بالصور.. تعرف على تاريخ وطقوس عيد الحصاد والسياحة فى حب الله بواحة سيوة.. عقد مصالحات وإنهاء الخلافات بين الأهالى واجتماعهم على مائدة يشارك فيها الجميع.. والاحتفالات خلال الليالى القمرية من شهر أكتوبر

الأحد، 25 سبتمبر 2016 05:30 ص
بالصور.. تعرف على تاريخ وطقوس عيد الحصاد والسياحة فى حب الله بواحة سيوة.. عقد مصالحات وإنهاء الخلافات بين الأهالى واجتماعهم على مائدة يشارك فيها الجميع.. والاحتفالات خلال الليالى القمرية من شهر أكتوبر واحة سيوة
مطروح – حسن مشالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل واحة سيوة منذ 160 عاما، خلال الليالى القمرية من شهر أكتوبر سنويا، بعيد السياحة ويطلق عليه باللغة الأمازيغية لأهالى سيوة "إسياحت" ويقصد بها السياحة فى حب الله، والمصالحة والمسامحة بين أهالى واحة سيوة، ويطلق عليها أيضاً أعياد الحصاد، لأنها تأتى عقب الانتهاء من حصاد محصولى التمر والزيتون بواحة سيوة، وتستمر الاحتفالات على مدار 3 أيام وليال من 16 إلى 18 أكتوبر.

 

تحرص القيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة مطروح، على مشاركة أهالى سيوة وعدد كبير من السياح من جنسيات مختلفة، ممن يتوافدون على سيوة خلال هذه الفترة لمعايشة طقوس الاحتفالات الفريدة والخاصة بسيوة.

 

وتتعدد خلال الاحتفالات الفعاليات والتفاصيل المدهشة للأنشطة، التى تشعر كل من يشارك فيها بأنه داخل إحدى الأساطير القديمة، ويحرص أهالى سيوة على هذا الطقس السنوى، الذى يعتبر بمثابة مؤتمرا عاما للسلام بين أهل الواحة، يعقد فى الليالى القمرية من شهر أكتوبر كل عام عقب موسم حصاد البلح والزيتون لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد، ويسمى عيد المصالحة.

 

يقول حمد خالد شعيب الباحث فى أطلس الفلكلور، مع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم وأعمالهم للصعود إلى جبل الدكرور، حيث مدينة "شالى" أو سيوة القديمة، والإقامة فى البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال وتصفى الخلافات ويتصالح المتخاصمون، حتى لا يكون هناك ضغينة أو خلاف مهما عظم أو صغر بين أهل الواحة.

 

ويؤكد "شعيب" أن بداية هذا الحدث تعود لأكثر من 160 عاما عندما كانت المعارك والحروب على أشدها بين قبائل سيوة الغربيين ذوى الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوه الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيغية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل،حتى نزل بالواحة أحد العارفين بالله، منذ حوالى 160 عاما - كما تجمع الروايات - وهو الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية فى سيوة، والذى تعود أصوله إلى مدينة إسطنبول فى تركيا وأقام فى الواحة واستطاع المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق، بهدف السياحة فى حب الله وذكره سبحانه وتعالى، ومن هنا جاء مسمى عيد السياحة والجميع يجلسون على الأرض يتناولون الطعام معا والمصالحة وحل المشاكل وما زال هذا النظام بكل تفاصيله الأخرى مستمرا حتى الآن.

 

وأوضح محمد عمران جيرى عضو مجلس إدارة جمعية أبناء سيوة للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة، أن احتفالات الحصاد تقام بمنطقة جبل الدكرور، خلال الليالى القمرية وتتضمن حلقات الذكر مع إقامة أكبر مأدبة غداء، يشارك فيها كل سكان وزوار الواحة، ويشارك فى الاحتفال جميع سكان سيوة، عندما يكتمل القمر خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر ولمدة ثلاثة أيام أثناء حصاد البلح والزيتون، وهى فى الأساس احتفالات دينية روحية يذكر فيها اسم الله ورسوله الكريم.

 

ويجتمع خلال الاحتفالات أهل سيوة على الحب والاحترام بساحة جبل الدكرور للذكر والتصالح وحل الخلافات بين الناس وتنتهى بمسيرة دينية بالأعلام مع الذكر والدعاء والابتهال وسط مزارع وطرقات واحة سيوة حتى الوصول إلى ميدان سيدى سليمان بجوار المسجد الكبير، حيث تقام آخر مراسم الاحتفال. وتتجلى روح الود بين سكان الواحة، لاجتماعهم على وجبة مشتركة يشارك فى صنعها كل أهالى سيوة، ويقوم الرجال والشباب المتطوعون بعمل الفته التى تقدم للمحتفلين فى شكل فلكلورى رائع، ويجلسون جميعا لتناول الطعام فى جو من الأخوة والحب.

 

وينشدون ليلاً تحت ضوء القمر ينشد المنشدون الأذكار والأشعار التى تتحدث الرسول الكريم، ويحرص الأطفال والشباب والرجال على المشاركة، كما تقوم الفتيات بالتواجد بمنطقة الاحتفالات منذ الصباح حتى بعد العصر ثم يغادرن ساحة الاحتفال، أما النساء نظرا لطبيعة الأعراف بسيوة فإنهم لا يتواجدن بساحة الاحتفالات.


واحة سيوة تحتفل بعيد الحصاد والسياحة فى حب الله

 


احدى حلقات الذكر خلال احتفالات الطريقة المدنية الشاذلية

 


عيد الحصاد والسياحة يتواكب مع حصاد التمر والزيتون

 


الاحتفالات تتضمنها الابتهالات والذكر

 


اهالى سيوة يتشاركون فى اعداد الطعام

 


تجهيز الطعام وتقديمه على مادبة كبيرة تضم كل السكان وضيوف سيوة

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة