش فى الآخرة وإلى خلفه أختيه أيزيس ونيفتيس، وإلى أمامه يقف أبناء حورس الأربعة واقفون على زهرة اللوتس لمحاسبة الإنسان.
كان تجهيز الموتى وتحنيطهم يتم بفتح بدنهم وأخذ القلب - القلب لا نستخرجه لأن به يذهب المصرى القديم إلى العالم الآخر ويخلد بالعيش فى حقول أوزير - والأحشاء ووضعها في أربعة قوارير "الأوانى الكانوبية" تشكل الأبناء الأربعة لحورس للمحافظة على سلامتهم، وكانت تلك القوارير الأربعة توضع ملازمة للمومياء، التى تحنط وتُملأ بمواد تمنع تحللها.
وكان تصور المصرى القديم أن حورس سيقدم الميت إلى أوزوريس فى حالة نجاحه فى اختبار الميزان فيأخذ ملبسا جميلا ويدخل "الجنة"، ويتم اختبار الميزان كالآتى "يؤتى بقلب الميت ويوضع فى إحدى كفتى الميزان وتوضع فى الكفة الأخرى "ريشة" (معات) وهى رمز العدالة والأخلاق الحميدة، فإذا كانت الريشة أثقل من القلب، فمعنى ذلك أن الميت كان طيبا فى حياته وعلى خلق كريم فيأخذ ملبسا جميلا ويدخل حديقة "الجنة" ليعيش فيها راضيا سعيدا، وأما إذا ثقل قلب الميت عن وزن الريشة فمعناه أنه كان فى حياته جبارا عصيا، عندئذ يُلقى بالقلب وبالميت إلى حيوان خرافى يكون واقفا بجوار الميزان - عمعموت: رأسه رأس تمساح مقدّمة جسده أسد ومؤخرة جسده فرس النهر - فيلتهمه هذا الحيوان على التو وتكون تلك هى نهايته الأبدية.. وكان تمثال الملك حورس وصل الأيام الماضية إلى المتحف الكبير ليدخل ضمن سيناريو العرض المتحفى للمتحف عند افتتاحه.