الخلايا الجذعية هي خلايا المنشأ أى التى تنشأ منها خلايا و أنسجة الجسم المختلفة وهى خلايا لم تتشكل .
وتتشكل الخلايا الجذعية مثل البيئة المجاورة التى تزرع فيها فإذا تم أخذها من الدم وزرعت فى الكبد تتحول لخلايا كبدية أو زرعت مع هرمونات نمو الأعصاب تحولت لخلايا ونسيج عصبى .
بدأ العمل في الخلايا الجذعية بدون معرفة خصائصها منذ الستينات من القرن الماضى بعمليات زرع النخاع لأمراض الدم السرطانية وفى أوائل القرن الحالى اكتشف أن خلايا النخاع العظمى أدت إلى تحسن في وظائف الكبد والكلى مما جعل العلماء يبحثون فى استخدامات جديدة للخلايا الجذعية وسمى هذا العلم بالطب التجديدى أى الذى يقوم بتجديد الخلايا التالفة.
وأجريت أبحاث كثيرة فى جميع بلاد العالم على عدة أمراض فى الكبد والأعصاب والكلى والسكر وغيرهم.
بدأت أبحاث الخلايا الجذعية فى مصر منذ عام 2003 كأبحاث معملية وعلى حيوانات التجارب لمدة عامين حتى بدأنا في كليات الطب المختلفة مثل طب القاهرة وعين شمس والاسكندرية وطنطا و الأزهر وبني سويف ودمياط وبنها و قناة السويس وغيرها من الجامعات المصرية من خلال عدة رسائل دكتوراة وماجستير على تجارب العلاج للأمراض المزمنة التى ليس لها علاج طبى أو جراحى مثل تليف الكبد والسلس البولي وإصابات العمود الفقرى وجلطات المخ والقلب وضمور خلايا المخ و ضمور العضلات والشلل المتناثر وضمور عضلات القلب والقدم السكرى والسكر والبهاق والجلد الفقاعى والثعلبة التهابات المفاصل و فى الضعف الجنسى والعقم للرجال والنساء نتيجة ضمور الخصيتين أو فشل المبيض وكذلك فقد الابصار نتيجة امراض الشبكية والقرنية والعصب البصري والحروق العميقة.
أظهرت تلك التجارب نتائج طيبة في حالات لاشفاء لها بالعلاج التقليدي الدوائي والجراحي إلا أن النتائج لم تحقق نسب علاج تزيد عن 60% وبعضها الى 30% فقط ولكنها مرضية حيث ان المريض الذي يعالج بالخلايا الجذعية ليس له أمل فى العلاج التقليدي مع معاناته والمحيطين به من المشكلات الصحية والاجتماعية الناتجة عن تلك الامراض
لذا أنشأت عدة بنوك لحفظ الخلايا الجذعية التى ينظر إليها انها كنز الصحة المدخر لوقت الحاجة إليها للعلاج من الأمراض التى لا يرجى شفاؤها.
أنشأت وزارة الصحة المصرية لجنة قومية لدراسة ما يختص بأبحاث وبنوك الخلايا الجذعية وتنظيم العمل في تلك الابحاث والعلاج كما أنشأت وحدتين للعلاج بالخلايا الجذعية تعمل منهم الآن وحدة للعلاج بمستشفى الشيخ زايد التخصصى بمدينة السادس من أكتوبر والثانية بمستشفى أحمد ماهر إلا أن وحدة مستشفى أحمد ماهر متوقفة عن العمل إلى الآن بعد افتتاحها بشهر واحد.
تم إجراء العلاج بمستشفى الشيخ زايد التخصصى التابعة لوزارة الصحة لإصابات العمود الفقرى والشلل المتناثر التصلبى و ضمور خلايا المخ وضمور الأعصاب والعضلات لأكثر من40 مريضا وتحققت نتائج جيدة يتم تدوينها وتسجيلها لمتابعة تحسن المرضى كما تم تصوير بعضها بالفيديو قبل وبعد العلاج.
تم حل اللجنة القومية للخلايا الجذعية بقرار من وزير الصحة وكذلك تم اغلاق وحدة ابحاث الخلايا الجذعية بمستشفى الشيخ زايد بعد العمل لمدة عامين مع ان النتائج مبشرة بما يشهد به المرضى وذويهم وبما تشهد به الابحاث التى تم نشرها فى الدوريات العلمية الأوروبية والأمريكية .
يعتقد الباحثون في بلاد العالم أن منتصف القرن الواحد والعشرون سيشهد تقدما مذهلا للعلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الأمراض التي ليس لها شفاء أو علاج ناجح كما أشاد الرئيس الأمريكى فى خطابه الاخير بالكونجرس بأهمية الابحاث فى الخلايا الجذعية وحث الباحثين الأمريكان أن يقودوا العالم فى هذا المجال ووعد بتقديم كافة المساعدات المالية والتشريعية لضمان تفوق الامريكان في هذه الابحاث