اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين، بالمناظرة الرئاسية المرتقبة بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب.. ووصفتها صحيفة واشنطن بوست بأنها لحظة محورية لكلا المرشحين، فيما صرح مدير المناظرة بأنه يتوقع معركة أولمبية من الدهاء.. ورصدت شبكة "سى إن إن" خمسة أمور يترقبها الأمريكيون من هذه المناظرة.
واشنطن بوست:
المناظرة الرئاسية لحظة حاسمة لكلينتون وترامب
وصفت صحيفة "واشنطن بوست" المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين فى الانتخابات الأمريكية بأنها لحظة محورية وحاسمة لكل من هيلارى كلينتون ودونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إن كثيرا من الأمريكيين يشعرون بشكوك هائلة إزاء ما سيشاهدونه فى هذه المناظرة التى ستستغرق ساعة ونصف.
ويدخل كل من ترامب وكلينتون، المتقاربين فى أحدث استطلاعات الرأى، المناظرة باعتبارهما المرشحين الرئاسيين الأقل شعبية فى التاريخ الحديث، وكلاهما يأمل أن يشوه الآخر، وكلاهما يأمل أن يخرج من هذه المناظرة بتعزيز رؤية الأمريكيين أنه الأفضل لمنصب القائد الأعلى.
وأشارت الصحيفة إلى وجود خلافات حول دور مدير المناظرة، حيث يقول الديمقراطيون إنه من المطلوب أن يكون مراجعا للحقائق بشكل نشيط من أجل وقف نهج البيانات المضللة الذى استخدمه ترامب.
وساندت جانيت براون المدير التنفيذى للجنة المناظرات الرئاسية، المرشح الجمهورى بالقول إن المقابلة التليفزيونية ليست فكرة جيدة لجعل مدير المناظرة يقوم بدور أشبه بالموسوعة.
وأوضحت الصحيفة أن فريق كلينتون عقدوا اجتماعا الشهر الماضى قام فيه المساعد فيليب رينز بدور ترامب، ودرس شخصية المرشح الجمهورى حتى تكون قادرة على مواجهتها فى المناظرة.
وكان هذا الاجتماع واحدا من عدة اجتماعات أمضى فيها مساعدو كلينتون وقتا مع أشخاص من خارج حملتها طلبوا فيها النصيحة حول مزاجية ترامب، بحسب ما أفاد عدد من المطلعين على هذا التجمع، وكان الهدف هو فهم كيف يمكن أن يتصرف الرجل الذى أمضى أغلب حياته فى البيزنس، ويفخر بأنه صانع صفقات فى المناظرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المخاطر لا يمكن أن تكون أكثر مما هى عليه الآن لكلا المرشحين، فيما أشار استطلاع للرأى أجرته "واشنطن بوست" أن الناخبين المحتملين منقسمون بين كلينتون بنسبة 46% وترامب بنسبة 44%. ومع تبقى ستة أشهر فقط على يوم الانتخابات، يرى فريق كلينتون الذى ركز لفترة طويلة على تلويث سمعة ترامب أن المناظرة فرصة للمرشحة الديمقراطية لتقديم كل تأمل أن تنجزه فى حال توليها الرئاسة، وأن تخفف المخاوف العميقة لدى الناخبين بشأن مدى استحقاقها وشعبيتها.
وبالنسبة لترامب، فإن أول مواجهة مباشرة له فى المناظرة الرئاسية تقدم فرصة لإظهار قيادته حول العديد من القضايا ولإقناع الناخبين بأنه بديل ذى مصداقية، كما يقول مستشاروه.
وتقول واشنطن بوست أن واحدة من أكثر الأمور التى تظل مجهولة هى الكيفية التى سيظهر عليها ترامب. ففى حين أن كلينتون لديها سجل طويل من الاستعداد والأداء الهائل، فإن ترامب لا يمكن التنبؤ به. ففى بعض الأحيان، يكون رجل استعراض يطلق تصريحات مثيرة للجدل، وفى أحيان أخرى، يكون رجل أكثر واقعية وملتزم بالنص بمساعدة فريق حملته.
سى إن إن:
خمسة أشياء يترقبها الأمريكيون فى المناظرة الأولى بين كلينتون وترامب
قالت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية إن هناك خمسة أشياء ستكشفها المناظرة الرئاسية الأولى بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، التى ستجرى مساء اليوم الاثنين.
الأمر الأول: كيف سيظهر دونالد ترامب؟
فرغم مشاركاته فى السباق التمهيدى الطويل للحزب الجمهورى، لا يوجد ما يشير إلى الكيفية التى سيظهر عليها ترامب فى المناظرة. ففى بعض الأحيان، كان ترامب عدائيا وهجوميا، وسرعان ما يلقى باللكمات ويلاحق خصومه بالهجمات الشخصية. وفى أحيان أخرى، بدا مهزوما على نحو غير معهود.
وقد صرحت متحدثة باسم كلينتون قائلة إن المرشحة الديمقراطية تستعد لترامب بأشكاله المختلفة، فربما يكون عنيفا أو ربما يتراجع، ومن الصعب معرفة كيف ستسير الأمور.
فالعداء المعلن تجاه كلينتون سيكون خطوة محفوفة بالمخاطر لترامب. ولو لم يكن قادرا على البقاء هادئا والإلتزام بالتركيز، فإن هذا سيعزز فكرة افتقاره للطباع اللازمة لكى يكون رئيسا وسيجعله يبدو صغيرا بجوار كلينتون المعروف عنها أنها موزونة.
وفى نفس الوقت لن يكون لترامب خيار الجلوس على الهامش، وباعتباره واحدا من مرشحين اثنين فقط على الساحة، فإن المرشح الجمهورى يجب أن يستفيد بأقصى ما يمكنة من كل دقيقة مخصصة له. ولذلك، فإن المناظرة ستكون اختبارا حاسما لترامب الذى أثبت حتى الآن افتقاره نسبيا إلى العمق فى السياسة.
الأمر الثانى: هل ستستمع كلينتون لنصيحة أوباما "كونى نفسك"؟
فسبق أن خاض الرئيس باراك أوباما مناظرة مع كلينتون عام 2008 عندما كانا يتنافسان على بطاقة الحزب الديمقراطى.. وكانت نصيحة الرئيس للمرشحة، كما صرح بها لشبكة "إيه بى سى نيوز": كونى نفسك وأشرحى دوافعك.. وأضاف "أعتقد أن هناك سببا لعدم وجود سيدة تترشح للرئاسة من قبل، ولذلك فإن عليها أن تكسر بعض الحواجز، فهناك مستوى من عدم الثقة"..
ولاشك فيه أن الخبرة السياسية تصب فى صالح كلينتون، ولكن الوقوف بجوار ترامب يمكن أن يجعلها تحظى بإعجاب أكبر عند مقارنتها به.
الأمر الثالث: الأمور قد تصبح شخصية
فربما ينزلق النقاش للتطرق إلى الأمور الشخصية. وقد عرضت حملة كلينتون على الملياردير نجم تلفزيون الواقع مارك كوبان، الذى أيدها التواجد فى الصفوف الأمامية.
ورد ترامب على ذلك باقتراح استضافة جنيفر فلورز، عشيقة بل كلينتون السابقة. وقد أعلنت حملة ترامب أنها لن تدعو فلورز، لكن تعليقات ترامب توحى باستعداده لاستخدام بعض الأحداث المؤلمة من ماضى كلينتون بما فى ذلك ماضى زوجها. وربما تنجر كلينتون لنفس الهجمات لو تم إثارتها، فقد تزوج ترامب ثلاث مرات.
الأمر الرابع: أزمة قتل السود
على الرغم من الكثير من الموضوعات الهامة التى سيتم تناولها فى المناظرة، إلا أن هذه أول انتخابات تأتى فى خضم غضب وطنى أثارته قتل الشرطة للرجال الأمريكيين من أصل أفريقى.
وسيكون هناك تحديا أمام كلا من كلينتون وترامب لتقديم اقتراحات تفصيلية حول كيفية التعامل مع العنف غير الضرورى من قبل الشركة والحديث بشكل مناسب للسود الذين يشعرون بوجود مظالم.
الأمر الخامس: كل العيون موجهة إلى ليستر هولت مدير المناظرة
وستكون هذه أولى مرة يتولى فيها إدارة المناظرة الرئاسية التى من المتوقع أن يشاهدها ما بين 70 إلى 100 مليون.
مدير المناظرة الرئاسية بين كلينتون وترامب: أتوقع معركة أولمبية من الدهاء
توقع تود جراهام المسئول عن إدارة المناظرة التليفزيونية المقررة اليوم الاثنين، بين مرشحى الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، أن تكون المناظرة معركة أولمبية من الدهاء بين المرشحين.
وقال جراهام مدير المناظرات فى جامعة جنوب إلينوى ومدرب المناظرات الوطنية المعروف، فى مقاله بموقع "سى.إن.إن" إن المناظرات الرئاسية، التى تبدأ الاثنين، لن تكون مثل غيرها.
وأشار إلى أن المناظرات الأولية، التى عقدت فى وقت سابق من العام، جذبت مشاهدين أكثر من أى وقت من تاريخ الولايات المتحدة، وشهدت صيحات استهجان من الجمهور واستهزاء المرشحين ببعضهم البعض، وغيرها من الأمور غير المعتادة.
واستعرض جراهام نقاط الضعف والقوة لكلا المرشحين. مشيرا إلى أن المرشح الجمهورى دونالد ترامب لديه القدرة على التلاعب بمديرى المناظرات ويسعى دائما لإظهارهم ليعدلوا بينه وبين منافسه خلال المناظرة ولديه القدرة على توجيه ما لايكفى من الانتقاد للوضع الراهن فى سوريا والعراق وليبيا والتجارة مع الصين.
وأشار أن من بين نقاط قوة ترامب ترويج الخوف وهو ما يكون فعالا مع الكثير من المشاهدين.ويتمتع المرشح الجمهورى، بحسب جراهام بشخصية جذابة فضلا عن قدرته على إضحاك الآخرين، وهو ما يمثل نقطة قوة، بالإضافة إلى قدرته على التهرب من الأسئلة.
غير أن المرشح الجمهورى يواجه نقاط ضعف ربما أبرزها افتقار المعرفة أو الخبرة السياسية، وهو ما كان عامل هجوم عليه من قبل منافسيه. كما أن "جلده رقيق"، فلا يحب أو يقبل أى انتقادات ويتعامل معها بطريقة صبيانية. أحيانا يتخبط ويكذب. ويشير جراهام إلى أن ترامب كذب خلال المناظرات السابقة هذا العام أكثر من أى مرشح آخر. وأخيرا بحسب مدير المناظرة فإن الكبرياء هو أحد نقاط ضعف المرشح الجمهورى، فإنه يعتقد حتى الآن أنه فاز فى جميع المناظرات.
وبالنسبة لنقاط قوة هيلارى كلينتون، كما يذكرها جراهام، فهى الخبرة والمعرفة كوزيرة سابقة للخارجية وكسياسية أيضا. وهو ما يمنحها ميزة إضافية بشأن الحديث عن السياسة المستقبلية للولايات المتحدة، فبينما ينتقد ترامب الماضى، فإن كلينتون طالما تتحدث عن المستقبل.
وتتمتع المرشحة الديمقراطية بالقدرة على جمع التناقضات والمقارنة بينهم، كما أنها لديها قدرة على السيطرة على انفعالتها حيث تبدو عادة خلال المناظرات هادئة.
ولخص جراهام نقاط ضعف كلينتون فى شخصيتها حيث عادة تظهر جامدة لا تبدى الكثير من المشاعر. كما أن الفترة الأخيرة أبدت توجه خلال الحديث حيث لا تنهى جوابها فى الوقت المحدد، وأخيرا لجوءها للإجابات المراوغة.