يواصل آلاف الكولومبيين احتفالاتهم عقب توقيع اتفاق سلام تاريخى تم التوصل إليه مع متمردى القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، لإنهاء أكثر من نصف قرن من حرب أسفرت عن ملايين الضحايا، وسيوقع الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى هافانا الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس وقائد حركة التمرد الماركسية رودريغو لوندونيو المعروف باسميه الحركيين "تيموليون خيمينيز" أو "تيموشنكو".
وقال الرئيس سانتوس أول أمس الأحد "اشعر بفرح كبير للكولومبيين، وأشعر ببعض الرهبة من التحدى الذى ينتظرنا، المتمثل ببناء السلام، هذا الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا جدًا من قبل كل الكولومبيين".
ويحضر 15 رئيس دولة من أميركا اللاتينية مراسم توقيع الاتفاق، من بينهم الكوبى راؤول كاسترو الذى وصل الأحد واستضافت بلاده لأربع سنوات مفاوضات السلام التى جرت برعاية فنزويلا وتشيلى أيضًا.
ومن بين الشخصيات الأخرى المدعوة إلى هذا الحدث غير المسبوق، الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ونظيره لمنظمة الدول الأميركية لويس الماغرو، ووزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيرى والفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وستحضر المديرة العامة لصندوق النقد الدولى كريستين لاغارد ونظيرها على رأس البنك الدولى جيك يونغ كيم، المراسم التى ستستغرق سبعين دقيقة وتبث على التلفزيون مباشرة.
من جانبه أكد الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس أن اتفاق السلام الذى تم التوصل إليه مع جماعة "فارك" المتمردة سيعمل على تعزيز النمو الاقتصادى كما أنه سيمكن البلاد من إعادة بناء النسيج الاجتماعى.
وقال سانتوس - فى تصريح خاص لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، إن الحرب دائمًا أكثر تكلفة من السلام، مشيرًا إلى أن المجتمع الكولومبى سوف يستغرق وقتًا طويلًا للتعافى من أكثر من خمسة عقود من الصراع.
وبدوره، طلب زعيم "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" بعد توقيع الاتفاق بمرحلة جديدة من المصالحة والسلام بعد حرب استمرت اكثر من نصف قرن وخلفت مئات آلاف القتلى والمفقودين.
